جهود جبارة

الأرقام التي أعلن عنها خلال الإحاطة الإعلامية، أمس الأول، والمتصلة بجائحة كورونا تكشف حجم الجهد الكبير الذي تبذله الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والفريق الوطني المكلف بالتعامل مع الجائحة والذي يضم مختلف القطاعات، إلى جانب القطاعات الصحية، والتي تعمل مجتمعة وفق رؤية القيادة الرشيدة التي حرصت منذ بداية الجائحة على تسخير جميع الإمكانيات للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وحمايتهم من هذا الوباء. 
إجراء نحو 90 مليون فحص كورونا في الإمارات، رقم ليس بالبسيط والذي يمثل حوالي عشر أضعاف سكان الإمارات، وهذا الجهد الجبار والمميز، الذي بدأ منذ انتشار الجائحة واستمر على نفس الوتيرة، نجني حالياً ثماره الإيجابية، المتمثلة في محاصرة الإصابات والوصول إليها في مراحلها الأولية للحد من انتشارها ونقل العدوى للآخرين، فأصبح ملموس للجميع الانخفاض اللافت في عدد الإصابات اليومية والتي وصلت أمس إلى 112 إصابة، ما يبشر باستمرارية انخفاض الإصابات اليومية.
الوصول إلى نسبة 96،45% من إجمالي السكان من الحاصلين على الجرعة الأولى من لقاح كورونا، و86،45% ممن تلقوا الجرعتين من اللقاح يعكس الاهتمام اللامحدود من الدولة في تحصين الجميع من المواطنين والمقيمين، فلا يوجد أي مبرر أمام أي فرد تنطبق عليه شروط الحصول على اللقاح، في التأخير للحصول على اللقاح الذي يعطى مجاناً من خلال عشرات المراكز المخصصة، والجميع مطالب أيضاً بالحرص على الحصول على الجرعة المعززة وفق البروتوكولات المعتمدة. 
الإمارات التي تحتضن شعوب العالم من جميع الدول لزيارة إكسبو 2020 دبي، والمعالم السياحية مع بدء موسم السياحة، يشعر الزائر إليها بالأمان والاطمئنان في ظل النجاحات اللافتة التي يتم تحقيقها في التصدي للجائحة والخروج منها وعودة الحركة التجارية والاقتصادية والسياحية وتفاصيل الحياة اليومية إلى وضعها الطبيعي كما هول الحال قبل جائحة كورونا، واستمرارية هذه النجاحات تتطلب منها جميعاً أعلى درجات الجاهزة لجهة الالتزام المستمر بالإجراءات الوقائية واستخدام الكمامات وغسل الأيدي لحماية أنفسنا وحماية أفراد المجتمع.
الحفاظ على هذه الإنجازات التي جعلت الإمارات تحتل مراتب متقدمة عالمياً في سرعة التعاطي مع الجائحة والوقاية منها وحماية أفراد المجتمع، تتطلب منا جميعاً كل في موقعه الحفاظ على هذه الإنجازات والمضي قدماً في تحقيق المزيد، من خلال الالتزام التام بالتعليمات المحددة، والعمل كفريق واحد لحماية كل فرد، ولنكن على قدر المسؤولية.
[email protected]