بعض المنشآت الصحية الخاصة التي تتطلع إلى تحقيق أعلى نسبة من الأرباح دون مراعاة لأوضاع المرضى والمراجعين وظروفهم الصحية تتفنن في ابتكار الأساليب لتحصيل فاتورة تقديم الخدمة العلاجية والتشخيصية دون تأخير أو انتظار شركات التأمين لتسديد المطالبات المالية، والتي في العادة تتطلب وقتاً قد يطول، إلى جانب محاولات خصم نسبة من قيمة المطالبة المالية من قبل شركة التأمين دون مبرر.
أحد المستشفيات الخاصة أبلغ مريضاً لديه تأمين صحي بأن شركة التأمين الصحي رفضت تغطية تكاليف مجموعة من فحوص الدم طلبها الطبيب المعالج، ووضع المريض أمام الأمر الواقع أمام تسديد قيمة الفحوص قبل أخذ عينة الدم، والتي بلغت أكثر من 700 درهم أو عدم إجراء الفحوص، فما كان من المريض إلا تسديد المبلغ المطلوب والحصول على فاتورة تفصيلية بأنواع الفحوص وتكلفة كل فحص.
المريض وبعد تسديد المبلغ المطلوب راجع شركة التأمين الصحي لسؤالها عن سبب رفض تغطية الفحوص، وبدورها أكدت شركة التأمين الصحي للمريض أنه لم يصلها من المستشفى أي طلب لتغطية تكلفة الفحوص، كما أكدت شركة التأمين أن هذه الفحوص تتم تغطيتها بالكامل وفق شروط وثيقة التأمين، وبالتالي لم ترفض تغطية التكلفة كما يدعي المستشفى الذي على ما يبدو قدم معلومات غير صحيحة للمريض عن شركة التأمين الصحي.
رجع المريض للمستشفى للتعرف الى حقيقة الأمر، وفوجئ برد المسؤول في المستشفى أن هذا النوع من الفحوص يجب دفع تكلفته نقداً ولا يتم طلب تغطية تكلفته من شركات التأمين، إنه لأمر غريب طالما شركة التأمين مستعدة لتغطية تكلفة الخدمة، لماذا يرفض المستشفى التغطية من قبل التأمين ويطلب من المريض تسديد التكلفة نقداً؟ هذا يعني أن بعض المستشفيات أصبحت هي التي تقرر في بعض الأوقات نوعية الخدمة التي تدفع «كاش» ويتحملها المريض، والخدمة التي تغطى من قبل شركة التأمين، وهذه تجاوزات يجب أن ينظر فيها من قبل الجهات المشرفة على تطبيق التأمين الصحي.
هذه واحدة من التجاوزات التي لا تعد ولا تحصى من قبل بعض المنشآت الصحية في ما يتصل بموضوع التأمين الصحي، وكذلك الأمر بالنسبة لشركات التأمين الصحي التي تماطل أيضاً في تغطية تكلفة العديد من الفحوص والخدمات الصحية التي تعتبر أساسية وضرورية، فعلى سبيل المثال غالبية أدوية الفيتامينات العلاجية التي يصفها الأطباء لمعالجة مشاكل صحية ترفض شركات التأمين الصحي تغطيتها، فهل من المعقول أن تتعاون شركات التأمين الصحي مع بعض المنشآت الصحية الخاصة على المريض الذي لديه تأمين صحي ليتحمل في النهاية تكلفة الخدمة المقدمة، فما هي فائدة التأمين الصحي إذن؟
