أكدت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، أمس الأحد، تمسكها بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وفي موعدها. وقال رئيس المفوضية، عماد السايح، في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي، إنه من المقرر نشر قوائم الناخبين المسجلين، حسب المناطق اليوم الاثنين، مضيفاً أن باب التسجيل للترشح سيفتح منتصف شهر نوفمبر المقبل، بعد استكمال الاستعدادات اللوجستية والقانونية.
وأوضح السايح أن نماذج الترشح ستكون متاحة على الموقع الإلكتروني للمفوضية للراغبين، مؤكداً أنه سيكون على مرشحي الانتخابات الرئاسية جمع 5 آلاف تزكية. كما أكدّ أنه سيتم وضع جدول زمني للاقتراع بعد استكمال المشاورات مع البرلمان بشأن التعديلات الفنية على قوانين الانتخابات التي طلبتها المفوضية، متوقعاً أن يتم الحسم فيها هذا الأسبوع، مشدداً على التزامه بتاريخ 24 ديسمبر موعداً للانتخابات. وأشار السايح إلى أن المفوضية تنتظر كذلك استكمال المجلس الأعلى للقضاء تشكيل لجان طعن بشأن قانون انتخاب الرئيس، وانتهاء وزارة الصحة من تشكيل لجان صحيّة لإعطاء الإجازة الطبية للمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية. وقال إنه «بمجرد تشكيل هذه اللجان من وزارة الصحة سننظر مباشرة في فتح باب الترشح».
أما عن الجولة الثانية، فأوضح السايح أنها ستجرى بعد 30 يوماً من الإعلان عن نتائج الجولة الأولى وبشكل متزامن مع الانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن الإعلان عن النتائج سيكون كذلك بشكل متزامن.
وفي ما يتعلق بمعارضة المجلس الأعلى للدولة القوانين الانتخابية التي أقرّها البرلمان، أوضح السايح أن المفوضية ملزمة بتنفيذ ما يصدر عن المؤسسة التشريعية من قوانين، وليست طرفاً في هذه التجاذبات السياسية. وكان عدد المسجلين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم، بلغ بحسب تصريحات سابقة للسايح 2,8 مليون شخص من إجمالي عدد سكان ليبيا الذي يناهز سبعة ملايين نسمة. يشار إلى أن البرلمان الليبي كان أحال يوم السبت، قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى المفوضية لاعتمادها رسمياً كنص دستوري، تُجرى على أساسه الانتخابات المرتقبة بعد شهرين (24 ديسمبر المقبل)، في خطوة هامة قد تزيد من فرص تنظيم هذا الاستحقاق الانتخابي في موعده.
على صعيد آخر، ألقت قوة مكافحة الإرهاب القبض على عدد من عناصر تنظيم «داعش» في مدينة مسلاتة الواقعة شرق العاصمة طرابلس، وذلك بالتنسيق مع النائب العام، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الليبية. وكشفت مصادر محلية، أن المقبوض عليهم 8 عناصر، هم من أبناء المدينة نفسها، وقاتلوا تحت إمرة صلاح بادي وقادة آخرين للمجموعات المسلحة منذ العملية المسماة باسم «فجر ليبيا»، ووصولا إلى مواجهة الجيش الليبي في محور عين زارة. ولكن انضمام هؤلاء العناصر مؤخراً إلى «داعش»، يطرح تساؤلات كثيرة حول عودة نشاطه في الغرب الليبي بشكل كبير، بعدما ظل منحصراً لفترة طويلة على مواقع جنوب البلاد، ما يبين أن للتنظيم أهدافاً جديدة، يرى مراقبون أن أهمها هو إفشال الانتخابات المقبلة.
(وكالات)
