عادي
الإمارات تحتفل بالروابط التاريخية مع السلطنة

«عُمان منّا ونحن منهم».. علاقات ممتدة وراسخة واستراتيجية

00:01 صباحا
قراءة 6 دقائق
1
1
1
1
1

كتب: راشد النعيمي

تشارك دولة الإمارات، غداً، سلطنة عُمان الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني ال 51، لتأكيد متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين التي شهدت خلال العقود الماضية نمواً سريعاً، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والسلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ويأتي الاحتفال تحت شعار «عُمان منّا، ونحن منهم»؛ حيث تشهد الإمارات مجموعة من الفعاليات والعروض المميزة احتفاء بالذكرى ال 51 للنهضة المباركة لسلطنة عُمان الشقيقة التي تصادف 18 نوفمبر من كل عام، وتتضمن الفعاليات إضاءة عدد من أبرز معالم الدولة العمرانية بالعلم العُماني، واستقبال الزوار العُمانيين القادمين إلى الإمارات، عبر المعابر الحدودية والمطارات بالورود والهدايا التذكارية، وتخصيص ختم خاص لجوازات سفرهم من وحي المناسبة، إلى جانب تنظيم فعاليات خاصة للاحتفال بالمناسبة في «إكسبو 2020 دبي»، والقرية العالمية ومراكز التسوق التجارية.

ويمثل تعميق العلاقات مع السلطنة، أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية، وهو ما عبر عنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تصريح سابق قال فيه: «عُمان منّا ونحن منهم، إخوتنا وأشقاؤنا وعضدنا، وعلاقات ممتدة نفخر بها وترسخها شعوبنا كل يوم».

فيما جسد تصريح صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خصوصية العلاقات الإماراتية العُمانية وعمقها التاريخي؛ حيث قال سموّه: «الإمارات وعُمان أخوة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة».

وتجمع البلدين الشقيقين، علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بكثير من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً، وكان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيّب الله ثراهما، قد عقدا لقاء تاريخياً في عام 1968.وتواصل زخم هذه العلاقات بعد قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971؛ حيث وقعتا على كثير من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

وفي السياق ذاته فقد شكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد، طيب الله ثراه، إلى سلطنة عُمان عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، التي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية «الهوية»، بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت الكثير من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.

وتعد دولة الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما عام 2020، نحو 42،3 مليار درهم، فيما بلغت نسبة النمو في حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال النصف الأول من عام 2021 نحو 24،1 في المئة مقارنة بالمرحلة نفسها،  من عام 2020؛ حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري من 18،98 مليار درهم إلى 23،56 مليار درهم.

وسجل حجم الصادرات الإماراتية إلى سلطنة عُمان نمواً بنسبة 18،1 في المئة خلال النصف الأول من عام 2021 مقارنة بعام 2020؛ حيث ارتفعت قيمة الصادرات من 6،79 مليار درهم إلى 8،02 مليار درهم، وفي المقابل سجلت الاستثمارات العُمانية المباشرة في الإمارات نمواً بنسبة 46،8 في المئة مطلع عام 2020 مقارنة بمطلع عام 2019.

ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية.

وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.

وتمضي العلاقات الأخوية التي تجمع دولة الإمارات وسلطنة عُمان والمستندة إلى روابط تاريخية تجمعها صلة القربى والدم واتساق الرؤى عاماً بعد آخر لتؤكد رسوخ العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، كما تزداد صلابة وتطوراً في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين بما يحقق تطلعات شعبيهما وسط نمو سريع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

موروث مشترك

ويتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.

وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.

وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً. وتعد العلاقات الإماراتية العُمانية مثالاً متميزاً للعلاقات بين بلدين جارين تجمع بينهما وشائج التاريخ والجغرافيا والاحترام المتبادل والتوجه المستمر إلى تطوير العلاقات في المجالات كافة والارتقاء بها إلى ما يطمح إليه شعبا البلدين الشقيقين لا تقتصر على مراعاة المصالح والتعاون البنّاء في المجالات ذات الاهتمام المشترك فحسب؛ بل تمتد لآفاق أرحب كونها علاقات ذات طبيعة خاصة تميزها أخوة صادقة وتقارب وتداخل جغرافي قائم على حسن الجوار والصلات الاجتماعية والعائلية الوثيقة التي تحظى بمكانة كبيرة لدى شعبين البلدين وتدعمها روابط التاريخ والانتماء الإسلامي والعربي والخليجي المشترك.

ومنذ تأسيس دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971، حرص المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، على التأسيس لعلاقات قوية وراسخة مع سلطنة عُمان الشقيقة، في ظل الروابط التاريخية العميقة التي تجمع الدولتين، وكان لدى المغفور له، بإذن الله، السلطان قابوس، الرغبة نفسها في أن تكون العلاقات الإماراتية – العُمانية نموذجاً يحتذى خليجياً وعربياً، ودولياً أيضاً.

وفي ظل الحرص المشترك لدى القيادتين الرشيدتين في الدولتين الشقيقتين على التأسيس لعلاقات قوية وتعاون متكامل يشمل المجالات كافة، نمَت هذه العلاقات بشكل متطور وتراكمي من مرحلة إلى أخرى، إلى أن وصلت إلى مستوى يجسد عمق الروابط المتينة التي تجمع بين الدولتين، ليس على الصعيد التاريخي فقط في ظل ما يجمع الطرفين من تاريخ مشترك، لكن على الصعد الأخرى كافة، ومنها الروابط الاجتماعية القائمة على أواصر القربى بين الكثير من العائلات والقبائل في كلتا الدولتين.

شراكة اقتصادية

وتعد سلطنة عُمان ضمن أهم 10 شركاء تجاريين لدولة الإمارات، بحجم تبادل تجاري بلغ 172 مليار درهم من 2017 إلى 2020، وهو ما يمثل نحو 2.7 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية للإمارات، وبمعدل نمو سنوي مركب يقدر ب 5.7 في المئة.

وتجاوز حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما 321 مليار درهم خلال عقد، منذ منتصف 2010 حتى منتصف 2020، وفق مؤشرات التجارة السلعية المسجلة.

 فيما حدد مسؤولون ومختصون اقتصاديون، عدداً من العوامل التي عززت متانة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، منها الموقع الجغرافي والحدود المشتركة وسلاسة انسيابية السلع وقوة السوقين كنقاط دولية للتجارة، فضلاً عن علاقات التعاون بين المؤسسات الاقتصادية المختلفة في الجانبين.

ووفق مؤشرات حديثة تظهر بيانات الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، أن حجم التجارة السنوي المسجل في عام 2019، والبالغ 48 مليار درهم، تضاعف بنسبة 500%، مقارنة ب 8.6 مليار درهم كإجمالي تجارة مسجل في 2011 وتوضح المؤشرات نمواً تدريجياً خلال تلك الفترة؛ حيث وصلت إجمالي التجارة إلى 20 مليار درهم في 2012، ثم لمعدل 25.8 مليار درهم في 2013 و2014 ثم 26.3 مليار درهم في عام 2015، ثم 27.7 مليار في 2016، ثم 30.1 مليار في 2017، لتصل إلى 35 مليار درهم في 2018، في الوقت نفسه بلغت قيمة التجارة 21.8 مليار في النصف الأول من 2020.

وتظهر المتانة الاقتصادية التي تربط  الإمارات وسلطنة عُمان، سواء على صعيد حركة التجارة السلعية والخدمية بين البلدين نمواً واضحاً خلال السنوات الماضية، مع وجود الكثير من السلع العُمانية في الأسواق المحلية، مقابل كم كبير أيضاً من السلع الإماراتية الصنع في الأسواق العُمانية. ويدعم ذلك وجود حدود مشتركة بين الجانبين تسهل انسيابية التجارة، لاسيما في السلع الغذائية والسيارات والبتروكيماويات والمعادن وغيرها.

وتظهر الإحصاءات الرسمية المسجلة بين الجانبين أن الإمارات أكبر مستثمر في سلطنة عُمان، ومن ضمن أكبر مستثمري العالم باستثمارات ناهزت 11 مليار درهم مع مطلع 2020 في قطاعات يتصدرها قطاع النفط والغاز، والصناعات التحويلية والقطاعات المالية والعقارية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"