عادي

ما هي «العافية الرقمية» وكيف يمكن تحقيقها؟

14:03 مساء
قراءة 4 دقائق
الاتصال المفرط بالإنترنت يعني:
1- التسلّط عبر الإنترنت
2- الاحتيال الرقمي
3- التهديدات المحدقة بأمن البيانات
4- الانفصال عن الآخرين
5- الإرهاق والضغط والخمول
6- التأثير السلبي في الاعتزاز بالنفس
7- قلّة التركيز
8- قلّة النوم الجيّد
9- اختلال التوازن في الحياة العملية
دبي: «الخليج»
تبنى غالبية سكان العالم خلال مدّة الثمانية عشر شهراً الماضية أسلوب معيشة أكثر رقمنة في كثير من مناحي الحياة. وغيّرت قدرات الاتصال الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون فيما بينهم من جميع الجوانب وعن بُعد، من التسوّق إلى الترفيه والعمل وحضور الدروس والاجتماعات والتعارف، وصولًا إلى بناء المجتمعات عبر الإنترنت. وشكّل الانقطاع المادي الحتمي عن العالم سبباً للتوتّر والقلق بين المستخدمين، ما دفع كاسبرسكي، منذ اندلاع الأزمة، إلى البحث في نموذج «العافية الرقمية» والاهتمام به في سياق الجهود المبذولة لمكافحة الآثار السلبية للجائحة.
ويمكن تعريف العافية الرقمية بأنها التأثير الذي تُحدثه التقنيات والأجهزة الرقمية في الصحة العقلية والجسدية والعاطفية والاجتماعية للشخص المستخدم لها. ولا يقتصر الأمر على الطريقة التي نتفاعل بها مع التقنية، وإنما يركّز أيضاً على طريقة بناء التوازن والحفاظ عليه بفاعلية في حياة المستخدمين، سواء على الإنترنت أو خارجها، لا سيما أن الجائحة أحدثت فيها اختلالًا ملحوظاً.
المخاوف
ويرى المستخدمون، وفقاً لدراسة عالمية حديثة، أن التقنيات لها تأثير محايد أو حتى إيجابي في شعورهم بالعافية. لكن عندما يتعلق الأمر بعدد المرات التي يؤدي فيها الشخص نشاطاً ما وكيف يشعر بأثر هذا النشاط فيه، وجدت الدراسة العديد من المخاوف؛ فعلى سبيل المثال، يشعر 28% من المشاركين في الدراسة أن مشاهدة أي محتوى على أجهزتهم قبل النوم سوف يؤثر سلباً في صحتهم. وبالمثل، يرى 26% من الأفراد أن استخدام أكثر من شاشة في وقت واحد ليس بالأمر المفيد لهم.
وقالت الخبيرة النفسية والاستشارية المقيمة في دبي، آمنة حسين، إن التقنيات الرقمية غيرت الطريقة التي يتعلم بها الناس ويعملون ويلهون ويتواصلون ويتسوقون بها، بل وحتى يتلقون العلاج، مؤكّدة أن هذا الأمر أصبح حقيقة تجلّت بوضوح خلال العامين الماضيين، وأن المعيشة وسط هذا الانغماس الرقمي تنطوي على مجموعة من التحديات، بالرغم من المنافع الكبيرة التي تجلبها للمستخدمين.
وأوضحت أن التسلّط عبر الإنترنت، والاحتيال الرقمي، والتهديدات المحدقة بأمن البيانات، والانفصال عن الآخرين، والإرهاق والضغط والخمول والتأثير السلبي في الاعتزاز بالنفس، وقلّة التركيز، وقلّة النوم الجيّد، واختلال التوازن في الحياة العملية، وكل ما يُسفر عنه الاتصال المفرط بالإنترنت، قد يُضرّ بعافية المستخدمين، داعية إلى مضافرة جهود الأفراد والأسر والموظفين لاكتساب ما يلزم من معرفة وأدوات وضوابط لإعطاء الأمن الرقمي والعافية الرقمية الأولوية المنشودة.
الأطعمة الرخيصة
وضربت الخبيرة النفسية مثلًا بالتقدّم التقني في الزراعة والصناعة، والذي قالت إنه سمح بإتاحة الأطعمة الرخيصة على نطاق واسع وجعلها في المتناول، مشيرة إلى أن الأفراد تعلموا تجنّب الأغذية المعالجة بإفراط والمحتوية على نسب عالية من السكر والمواد الكيميائية، للحفاظ على الصحة البدنية. وأضافت: «بالطريقة نفسها تقريباً، لدينا القدرة على ضبط الوقت الذي نقضيه على الشاشة ونوعية المحتوى الذي نستهلكه عليها، وأن نتحلّى بالمسؤولية تجاه عاداتنا الرقمية وجعل التقنية تعمل لصالحنا».
ومضت آمنة حسين إلى القول: «ينبغي لنا مراقبة نشاطنا على الإنترنت وتحسين استغلالنا للوقت الذي نقضيه أمام الشاشة، ووضع حدود فاصلة بين العمل والترفيه، وتحديد مناطق يُمنع فيها استخدام الأجهزة في المنزل، مع محاولة التخلّص من السموم الرقمية لفترة من الوقت، وقضاء بعض الوقت في الحركة والتأمل وفي أحضان الطبيعة، وذلك من أجل حماية صحتنا. ويمكن أن يؤدي انشغالنا المستمر بالأجهزة إلى شعورنا بالتوتر والانفصال عن أنفسنا وأحبائنا، لذلك من المهم تخصيص وقت للتفاعل المباشر مع الآخرين والتواصل ومشاركة اللحظات الحقيقية معهم، وهذا الأمر ضروري لعافيتنا الرقمية».
الوثوقية
وما زال المستخدمون، من ناحية أخرى، يتعلمون الاعتناء بعلاقتهم مع التقنية حتى يتمكنوا من تحسين مستوى الوثوق في الأنظمة والأجهزة التي تنطوي على بياناتهم الشخصية، لحمايتها ولتجنب القلق أو الإرهاق المحتملَين.
من جانبه، قال آرا أراكيليان مدير الموارد البشرية لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، إن أبناء الأجيال الأكبر سناً لم يكونوا معتادين على الأجهزة الرقمية أو حتى مرتاحين لها، ولكن كان عليهم الخضوع لتغيير ذهني من أجل البقاء على اتصال مع أحبائهم. مشيراً كذلك إلى أن الأطفال اضطروا إلى التكيّف مع التعليم الرقمي في وقت لم يكن الحضور الشخصي للدروس ممكناً، مع أنهم نشأوا مع التقنية. وأضاف: «أما اليوم، فقلّما يتعين علينا تعلّم ما يجب فعله عبر الإنترنت في مقابل ما ينبغي لنا تعلّم إدارته في الفضاء الرقمي. وثمّة طرق مختلفة لمعالجة التوتر الناجم عن التقنية؛ كإيقاف تشغيل إشعارات الجهاز لمدة ساعة يومياً، وتحسين ترتيب مساحة العمل وإراحة وضعية الجلوس. كذلك يتعلق الأمر بالتفكير بطريقة مختلفة في التقنية واستخداماتها لتحسين حياتنا والتقليل من مستويات التوتر».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"