تعهد أكثر من 100 من قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 26» في جلاسكو بوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030. وحددت البلدان استراتيجياتها التي تركز على دعم سياسات التجارة والتنمية وتعزيز الإنتاج والاستهلاك المستدامين بمليارات الدولارات.
تخزن الغابات الاستوائية كميات هائلة من الكربون، وهي موطن لما لا يقل عن ثلثي الأنواع الحية في العالم، لذا فإن إزالتها يتزامن مع عواقب وخيمة على المناخ. فعندما يتم حرق هذه الأشجار أو قطعها تطلق الكربون المخزّن مما يؤدي إلى مزيد من الاحترار.
ووجد الباحثون أن 4 سلع استهلاكية مسؤولة عن معظم عمليات إزالة الغابات في العالم، وهي لحوم البقر، وفول الصويا، وزيت النخيل، ولب الخشب أو المنتجات الورقية. فهذه السلع مجتمعة تتسبب في خسارة حوالي 5 ملايين هكتار من الغابات سنوياً.
ويعتبر إنتاج لحوم الأبقار المحرك الأكبر الذي يشجع على إزالة الغابات وتدهور الأراضي، حيث يمثل 41 % من خسائر الغابات العالمية. كما يُعد أحد المساهمين الرئيسيين في انبعاثات الغازات الدفيئة. وفي منطقة الأمازون وحدها تتسبب تربية المواشي في 80 % من هذه الكارثة.
ويساهم فول الصويا وزيت النخيل معاً في إزالة ما يقرب من 10 % من الغابات سنوياً، أي ما يقرب من مليون هكتار. فتطهير الأراضي لصالح مزارع زيت النخيل يتطلب تدمير الغابات المطيرة على نطاق واسع، مما يؤدي إلى تدمير موائل الأنواع المهددة بالانقراض. وهذا ما يحصل باستمرار في إندونيسيا وماليزيا، أكبر منتجين لزيت النخيل في العالم. وفي الآونة الأخيرة، توسع إنتاج المادة لتشمل أجزاء أخرى من آسيا وأمريكا ووسط وغرب إفريقيا.
وتضاعف إنتاج فول الصويا على مستوى العالم في العشرين عاماً الماضية، وتستحوذ كل من الولايات المتحدة والبرازيل على حوالي 70% من المحصول السنوي في العالم البالغ 350 مليون طن. وينعكس ذلك في غذاء الأبقار والدجاج والأسماك المستزرعة التي تستهلك نحو 80 % من كميات فول الصويا العالمية. بالإضافة إلى إنتاج الزيت النباتي والديزل الحيوي.
أما المنتجات الخشبية فهي مسؤولة عن حوالي 5 % من عمليات إزالة الغابات العالمية السنوية، أي حوالي 500 ألف هكتار. ويستخدم الخشب على نطاق واسع لبناء المنازل والأثاث، ومصدراً مهماً لصناعة الورق والنسيج. وفي الدول ذات الدخل المنخفض والمناطق الريفية، يستخدم الخشب وقوداً للتدفئة والطهي.
يُعد تعزيز الإنتاج والاستهلاك المستدامين أمراً بالغ الأهمية لوقف إزالة الغابات في جميع أنحاء العالم. ولكن يتعين على القادة والصناعيين أيضاً استئصال الجريمة المنظمة والأسواق غير المشروعة من سلاسل السلع هذه. وإلى أن يتم ذلك، ستبقى التعهدات العالمية بوقف إزالة الغابات محدودة التأثير.
جابان توداي
