فيما تواجه الدول الأوروبية زيادة مزعجة في الإصابات بفيروس كورونا ومسارعة الحكومات إلى اتخاذ إجراءات وقائية، أعلنت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، أمس الأربعاء، أن حالات الإصابة الجديدة قفزت بنسبة 23 في المئة في الأمريكتين في الأسبوع الماضي، وأن معظم الزيادة في أمريكا الشمالية حيث تسجل الولايات المتحدة وكندا معدلات إصابة مرتفعة.
وحذرت المنظمة من أن المنطقة قد تشهد انتكاسة مثل التي تشهدها أوروبا. وأضافت أن أمريكا الوسطى، على النقيض من ذلك، شهدت تراجعاً نسبته 37 في المئة في الإصابات الجديدة بالمرض، لكن كل دول أمريكا الجنوبية، عدا البرازيل وسورينام وفنزويلا، تسجل ارتفاعات في إصابات كوفيد-19. وأشارت أيضاً إلى زيادة الحالات بنسبة 400 في المئة في سانتا كروز في بوليفيا بعد أن منعت احتجاجات الناس من الوصول لمراكز التطعيم والفحوص.
وفي فرنسا، ارتفع معدل الإصابة بالفيروس بشكل حاد بين القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، بنسبة 148% على مدى أسبوع واحد.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن وكالة الصحة في البلاد «سانتي بوبليك»، أن متوسط عدد الإصابات في الفئة العمرية المعنية بلغ 340 حالة لكل 100 ألف ساكن، مقارنة ب80 حالة في أوائل الشهر الجاري.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الرقم الحالي يتجاوز متوسط معدل الإصابة عند البالغين البالغ 191 حالة لكل 100 ألف نسمة.
ويبلغ معدل الإصابة في المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاما 208 حالات لكل 100 ألف نسمة، وهو ما يتجاوز أيضا المعدل الوطني بين البالغين.
وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، افترض وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن البلاد على وشك الدخول في الموجة الخامسة من وباء فيروس كورونا، وقال المتحدث باسم الحكومة، الثلاثاء، إن الموجة الجديدة للفيروس تتقدم بسرعة.
في الأثناء، حث الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بشدة المواطنين مجدداً على تلقي التطعيم ضد كورونا في ظل التزايد الحاد في أعداد الإصابات.
وقال شتاينماير في المؤتمر الرقمي الألماني لكبار السن إن الوسائل متوفرة في أيدينا للحماية من الإصابة بالمرض أو من مسار مميت منه، وأضاف: «لكن قليلين يستخدمون هذه الوسائل».
وفيما يتعلق على ما يبدو بالنقاش حول تطبيق التطعيم الإجباري، قال شتاينماير: «إذا لم تفد كل العروض والطلبات والمناشدات، فلا ينبغي لأحد أن يتهم الساسة إذا اتخذوا إجراءات أكثر صرامة. لا يمكن إبقاء الأمر على هذا النحو».
وذكر شتاينماير أن الوضع في ألمانيا يزداد سوءاً بشكل كبير، مضيفاً أن عدد المصابين يرتفع إلى مستويات جديدة، مشيراً إلى أن «الوضع خرج عن السيطرة» في بعض مناطق ولا تزال أعداد متزايدة من الناس تكافح من أجل حياتها في وحدات العناية المركزة.
وأشار شتاينماير إلى أن إجمالي عدد وفيات كورونا قد يصل هذا الأسبوع إلى أكثر من 100 ألف حالة وفاة منذ بدء الجائحة، وقال: «هذا رقم لا يصدق، رقم لم نكن نعتقد أنه ممكن قبل عامين... إنها كارثة إنسانية». وإلى جانب دعوته لغير المطعّمين للحصول على التطعيم، دعا شتاينماير من أتموا تطعيمهم إلى الحصول على جرعة معززة، خاصة كبار السن. (وكالات)
