عادي
تحصين المجتمع من مخاطر الإدمان وفق رؤية القيادة

«عونك» يوظف التكنولوجيا للوصول بالمتعافين إلى بر الأمان

23:56 مساء
قراءة 3 دقائق
د. هدى السويدي
  • برامج تأهيل داخل المؤسسات الإصلاحية والعقابية

دبي: محمد ياسين
كشفت الدكتورة هدى عبدالله السويدي، مدير إدارة الفئات الأكثر عرضة للضرر في مركز عونك، التابع لهيئة تنمية المجتمع، عن أن المركز يوظف كل وسائل التكنولوجيا للوصول بالمتعافين من الإدمان إلى بر الأمان، وقالت إن الخط الساخن استقبل 80 اتصالاً منذ بداية العام الجاري لمتعافين أو أسرهم، لإشراك أحد أفراد الأسرة في برامج المركز، وإن المستفيدين من برامج المركز منذ تدشينه وصل عددهم إلى 300 شخص، وإنه تم تأهيل 25 شخصاً خلال العام الجاري بشكل افتراضي، واستفاد من برنامج عونك في المؤسسات الإصلاحية والعقابية 154 متعافياً.

قالت السويدي، في لقاء خاص مع (الخليج): «إن مركز عونك للتأهيل الاجتماعي، إحدى مبادرات هيئة تنمية المجتمع تم تأسيسه في شهر سبتمبر عام 2013 بهدف التأهيل النفسي والاجتماعي للمتعافين من تعاطي وإدمان المواد الكحولية والمخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك وفق رؤية القيادة الرشيدة بتحصين المجتمع من مخاطر تلك الآفات».

وأضافت: «إن رسالة المركز مشاركة التوعية بمخاطر الإدمان وإعادة إدماج المتعافين في المجتمع، وذلك عبر برامج توعوية وتأهيلية تعتمد على أحدث الدراسات في هذا المجال وتوظف التكنولوجيا والتقنيات للوصول بالمتعافين من الإدمان إلى بر الأمان وإعادة دمجهم ليصبحوا فاعلين في المجتمع».

برامج

وتابعت السويدي: «إن المركز يقدم عدداً من البرامج لنشر ثقافة محاربة الإدمان تستهدف جميع فئات المجتمع؛ حيث تنظم محاضرات توعوية في المدارس والجامعات ومجالس الأحياء والنوادي الرياضية». وأوضحت أن برامج مركز عونك لم تتوقف خلال جائحة كورونا؛ حيث نظم المركز محاضرات افتراضية للفئات المستهدفة، فضلاً عن الجلسات العلاجية للمتعافين من المخدرات.

وأشارت إلى أن عدداً من البرامج والمحاضرات المتخصصة التي يقدمها المركز في التعامل مع الضغوط النفسية والمهارات المعرفية، فضلاً عن مهارة التعامل مع العلامات التحذيرية للانتكاسة وحل المشكلات وغيرها من برامج تنمية المهارات.

خطط

وبينت الدكتورة هدى السويدي، أن المركز يعمل وفقاً لخطة للتأهيل والرعاية اللاحقة للمتعافين من الإدمان، التي تتضمن ثلاث مراحل من بينها مرحلة التأهيل الاجتماعي وتستهدف دمج المتعافي مع أسرته ومحيطه الاجتماعي وتبادل الثقة بين المتعافي والمجتمع.

وتابعت: «أما المرحلة الثانية فهي تأهيل المتعافي علمياً ومهنياً، من خلال استعادة قدراته في مجال عمله أو دراسته وعلاج المشكلات التي تمنع عودته لحياته الطبيعية، وتختص المرحلة الأخيرة بوقاية المتعافي من الانتكاسات ومتابعته لفترات قد تصل إلى عامين، وتتضمن تلك المرحلة من التعرف إلى العلامات المنذرة باحتمالات الانتكاسة وسبل التصرف للوقاية حال وصل المتعافي لتلك المرحلة».

تقنيات حديثة

وذكرت أن المركز يستخدم ركوب الخيل والسينما في إعادة تأهيل المتعافين، فضلاً عن الجلسات التقليدية من خلال كوادر متخصصة في التأهيل الاجتماعي والنفسي لديهم خبرة متميزة في مجال علاج الإدمان، ومرشدي تعافي إدمان وبعضهم متعافون من الذين أخضعوا لدورات لمساعدة المركز في تأهيل المتعافين.

وحول وجود متعافين من مواد مخدرة مستحدثة أو غير معروفة، قالت هدى السويدي: إن المركز يعمل مع الشركاء في شرطة دبي للتعرف إلى آخر المستجدات وما إذا وجدت أي مواد مخدرة مستحدثة لتحديث برامج المركز في تأهيل مدمني تلك المواد المخدرة.

الخط الساخن

وعن سبل التواصل مع المركز وإلحاق المتعافين ببرامجه، أكدت السويدي، أن المركز يستقبل كافة الحالات عن طريق الخط الساخن، من خلال اتصال المتعافي أو أي من أفراد أسرته بالخط الساخن للمركز أو تحويله من قبل مركز إرادة أو أي جهة أخرى.

وقالت إن تأهيل المتعافين من الإدمان يعتمد بنسبة 50% على الأسرة، التي قد تكون ممكنة لحماية المتعافين من الانتكاسة أو تصبح أحد أسباب رجوع الشخص إلى الإدمان، فمن خلال التواصل مع المركز وإلحاقه ببرامج المركز أفضل من التستر عليه.

وبينت أن المركز ينظم عدداً من الملتقيات الافتراضية للأسرة من ضمنها ملتقيات أمهات المدمنين وزملاء أسر المدمين للتعريف بسبل التعامل مع المتعافين وإعادة دمجهم.

الانتكاس

قالت هدى السويدي، إن هناك حالة لمتعاف انتكس خمس مرات وعاد للإدمان، لكنه تمكن من العودة لأسرته وعمله، وبعد متابعته وجدناه تميز في مجال عمله في نظم المعلومات والحوسبة، وسردت قصة لمتعاف آخر كان قد أدمن من عمر 13 عاماً وعاد للإدمان مرات عدة، ولم يتمكن من المكوث مع أسرته أكثر من أربع سنوات خلال فترة خضوعه للتأهيل في مركز عونك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"