عادي

أرملة جاري سبيد تكسر صمتها

16:07 مساء
قراءة 3 دقائق
متابعة: ضمياء فالح
كسرت لويز، أرملة النجم الويلزي السابق جاري سبيد حاجز الصمت لأول مرة بعد 10 سنوات من رحيله في حادثة انتحار في نوفمبر 2011. واعترفت لويز بأنها عادة تهرب مدة شهر في هذا التوقيت من كل سنة لمدينة نيويورك، حيث يقيم ابناها إيدي وتومي للدراسة، لكنها قررت هذا العام أن تبقى بمنزلها في شيستر وتفتح خزانة الألم.
وقالت لويز (51 عاماً):«انقلبت حياتي فجأة ولم أجد سبباً مقنعاً لما جرى، بعد رحيله تحولت لحمامة تتلقى نظرات العطف من الجميع ،وفقد ابناي والدهما ونصف والدتهما أيضاً، لكن الوقت أفضل طبيب».
التقت لويز بجاري عندما كان بسن 15 عاماً في نادي التنس المحلي في هواردن /فلنتشير، لكنه نسي جلب مضربه، لذا تمشيا وتحدثا بدلاً من اللعب وتعلق: «كان خجولاً وطلب مني الخروج في موعد عبر شخص ثالث. قال لي إنه يحلم بمنزل لطيف يستطيع صيد السمك في حديقته مع أولاده، عشت معه حياة عائلية سعيدة، ورغم أنه كان شديد الإخلاص للكرة إلا أن أفضل ما في جاري كان بدونها».
تابعت لويز على مدى 20 عاماً زوجها عندما انضم إلى ليدز يونايتد، حيث فاز بلقب الدرجة الأولى ثم إلى إيفرتون ونيوكاسل وبولتون وشيفيلد يونايتد وكانت تحلم بيوم اعتزاله اللعب وتضيف: «أول عطلة عيد لنا معاً كانت في 2011 وذهبنا لمصر وتصورت بأنني سأمضي بقية حياتي سعيدة معه، أحب عمله كمدرب لويلز، لكنه لم يكن عملاً متواصلاً، ما يعني أنه بمقدورنا الحجز والسفر، لكن في نهاية ذلك العام حدثت المأساة».
لم تعد لويز تسأل لماذا أقدم زوجها على الانتحار وتقول: «شعرت بغضب كبير بعد كل الألم الذي سببه لي وللولدين ووالده ووالدته وأصدقائه لكن الآن أريد مسامحته، لا أعرف إن كنت سأسامحه لكنني أرغب بذلك بشدة. لم يكن يتحدث عما يحزنه وليس من النوع الذي يعترف بضعفه، الآن أعرف أنه كان يعاني مرضاً نفسياً. وجدت رسالة لم يبعثها لي عندما كان بسن الـ17 في ليدز يعترف فيها بتفكيره بالانتحار.
من خلال عمله في رابطة المدربين كان يستقبل اللاعبين ذوي المشاكل النفسية ويرشدهم للمسار الصحيح، كي يتعافوا لكنه لم يخدم نفسه، لم يرد التحدث عما حصل معه لأي أحد لأنه نشأ في جيل يتكتم الجميع على مشاكله ويتظاهر بالقوة. تغيرت الثقافة اليوم وأصبح بمقدور أي لاعب في غرفة الملابس أن ينفتح ويتحدث عن مشاكله».
وشكرت لويز جميع من وقف بجانب العائلة وختمت بالقول: «أنا أكثر حكمة اليوم وأكثر ثقة بنفسي ولا أريد أن أمر أو أعيش نفس المحنة، أحاول نسيان المر وأتذكر الأيام الجميلة معه».
من جانب آخر، يشعر إيدي وتومي، اللذان كان بعمر 13 و14 عاماً عندما عثر على سبيد مشنوقاً في مرأب المنزل، بالفخر عندما يشاهدان أشرطة فيديو لأهدافه ومبارياته ويحاولان معاً السير على خطاه في الكرة إلى جانب استكمال الدراسة الجامعية. ويعلق تومي: «كان تحمل فقدانه صعباً ولولا والدتي لما أصبحت الرجل الذي ترونه اليوم، علمتنا أن نكون إيجابيين في نظرتنا للحياة». وعلق إيدي: «تعلمنا من والدي اللطف والتواضع والابتسام مع الجميع وكان يوصينا بالإخلاص بالعمل في كل شيء ونتذكره كل يوم، لكن والدتي كانت الصخرة في حياتنا بقوتها وصمودها وتفاؤلها».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"