عادي

الحميات الغذائية والشيخوخة

20:00 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

على مدى السنوات الماضية، تعددت الأنظمة الغذائية الخاصة بإنقاص الوزن، والتي جرى الترويج لها على أنها يمكنها تأجيل ظهور علامات الشيخوخة، وتساعد على التمتع بصحة جيدة، وذهبت العديد من الدوائر العلمية إلى أن تقييد استهلاك السعرات الحرارية ساعد في تأخير ظهور الأمراض المصاحبة للشيخوخة، ولكن من دون فهم كيفية حدوث ذلك.

وفي محاولة للوقوف على مدى مصداقية ذلك، أجرت مجموعة من الباحثين في جامعة واشنطن دراسة نشرتها دورية «ساينس» استهدفت مراجعة الأبحاث المتعلقة بالتدخلات الغذائية المضادة للشيخوخة التي حظيت بدراسة وافية.

ويشير الباحثون إلى أن اللجوء إلى هذه التدخلات الغذائية، مثل الحمية الكيتونية (نظام غذائي يعتمد على الحد من تناول الكربوهيدرات واستبدال الدهون بها) وحمية الصيام المتقطع، بات أمراً شائعاً، بالرغم من أن فاعلية هذه التدخلات وسلامتها بالنسبة إلى البشر ما زالت تحتاج إلى دلائل بعيداً عن المختبرات.

ويوضح الباحثون أنه رغم دراسة تأثير هذه التدخلات جيدًا في بعض الحيوانات، مثل الفئران والذباب والخميرة، إلا أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت تؤثر في الشيخوخة لدى البشر، أم لا.

وأظهرت الأبحاث حتى الآن أن النتائج الفسيولوجية لهذه التدخلات الغذائية معقدة حتى في أبسط نماذج الحيوانات، كما كشفت عن أوجه تشابه مثيرة للاهتمام بين جميع الأنظمة الغذائية المضادة للشيخوخة، تتمثل في ارتباطها ببروتين يُعرف باسم «هدف الثدييات من الرابامايسين»، ويرتبط هذا البروتين بالأيض والنمو والتكاثر الخلوي، وقد يوفر هذا المسار هدفاً جزيئيّاً للأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة في زيادة طول العمر مع التمتع بصحة جيدة لدى البشر.

وهناك على الأقل 12 مساراً جزيئيّاً يمكنها تحديد وتيرة الشيخوخة الفسيولوجية، وزيادة طول العمر في الحيوانات، وتتأثر بالعقاقير المُعتمَدة والتجريبية، إذ إن عقاقير مَنْع رَفْض الجسم للأعضاء والأنسجة المزروعة، مثل دواء الرابامايسين، تطيل عمر الديدان والفئران بواسطة إسكات مسار بروتين mTOR، الذي ينظّم عمليات معينة، بدءاً من تخليق البروتين، حتى تكاثر الخلايا وبقائها.

ويوضح ميشيل لي، الباحث في مجال القواسم المشتركة بين بيولوجيا السرطان والبيولوجيا الأساسية للشيخوخة، والمشرف على الدراسة، أن هذا البروتين يُعد عاملاً أساسيّاً في اكتشاف البيئة، ومساعدة الخلايا على اتخاذ قرار النمو والتكاثر مقابل إيقاف النمو، وبالتالي مقاومة الضغط عليها.

ومن الأمور التي تدعو للقلق بشأن التوصية باتباع حميات غذائية مضادة للشيخوخة للبشر، أن تقييد السعرات الحرارية لا يؤدي دائماً إلى تأثير إيجابي في ما يتعلق بطول العمر حتى في الفئران وحيوانات التجارب الأخرى، إذ تشير بعض الخلفيات الجينية إلى أن تقييد السعرات الحرارية قد يقصّر العُمر، ولهذا يتطلب الأمر مراجعة أكبر للوصول إلى فهم أفضل للتغذية الشخصية قبل توجيه الأشخاص إلى تقييد السعرات الحرارية، وغيرها من التدخلات الغذائية الشائعة، كما أن هناك الكثير من الآثار الجانبية لهذه الأنظمة التي لم تُدرس دراسة كافية مع أنها قد تسبب مشكلات أكثر مما يسببه استخدام دواء الراباميسين.

(سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"