أهلاً بالخمسين الثانية

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

عندما قام الاتحاد وتم تأسيس دولة الإمارات، كانت عملية البناء شاقة كونها شاملة وتبدأ من نقطة الصفر، فلا توجد وزارات ولا هيئات حكومية اتحادية، ولا توجد تشريعات، لذا من البديهي أن تكون الخطوات الأولى هي وضع لبنات الدولة الحديثة، وفي العادة عملية مثل هذه وبنفس الحجم تستهلك عقوداً من الزمن، فضلاً عن الكثير من الجهد، لكن في الحالة الإماراتية، كانت العملية مرنة وسريعة، فالتفاهمات دائمة، والمصلحة الواحدة ماثلة، والهدف والغاية هي نفسها لدى الجميع، هذه الروح المتسامية، دفعت بأن تكون أسس بناء الدولة ومؤسساتها عميقة وراسخة وثابتة.
لم يستغرق الحكام وشيوخنا الكثير من الوقت، في مباحثات عن الأولويات لأنها كانت واحدة لدى الجميع، ولم تتعطل المشاريع بسبب تباين الآراء لأن الجميع يحمل رأياً واحداً يتعلق بمصلحة الوطن والمواطن، هذه الروح الإيجابية، التي تنم عن وحدة المصير والإيمان التام بقيم ومبادئ الاتحاد، دفعت بعجلة التطور نحو الأمام لتكون مستمرة ودائمة ومتسارعة، وهدفها هو أن تسبق أمم الأرض، وأن تحتل الإمارات مكانتها الدولية بين مختلف دول العالم. لذا بعد خمسة عقود من الزمن، نرى كل هذا التطور، وكل تلك المنجزات التي تحققت على أرض الواقع، وهي منجزات عظيمة تعد قفزات في قياس الدول والأمم والحضارات، ومع هذا كانت رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لها بأنها إعداد واستعداد، حيث قال: ‏«الخمسين الأولى كانت إعداداً واستعداداً.. والخمسين الثانية انطلاقة إلى حدود علمية وعالمية واقتصادية وإنسانية عظيمة».
وعند النظر للخمسين الثانية، فإننا نجد أنها فعلاً قد بدأت على أرض الواقع، مبكراً، على سبيل المثال لا الحصر، تمتلك الإمارات برنامجاً قوياً لغزو الفضاء، وهو برنامج طموح وواعد، مع أن عمره الزمني قصير، إلا أنه بدأ بشكل لافت وطموح بمشروع مسبار الأمل نحو المريخ. وهناك مشاريع أخرى طموحة. ولا ننسى قوة البنية التحتية، وقوة الاقتصاد، ورسوخ التنمية وتوسعها، وهو ما انعكس على رفاه الإنسان، في ظل ازدهار الرعاية الصحية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن تقوية التشريعات والقوانين المتعلقة بالحقوق الإنسانية، ولا ننسى أن ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات، فاجأت الكثير من دول العالم، وكانت الإمارات سباقة ولديها البنية التحتية القوية.
تبقى بلادنا الحبيبة، الإمارات، قوية بين أمم الأرض، قوية بحضورها وإنسانيتها وطموحاتها.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"