عادي
«ميتا» و«أبل» و«مايكروسوفت» «وجوجل» تستعد لضخّ منتجات وخدمات برمجيات جديدة

اربطوا الأحزمة.. «ميتافيرس 2022» على وشك الإقلاع

21:25 مساء
قراءة 5 دقائق
دبي: هشام مدخنة

من المتوقع أن تكون السنة الجديدة هي الأكبر والأهم حتى الآن بالنسبة إلى عالَمي الواقع الافتراضي والواقع المعزز، حيث يستعد أباطرة الصناعة أمثال «ميتا»، و«أبل»، و«مايكروسوفت»، و«جوجل» لضخّ منتجات وخدمات برمجيات جديدة داخل ما اعتبر إلى يومنا هذا سوقاً متخصصاً للمتبنّين الأوائل. لذلك الرجاء من جميع المسافرين على متن «رحلة ميتافيرس 2022» إلى المستقبل التوجه إلى البوابة الرئيسية استعداداً للانطلاق.
يُشير مصطلح «ميتافيرس» إلى البرامج والأجهزة التي تسمح للمستخدمين باللعب أو العمل في مساحات افتراضية ثلاثية الأبعاد، أو دمج المعلومات عبر الإنترنت مع العالم الحقيقي في الوقت الفعلي. وحالياً، يمكن الوصول إلى تقنيات ميتافيرس من خلال هاتف ذكي، ولكن في النهاية، سيتم اعتماده من خلال السماعات المتطورة للواقع الافتراضي والمعزز.
وتراهن شركات التكنولوجيا الكبرى على أن الواقع المعزز هو التحول المنطقي القادم لمنصات الحوسبة وأنماط الاستهلاك، وأن الأدوات التي ستنقل مستخدميها إلى عوالم محسنة أو خيالية ستقصّ شريط أكبر
سوق جديد للبرامج منذ 2007 حين قدمت «أبل» أول هاتف ذكي يعمل باللمس. ومن المتوقع أن يمتلك أغلبية الأشخاص نظارات الكمبيوتر أو سماعات رأس الواقع الافتراضي، إلى جانب هواتفهم الذكية في غضون بضع سنوات بعد الإطلاق الحقيقي لميتافيرس، ما سيخلق قادة جدداً في القطاع.
ويُقدر محللو «جولدمان ساكس» أن يتم استثمار نحو 1.35 تريليون دولار في تطوير هذه التقنيات خلال السنوات المقبلة.

«ميتا»

انغمست «فيسبوك» في تقنيات ميتافيرس وغيرت اسمها العام الماضي إلى «ميتا»، لتعكس الروح الجديدة للشركة. وتتفوق ميتا اليوم على منافسيها عمالقة التقنية، فهي تُصنّع حالياً وتبيع أجهزة الواقع الافتراضي، وقد استحوذت على 75% من حصة السوق في عام 2021، وفقا لمؤسسة «IDC».
وخلال أيام الأعياد الماضية، كان تطبيق الواقع الافتراضي Oculus، الذي يتطلب استخدام سماعة الرأس «كويست 2» من ميتا، الأكثر رواجاً داخل متجر «أبل» في الولايات المتحدة.
صحيح أن ميتا لم تصدر بعد أرقام مبيعاتها ذات الصلة، لكن شركة «كوالكوم»، التي تصنع الشريحة الأساسية لسماعة «كويست»، قدّرت تسليم 10 ملايين وحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وهي أرقام مهمة تعززت من خلال الحملات الإعلانية المكثفة التي روجت لتلك الأجهزة.
وتخطط ميتا لإطلاق سماعة رأس إضافية للواقع الافتراضي هذا العام باسم «Project Cambria»، مع تقنيات تنقل العالم الحقيقي بوضوح أكبر، وأكثر استجابة لأوامر المستخدم. كما أطلقت الشركة حديثاً منصة «هورايزن ورلدز» الاجتماعية، حيث يمكن للأشخاص حضور العروض الكوميدية والأفلام داخل العالم الافتراضي على «فيسبوك».

«أبل»

لم تؤكد عرّابة «آيفون» أبداً أنها تعمل على سماعة رأس ما، لكنها لطالما عملت على بعض النماذج الأولية في مجموعة تطوير التكنولوجيا الخاصة بها لسنوات.
وفي المقابل، وضعت «أبل» اللبنة الأساسية لفئة منتجاتها الجديدة وفي مقدمتها أجهزة «آيفون» المزودة بأجهزة استشعار «ليدار» التي يمكنها قياس مدى بُعد الكائن، وهو أمر بالغ الأهمية للتطبيقات القائمة على تقنيات تحديد الموقع. وتحتوي أجهزة «آيفون» و«آيباد» الحديثة على برنامج مثبت يسمى «ARkit»، يسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات متخصصة بالخرائط تستخدم مستشعرات ليدار.
ولا تزال وحدات البناء التقني في أبل تعمل على منتج جديد تماماً، وقد يتم إطلاق سماعة رأس متطورة من صنع الشركة، تمزج بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز هذا العام.
وعلى عكس ميتا، لا تُفصح «أبل» عن منتجات الأجهزة الجديدة حتى تصبح جاهزة تماماً للكشف عنها. وينتظر أن تحدث سماعة الرأس الخاصة بها عند طرحها هزة قوية في السوق، وتخلق نهجاً جديداً للمنافسة، كما فعلت، ولا تزال، هواتف آيفون، وساعات أبل الذكية. كما سيلعب المحتوى وكيفية دمج «أبل» لخدماتها دوراً حاسماً في جاذبية الجهاز الجديد.
فهل ستقدم لنا الشركة متجر تطبيقات جديداً متخصصاً بالواقع الافتراضي؟ وهل ستقدم سماعة أبل محتوى حصرياً أو ألعاباً رياضية أو موسيقى قائمة على شراء تقنيات الواقع الافتراضي؟ وكيف سيكون حال سهم «أبل» بعد المبيعات المستقبلية من أجهزة «ميتافيرس» الجديدة، أو غيرها من الأدوات ذات الصلة؟ كلها أسئلة يطرحها المستثمرون ومحللو الأسواق، وبحكم المؤكد، لن تتأخر الإجابات كثيراً.
ومع ذلك، لن تسميها أبل «ميتافيرس»، كما صرّح تيم كوك في سبتمبر/ أيلول الماضي: «سنطلق عليها الواقع المعزز فقط».

«جوجل»

أطلقت «جوجل» العنان لجنون سماعات الرأس في وادي السيليكون عام 2013 عندما قدمت «جوجل جلاس»، ولم تلق التجربة استحساناً آنذاك. ولكن عملاق التواصل الاجتماعي والبحث لم يستسلم، وحتى يومنا هذا، لا تزال «جوجل» تبيع سماعاتها للأنشطة التجارية، وغير متاحة بشكل عام للمستهلكين.
وبالرغم من عدم امتلاكها الكثير من المنتجات أو التقنيات المعلنة مثل منافسيها، هناك دلائل الآن على أن «جوجل» أصبحت جادة أكثر بشأن دخولها مرة أخرى عالم الواقع المعزز من بوابته الأوسع. ومنذ ظهور نظارات جوجل لأول مرة، تم تقديم سماعات رأس جديدة للواقع المعزز بشاشات أكثر تطوراً وأجهزة استشعار أفضل ومعالجات أقوى.
وتعد «جوجل»، التي تدير أهم نظام تشغيل للهواتف الذكية في العالم «أندرويد»، من بين أكبر الخاسرين في حال استبدلت سماعات الواقع الافتراضي وأجهزة ميتافيرس القادمة بالهاتف الذكي أنظمة تشغيل وأدوات جديدة، لذلك عليها المضي قدماً لكيلا تضيع البوصلة.
وبالفعل، اشترت «جوجل» في عام 2020 شركة «نورث» الناشئة والمتخصصة بتصنيع نظارات الواقع المعزز خفيفة الوزن لتخلف «جوجل جلاس» من حيث المميزات والخصائص. وتمتلك الشركة اليوم فريقاً جديداً يركز على الأنظمة والتقنيات التي تحتاج إليها المرحلة.

«مايكروسوفت»

في عام 2016، كانت «مايكروسوفت» أول شركة من بين عمالقة التقنية تقدم سماعة رأس الواقع المعزز بمميزات كاملة «هولولينس» HoloLens. لكن منتجها الحالي لا يزال بعيداً عن الجهاز الذي سيقتنيه المستهلكون الأفراد في المستقبل القريب.
وبدلاً من ذلك، ركزت مايكروسوفت على المؤسسات وبيع منتجها للشركات التي ترغب في تعزيز إنتاجية عمالها أكثر، وتستطيع في الوقت نفسه تحمّل فاتورة ب 3500 دولار في المتوسط.
ويُعد الجيش الأمريكي العميل الأكثر شهرة واقتناء لنظارات «هولولينس»، بعد أن فازت مايكروسوفت بصفقة بيع 120 ألف وحدة قيمتها 22 مليار دولار في عام 2021. ومع ذلك، أعلن الجيش أنه سيؤجل بدء اختبار النظارات الجديدة حتى وقت لاحق من هذا العام. وسواء تأجلت الصفقة أو تمت بالكامل، ستكون إشارة مهمة إضافية للصحة النهائية لسوق الواقع المعزز.
وحازت نظارات مايكروسوفت كذلك اهتمام الشركات الطبية التي تسعى لتطبيق تقنيات الواقع المعزز داخل غرف العمليات، أو حتى المساعدة في إجراء الجراحة عن بُعد.
وفي السياق، تستثمر مايكروسوفت بكثافة في الخدمات السحابية بوصفها إحدى الدعائم الأساسية للعوالم الافتراضية المتوقع طرحها للجمهور في عام 2022. وفي مارس/ آذار الماضي، أعلنت الشركة عن تطبيق «Mesh»، الذي يتيح للمطورين إنشاء تطبيقات تسمح للأجهزة المختلفة بمشاركة نفس الواقع الرقمي، وأسست لذلك منذ عام 2017 عندما استحوذت على «AltspaceVR».
كما تعمل الشركة على دمج تطبيق «Mesh» في تطبيق مؤتمرات الفيديو الخاص بها «تيمز» Teams في وقت لاحق من هذا العام. وهناك أيضاً الميزات الجديدة التي هي قيد التشغيل حالياً لوحدة «إكس بوكس» للألعاب.
ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانت سماعات رأس الواقع المعزز ستحسن نوعية التطبيقات الإنتاجية التي تشتهر بها مايكروسوفت، خصوصاً في ظل الحماس الكبير للرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا الذي يبدو أنه يُحضّر جيداً للاختراق المتوقع في 2022.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"