الدقة والتواصل الفعال

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

هل لاحظتم سهولة التحدث، وصعوبة الكتابة؟ بطريقة ما، نبذل المزيد من الجهد في أن نكون دقيقين عندما نكتب، ونحاول أن نكون واضحين قدر الإمكان، لكن عندما نتحدث فإننا نميل إلى الاستمرار في الكلام بشكل عفوي، حتى لو كان كلاماً غير دقيق. وفي بعض الأحيان أثناء المحادثات مع الآخرين قد نجد أنفسنا نبدأ جملة دون أن ندرك ما نريد قوله حقاً، هذا مجرد كلام عابر من أجل التسلية وتمضية الوقت، حتى عندما نتحدث بلا وعي فإننا نميل إلى قول أشياء لا معنى لها أو ليست دقيقة. هذا يقودنا إلى أهمية التدرب على ممارسة الدقة في كلماتنا، أما عندما تكتب يكون لديك المزيد من الوقت للتفكير فيما تقوله، فلكتابة جملة يمكن أن تأخذ بضع ثوان للتفكير بها، تمسحها بضغطة زر، وتبدأ من جديد بلا أي عواقب، لكن لا يمكنك فعل ذلك في الكلام.
 إن إحدى الحقائق القاسية عن طبيعة النفس البشرية عموماً هي أنه عندما تقول شيئاً لشخص ما يصعب نسيانه، عندما تكون في جدال محتدم وتطلق إحدى الكلمات كالرصاصة فإن الشخص قد يتأذى، ولا يمكنك الضغط على زر المسح، وغالباً ما نقول «لم أقصد الأمر بهذه الطريقة!» بعد فوات الأوان. لذا الدقة في كلماتنا تعني أن تقول ما تعنيه، وأن تستخدم كلماتك للتواصل بشكل صحيح.
 كثر منا لا يهتمون بالدقة وبالطريقة التي يتواصلون بها، نود دائماً أن نبوح بأول شيء يخطر في الذهن، والعفوية مطلوبة لكن في المواضيع المهمة تبقى لها محاذيرها، لأنه عند إجراء محادثات مهمة تتطلب الموضوعية وسرد معلومات دقيقة، قد تسبب العفوية وعدم الدقة في حدوث الأخطاء ومشاكل نحن في غنى عنها. من هنا تكتسب الكتابة أهميتها، لأن الكتابة تجبرنا على الوضوح، فهي التي تترجم دقة كلماتنا، في كل مرة نكتب شيئاً نأخذ الوقت الكافي لتعديله عدة مرات من أجل المزيد من الدقة والوضوح، والذي يجب أن نسعى لتحقيقه أن نكتب ونتحدث بوضوح ودقة، لأننا سنكسب تلقائياً احترام الناس ويكون تواصلنا موضوعياً ومفيداً وبناء. 
يجب أن نفكر في كل الفوائد التي سنتمتع بها عندما نتعلم ونتدرب على الدقة في الكلام، سواء كانت فوائد اجتماعية أو شخصية أو غيرها، الدقة في الكلام لن تساعدنا على التعامل مع مشاعرنا فقط، بل أيضاً تحسين علاقاتنا مع الآخرين من خلال التواصل الفعّال.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"