كلنا معنيون

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

مازال الوباء يخبئ لنا المفاجآت، يلاعبنا متخفياً خلف متحورات وأعراض تختلف من موسم لآخر، فيترك العلماء حائرين لا يغادرون المختبرات وينشطون في الأبحاث لمعرفة نوعية كل متحور جديد وأعراضه، ومدى خطورته، والأعمار الأكثر استهدافاً وتأثراً.
«كوفيد ـ 19» مازال يتجول في العالم، لم يعد يخيفنا مثل بداية معرفتنا به، لم نعد نصاب بالهلع، ليس لأنه لم يعد يشكل خطراً على البشرية؛ بل لأننا عرفنا كيف نواجهه باللقاح الذي يخفف من أعراضه ويحمي من وصول المصاب إلى مراحل الخطر ودخول المستشفى، والدليل أننا اليوم نسمع عن إصابات بالمتحور «أوميكرون» بالملايين وبسرعة انتشاره كالبرق، بينما لا تعاني المستشفيات تخمة ولا عجزاً في إيجاد أماكن للمرضى.
إذا كانت الوقاية خيراً من ألف علاج، فاللقاح أيضاً خير من ألف علاج، لذا نستغرب وجود حملات حول العالم ضد اللقاح، ورفض البعض تلقيه خوفاً لأنهم ما زالوا غير مقتنعين بجدواه، في حين يثبت الواقع أن اللقاح هو الملاذ الآمن حالياً من ضربات الوباء أياً كان شكله وتحوّره.
في العاصمة أبوظبي بدأ تطبيق إلزامية الحصول على اللقاح والجرعة الداعمة لكل موظفي الجهات الحكومية، طبعاً باستثناء من يحمل شهادة طبية تؤكد أسبابه الصحية في عدم تلقي اللقاح، دون التخلي عن الإجراءات الاحترازية السابقة، ومنها إبراز النتيجة السالبة لفحص مسحة الأنف (بي سي آر) كل 7 أيام بالنسبة للموظفين، أما الزوار فعليهم إبراز النتيجة السالبة عند دخول أي مؤسسة حكومية، شرط ألا يكون قد مر على تاريخها أكثر من 48 ساعة.
كل تشدد في المسائل الصحية والوقائية، ينعكس خيراً وإيجاباً علينا، أياً كان موقعنا أو عملنا، فللأسف لا يترك الإنسان مجالاً يستطيع اختراق القوانين من خلاله والتمرد والتعالي إلا واتبعه ومشى عكس التيار، وكأنه يثبت لنفسه وللآخرين أنه سيد نفسه وأعلم من كل الآخرين بما يصلح وما يجب فعله. ولولا هذا التمرد لتوصل العالم بشكل أسرع وأكبر إلى محاصرة الوباء، وربما القضاء عليه.
كلنا معنيون بالسلامة العامة، ومعنيون بالوباء وتحوّراته، ومعنيون بالإجراءات الاحترازية وحماية النفس والآخرين والحد من انتشار الفيروس، ومعنيون بتحمل مسؤولية حماية كبارنا وأهالينا وشبابنا مما قد يسببه لهم هذا الوباء من ضرر صحي قد لا يزول أثره سريعاً، وقد يؤدي إلى الوفاة في حالات معينة. كلنا شركاء في تضييق الخناق على «كوفيد ـ 19» والمتحورات أياً كان اسمها وشكلها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"