عادي

وقود الصواريخ الكربوني

20:27 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

غالباً ما يُتهم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تيسلا» للسيارات الكهربائية، وشركة «سبيس إكس» لتقنيات الفضاء، بإهمال المشكلات المناخية على الأرض لصالح تنفيذ برنامجه الفضائي الخاص. وهو اتهام غير منطقي إلى حد ما. فقد أعلن ماسك مؤخراً عن مبادرة جديدة تثبت أن الطيران إلى الفضاء قد يكون مفيداً للأرض أيضاً. حيث قال: «ستبدأ سبيس إكس برنامجاً لسحب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتحويله إلى وقود صاروخي». داعياً المهتمين للانضمام إليه.

ويعتبر تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، والناتج عن انبعاث غازات دفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، هاجساً مقلقاً لسكن العالم والحكومات على حد سواء. ومشروع ماسك لن يساعد على التخفيف من تداعيات التغير المناخي على الأرض فحسب، بل سيكون أداة تساعده على بناء مستوطنة بشرية على سطح المريخ.

إن صنع وقود الصواريخ باستخدام ثاني أكسيد الكربون عبارة عن عملية عمرها قرن من الزمان اخترعها الكيميائي الحائز جائزة نوبل بول ساباتييه، وتجمع بين ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين ومحفّز إنتاج الميثان والماء.

وتستخدم شركة سبيس إكس في تطوير صواريخها محركات تحرق غاز الميثان السائل والأكسجين السائل. مثلما تستخدم وكالة ناسا الفضائية نظام ساباتييه في محطة الفضاء الدولية لتأمين المياه للطاقم.

وماسك ليس الوحيد في القطاع حالياً، فمن المشاريع ذات الصلة التي يتم تنفيذها أيضاً، تأتي شركة «كلايم وركس» في آيسلندا، والتي تكلفها إزالة الطن المتري الواحد من ثاني أكسيد الكربون ما بين 600 و800 دولار، وهي تكلفة باهظة، لذلك تسعى الشركة لخفضها إلى حدود ال 200 دولار كأقصى حد للطن.

وهناك شكل آخر من أشكال احتجاز الكربون ينطوي على عزل ثاني أكسيد الكربون مباشرة من محطات توليد الطاقة. وتمتلك شركة «نيت باور» الأمريكية مصنعاً تجريبياً في تكساس يحرق الغاز الطبيعي ويخزن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي من المتوقع أن يشتريها ماسك ويشحنها إلى مصنعه للمساهمة في صنع وقود الصواريخ.

وموّل ماسك جائزة «X» بقيمة 100 مليون دولار لتشجيع تطوير تقنيات احتجاز الكربون، مشيراً إلى أنه يتعين على الراغبين بالفوز بالجائزة الكبرى إظهار حل عملي بمقياس لا يقل عن 1000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون تتم إزالتها سنوياً، وشرح نموذج التكاليف.

فإذا نجح ماسك بصنع وقود للصواريخ من غاز ثاني أكسيد الكربون، ونجح الآخرون باحتجاز الغاز من الهواء مباشرة، ستكون في متناول الحضارة البشرية تقنيات من شأنها قطع أشواط طويلة نحو حل أزمة المناخ. كما سيواصل أثرى رجل في العالم سعيه لغزو المريخ وإعادة البشر إلى القمر وعدد من الأهداف الأخرى.

ذا هيل

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"