عادي

تعرف إلى تاريخ «الميركاتو».. بدأ بـ117 يورو ووصل إلى 222 مليوناً

13:28 مساء
قراءة 7 دقائق
نيمار أغلى صفقة في التاريخ
مارادونا كسر رقمين قياسيين في «الميركاتو»
لويس سواريز ميرامونتس بقميص برشلونة
لويس فيغو أكثر الانتقالات إثارة للجدل بعد انضمامه إلى ريال مدريد

كتاب لريفربلايت تتصدره صورة بيرنابل فيرارا أغلى صفقاته القديمة
برشلونة جعل كرويف أغلى لاعب في العالم عام 1973
إعداد : معن خليل
فتح باب انتقالات اللاعبين في كرة القدم الأوروبية في يناير/كانون الثاني الحالي الذي يطلق عليه تسمية «الميركاتو الشتوي»؛ أما باب الانتقالات الذي يفتتح عادة صيفاً في يونيو / حزيران حتى أوائل سبتمبر /أيلول، فيطلق عليه «الميركاتو الصيفي».
ويعدّ «الميركاتو» على نطاق واسع انه إثارة اللعبة، لكن ليس فوق المستطيل الأخضر، بل في المكاتب حيث تعقد المفاوضات الماراثونية وتقدم الإغراءات المالية ويستقطب النجوم، فينتظر الجميع أخبارالانتقالات بفارغ الصبر، وعبرها تنال وسائل الاعلام التي تأخذ قصب السبق شهرتها.
أطلق على انتقالات اللاعبين تسميات عدة وهي تختلف بين لغة وأخرى لكن كلمة «الميركاتو» أصبحت الأكثر شهرة واستعمالاً منذ ان بدأ الصحفيون الإيطاليون باستخدام مصطلحها، للحديث عن انتقال لاعب من ناد إلى آخر خلال الصيف والشتاء، وهي تعني باللغة الإيطالية «السوق» الذي تطور بشكل مذهل على مدار 129 عاماً وتخطى حواجز مالية قياسية، منذ ان حدث أول انتقال في التاريخ ببدل مالي عبر الأسكتلندي ويلي غروفيس الذي كلف أستون فيلا الإنجليزي التعاقد معه عام 1893، قادماً من وست بروميتش 100 جنيه إسترليني (117 يورو).
والمعروف تاريخياً أن لعبة كرة القدم أعتمدت في بداياتها نظام الهواية، ولكن منذ ان وضع الاتحاد الإنجليزي للعبة أول لائحة لاحتراف اللاعبين عام 1885 التي تنظم قواعد الانتقالات أصبح تغيير اللاعب لقميص فريقه أمراً شائعاً عندما يتلقى عرضاً مناسباً من ناد آخر، وصادف أن ويلي غروفيس كان صاحب أول صفقة، والمفارقة ان أستون فيلا الذي كان أول من يفتح خزائنه لدفع 117 يورو لم يندم عليها بعدما قاده لاعبه الجديد للفوز بلقب الدوري عام 1894.
وبقيت إنجلترا مهد كرة القدم هي المهيمنة على الأرقام القياسية في الانتقالات التي بدأ سعرها يرتفع تدريجياً، إلى أن وصلت لمبلغ 700 جنيه إسترليني بعد تعاقد نيوكاسل يونايتد مع الأسكتلندي أندي ماكومبي، لينجح أيضاً في قيادة فريقه الجديد إلى لقب الدوري كما فعل مع فريقه القديم سندرلاند.
وضرب الإنجليزي ألف كومون الرقم القياسي عام 1905، بعدما أصبح أول لاعب يصل سعرة إلى ألف جنيه إسترليني عندما انتقل من سندرلاند إلى ميدلزبره الذي كان يصارع من اجل البقاء وليس لنيل الألقاب.. واستمرت لعبة الأرقام في الارتفاع حتى وصلت إلى عشرة آلاف جنيه التي حققها دافيد جاك بانتقاله من بولتون إلى أرسنال عام 1928.
فيرارا الأول
وأستحق الأرجنتيني بيرنابل فيرارا، أن يكون أول لاعب من خارج بريطانيا يكسر أرقام الانتقالات، فهو برز بشكل لافت مع فريق تايجر وسجل له 45 هدفاً في 43 مباراة، ما جعل النادي الشهير في العاصمة الأرجنتينية ريفربلايت يقدم له عرضاً لايقاوم عندما ضمه إلى صفوفه عام 1932 مقابل 23 ألف جنيه إسترليني، وكان النادي مصيباً في ذلك بعدما أضحى فيرارا أسطورة «الريفر» بتسجيله على مدار سبع سنوات قضاها في الفريق 187 هدفاً.
ودخل الدوري الإيطالي على الخط وكان أحد أنديته نابولي صاحب أغلى سادس صفقة في التاريخ، خلال ذلك الوقت، بعدما ضم السويدي هانز جابسون إلى صفوفه عام 1952 قادما من أتلانتا مقابل 52 ألف جنيه، لكن نادي ميلان لم يترك مواطنه يهنئ كثيراً وكسر رقمه بعد عامين عندما ضم الأوروغوياني خوان ألبرتو شافينو بطل مونديال 1950 مع منتخب بلاده إلى صفوفه قادماً من بينارول مقابل 72 ألف جنيه.
وكان اللافت ان اللاعبين اللاتينيين هم الأكثر طلباً لأندية أوروبا، بالنظر إلى المهارات الفنية التي عرفوا بها، ومع الطفرة التي عرفتها الكرة الإيطالية في الخمسينات والستينات ضرب يوفنتوس بقوة في «الميركاتو» وضمّ الأرجنتيني الشهيرعمرسيفوري إلى صفوفه عام 1975 قادماً من ريفربلايت، مقابل 93 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت ولكن استحقه عن جدارة، بعدما سجل 134 هدفاً، وقاد «السيدة العجوز» إلى ثلاث بطولات دوري، إضافة إلى نيله جائزة أفضل لاعب في أوروبا.
وعادت الريادة بعد ذلك للاعبي أوروبا، عبر الإسباني لويس سواريز ميرامونتس الذي انتقل عام 1961 من برشلونة إلى إنتر ميلان الإيطالي، مقابل مبلغ مهول في ذلك الوقت، وعدّ ضمن الصفقات الخيالية بعدما بلغ سعره 152 ألف جنيه.
ولكن الإنتر نفسه عاد وعقد أفشل صفقة في تاريخه عندما تعاقد مع الدنماركي هارليد نيلسن عام 1967 قادماً من بولونيا مقابل 200 ألف جنيه، دون ان يترك أي بصمة تذكر.
وكان يوفنتوس أول من يدفع 500 ألف جنيه، لضم الإيطالي بيترو اناستاسي عام 1968، قبل أن تنتقل السيطرة المالية إلى إسبانيا مع أعظم دخول لبرشلونة في«الميركاتو»، عندما ضم عام 1973 يوهان كرويف أبرز نجوم الكرة الهولندية في تاريخها مقابل 922 ألف جنيه، ولم يندم النادي الكتالوني على ذلك بعدما أضحى اللاعب القادم من أياكس أمستردام أحد أساطيره وقاده للفوز بلقب الدوري خمس مرات كما دربه بعد ذلك ويعد أستاذ «التيكي تاكا» التي استعملها الفريق بعد ذلك في عهد جواريولا.
حاجز المليون
وضرب نابولي الإيطالي بقوة في «الميركاتو» وكان من الأوائل الذين تخطوا حاجز المليون جنيه بضمه جيوزيبي سافولدي عام 1975 قادماً من نادي بولونيا مقابل مليون ومئتي ألف جنيه، وهو الرقم الذي حطمه باولو روسي بعد سنة واحدة بانتقاله من كومو إلى فيتشنزا بقيمة مليون و750 ألف جنيه.
وبما أن الثمانينات هي حقبة ظهور دييغو أرماندو مارادونا، فقد كان من الطبيعي أن يحتكر الأسطورة الأرجنتينية «الميركاتو» على مرحلتين، الأولى عندما انتقل عام 1982 من نادي أرجنتينوس إلى برشلونة مقابل 7.6 ملايين دولار، وبعد عامين تعاقد معه نابولي لقاء مبلغ مجنون آخر، كان حديث كرة القدم آنذاك، عندما دفع به 10 ملايين دولار، ليصبح أول لاعب في التاريخ يكسر رقمه القياسي لأغلى الصفقات.
وشهد عام 1992 جنوناً اضافياً في الأسعار، ونجح الدوري الإيطالي في شغل المركز الأول على صعيد الصفقات القياسية، فقد تعاقد ميلان الذي كان يشهد يومها طفرة تحت قيادة رئيسه التاريخي برلسكوني مع المهاجم الفرنسي جان بيير بابان الذي سجل 134 هدفاً مع نادي مرسيليا، ليغريه «الروسنيري» بعشرة ملايين جنيه إسترليني، ليصبح أول لاعب في التاريخ يتخطى هذا السقف، لكن نادي يوفنتوس سرعان ماضرب بقوة في سوق الانتقالات وفي العام نفسه، حين ضم جيانلوكا فياللي إلى صفوفه قادماًمن سمبدوريا مقابل 12 مليون جنيه إسترليني.
وعاد ميلان ليتصدر «الميركاتو»، بعدما ضم عام 1993 جناح نادي تورينو جيان لويجي لينتين مقابل 13 مليون جنيه،وكان أبرز التعاقدات في 1997 تعاقد إنتر ميلان الإيطالي مع الظاهرة البرازيلي رونالدو قادما من برشلونة مقابل 28 مليون يورو، ثم ضم ريال بيتيس الإسباني في 1998 البرازيلي دينيسلون من ساوباولو مقابل 32 مليون يورو.
واستمر إنتر ميلان في تصدر «الميركاتو» عبر ضم الإيطالي كريستيان فييري عام 1999 مقابل 49 مليون يورو، وبعد عام كسر لاتسيو الإيطالي هذا الرقم بالتعاقد مع الأرجنتيني هيرنان كريسبو من بارما مقابل 51 مليون يورو.
وعادت الكرة الإسبانية لتتصدر المشهد بعد غياب طويل عبر ريال مدريد الذي بدأ مرحلة ماعرف لاحقاً بـ«الجلاكتيكوس»، أي تجميع النجوم في فريق واحد، بضم الفرنسي زين الدين زيدان قادماً من يوفنتوس الإيطالي عام 2001، مقابل رقم قياسي صمد طويلاً بلغ 75 مليون يورو.
وجدد النادي الملكي سياسة «الجلاكتيكوس» عام 2009 لإيقاف سيطرة غريمه التقليدي برشلونة وذلك بكسر عدة أرقام قياسية في عام واحد بعد ضم البرازيلي ريكاردو كاكا من ميلان مقابل 67 مليون يورو، ثم البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 94 مليون يورو.
ورغم ان برشلونة دخل «الميركاتو» بقوة وحقق أرقاماً قياسية خاصة بعد ضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش من إنتر ميلان إلى صفوفه مقابل 87 مليون يورو، ومن ثم البرازيلي نيمار من سانتوس مقابل 88 مليون يورو، بحسب الوثائق الرسمية، فإنه لم يصل قط إلى رقمي غريمه ريال مدريد الخاصة برونالدو، ومن ثم الويلزي غاريث بيل الذي تصدر لمدة أغلى لاعبي العالم، مقابل 101 ملايين يورو، بعدما اشتراه عام 2013 من توتنهام الإنجليزي.
وحطم نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي في أغسطس 2016 الأرقام بإبرامه لصفقة انتقال الفرنسي بول بوجبا من يوفينتوس بمبلغ 105 ملايين يورو، لكن الرقم لم يصمد سوى لموسمٍ واحد عندما حطّمه نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، بإبرامه لصفقة انتداب البرازيلي نيمار من نادي برشلونة بملغ 222 مليون يورو، وهو أعلى رقم يدفع في التاريخ،كما دفع سان جيرمان في كيليان مبابي 145 مليون يورو ويقال ان الصفقة وصلت إلى 180 مليون يورو، ودفع برشلونة في البرازيلي كوتينيو 135 مليون يورو، وفي الفرنسي عثمان ديمبيلي 135 مليون يورو، وبمواطنه أنطوان جريزمان 127 مليون يورو، وأتلتيكو مدريد في البرتغالي جواو فيليكس 127 مليون يورو، وريال مدريد في البلجيكي أيدين هازارد 115 مليون يورو.
أرقام وخيانة
شهدت صفقات «الميركاتو» في عصرها الحديث مفارقات عدة وأرقاماً وخيانة، حيث جعل يوفنتوس جانلويجي بوفون أغلى حارس مرمى في التاريخ بعدما ضمه إلى صفوفه عام 2001 قادماً من بارما مقابل 53 مليون يورو، ثم كسرت عبر أليسون الذي انتقل من روما إلى ليفربول مقابل 63 مليون يورو، والإسباني كيبا من اتلتيك بيلباو إلى تشيلسي مقابل 80 مليون يورو.
أما أبرز انتقال وصف بـ«الخيانة» فكان انتقال البرتغالي لويس فيغو من صفوف برشلونة إلى منافسه التقليدي ريال مدريد عام 2000 مقابل 60 مليون يورو، ليتصدر وقتها لائحة أغلى اللاعبين في العالم، والأكثر كرهاً من جمهور النادي الكتالوني، بعدما تم الهتاف ضده، ورميه برأس خنزير وأشياء أخرى عندما كان يلعب النادي الملكي في «كامب نو».
ومن الأرقام المميزة ان ريو فرديناند أصبح عام 2002 أغلى مدافع في العالم، بعدما ضمه مانشستر يونايتد إلى صفوفه قادما من ليدز يونايتد مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، ثم كسر البرازيلي تياغو سيلفا هذا الرقم عام 2012 بانتقاله من ميلان إلى باريس سان جيرمان مقابل 36 مليون جنيه، وبعدها أصبح البرازيلي الآخر ديفيد لويز أغلى لاعب خط خلفي العام الماضي بقيمة 40 مليون جينه بعدما انتقل من تشيلسي إلى سان جيرمان، وكسر هذا الرقم لاحقاً مرات عدة.
على صعيد القارات فان الياباني هيديتشيو ناكاتا، احتل لقب أغلى لاعب آسيوي، بعد أن اشتراه بارما من روما مقابل 20 مليون استرليني عام 2001، وفي عام 2004 أصبح ديديه دروجبا أغلى لاعب إفريقي، عند انضمامه إلى تشيلسي مقابل 24 مليون قادماً من مرسيليا الفرنسي، قبل أن يكسر رقمه لاحقاً مرات عدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"