من العراق إلى سوريا ولبنان، مروراً بفلسطين والأردن، ضربت موجات الصقيع مناطق واسعة في الشرق الأوسط، وغطتها بطبقات سميكة من الجليد، وتسببت بحدوث وفاة طفل في مخيمات النازحين في سوريا، ومحاصرة مئات العائلات في محافظة نينوى العراقية، وسط درجات حرارة قطبية.
وشهدت مدينة السليمانية وأقضيتها ونواحيها، تساقطاً كثيفا للثلوج، الأمر الذي أدى إلى خروج عدد من الطرق عن الخدمة، فضلاً عن صعوبة التنقل بين أحياء المدينة. وقالت عضو البرلمان العراقي عن المكوّن الأيزيدي، فيان دخيل، إن 700 عائلة محاصرة في محافظة نينوى (شمال)، جراء الثلوج، وتعاني نقص المواد الغذائية والوقود المستخدم للتدفئة في ظل تدني درجات الحرارة بمنطقة جبل سنجار. وطالبت دخيل «الحكومة الاتحادية، والمحلية في محافظة نينوى، بالقيام بمسؤولياتها تجاه مئات الأسر التي تضم أطفالاً ونساء وشيوخاً عالقين في هذا المخيم، واتخاذ إجراءات عاجلة لإمداد هذه الأُسر بالإغاثة الفورية».
ولقي طفل واحد، على الأقل، حتفه في سوريا بعد أن غطت عاصفة مخيمات للنازحين بالثلوج، صاحبها انخفاض حاد في درجات الحرارة لحد التجمد، ما فاقم من معاناة الآلاف من النازحين في الحرب السورية الدائرة منذ نحو عقد. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن طفلاً توفي ودخلت أمه للعناية المركزة بعد أن تسببت الثلوج بانهيار الخيمة التي كانا يعيشان فيها، في منطقة قسطل مقداد، إثر عاصفة هبت على المنطقة في 18 يناير/ كانون الثاني. وأضاف المكتب أن طفلين آخرين يرقدان في المستشفى بسبب الصقيع.
ولا يزال لبنان تحت تأثير العاصفة الثلجية «هبة» التي حملت أمطاراً غزيرة، وثلوجاً على مرتفعات متدنية لامست ال600 متر، ورياحها الشديدة لامست أيضاً ال100 كم/س، لكنها بدأت بالانحسار التدريجي، امس الخميس، لتتحوّل إلى منخفض مثلج، وزخّات ثلجية قد تطال الجبال القريبة من السواحل شمالاً، يليها استقرار مع برد قارس، وموجة جليد، واحتمال وصول منخفض آخر رطب مطلع الأسبوع المقبل، بحسب تقارير الأرصاد الجوية.
وشهدت عدة مناطق في الأردن تساقطاً للثلوج، ليل الأربعاء-الخميس، مع وصول مُنخفض جوي من أصل قطبي يتمركز فوق سوريا. حيث شهدت مناطق في العاصمة عمان والطفيلة والكرك وإربد وعجلون، ومحافظات أخرى، تساقطاً للثلوج. وبسبب الأحوال الجوية، قرر رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، تأخير بدء دوام الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات والهيئات العامة، أمس الخميس، إلى الساعة العاشرة صباحاً.
(وكالات)
