عادي

مغص حديثي الولادة من الأعراض الطبيعية

23:14 مساء
قراءة 6 دقائق

تعد مشكلة المغص لدى الأطفال حديثي الولادة من المشكلات الشائعة، والتي يعانيها الآباء، وبخاصة من يرزقون بأطفال للمرة الأولى.

يؤكد الأطباء أنه ليس هناك سبب محدد لهذه المشكلة، وإنما هي مجموعة من النظريات التي تحاول تفسير إصابة الرضيع بالمغص.

توجد عدة أعراض تدل على الإصابة بالمغص، ولعل أبرزها بكاء الطفل الشديد والمستمر، وفي بعض الحيان ينصح بمراجعة الطبيب للتأكد من أنه لا يعاني أي مشاكل أخرى.

تتوافر عدة إجراءات كعلاج للمغص الذي يعانيه عدد كبير من الأطفال الرضع، كأن يتم تغيير نظام التغذية الخاص به، وبصفة عامة فإن مشكلة المغص لا تعد مشكلة خطيرة.

عدة نظريات

يرى كثير من الأطباء أنه ليس هناك سبب رئيسي أو أساسي لإصابة الرضع بالمغص، وفي اعتقاد البعض منهم أن معاناة الأطفال حديثي الولادة من المغص جزء من التطور الطبيعي للجسم، ولذلك فهناك عدة نظريات وضعت من أجل تفسير حدوث المغص.

يعد من أكثر النظريات انتشاراً التي تقول إن الأطفال الرضع الذين يصابون بالمغص نتيجة عدم اكتمال الجهاز الهضمي، وبالتالي فربما تؤثر في الرضيع بعض المواد في حليب الثدي أو الحليب الصناعي، وفي الغالب فإن المغص يصيب الأطفال الذين يرضعون طبيعياً أو صناعياً بنفس المعدل.

يعاني كذلك الرضع ارتجاعاً طبيعياً في المعدة، لأن العضلات التي تتحكم فيها وفي المريء لا تكون ناضجة تماماً، وبالتالي يتسرب بعض الحامض المعدي إلى المريء، ويتسبب في حدوث الحموضة، وهناك بعض النظريات تشير إلى أن هذا الارتجاع ربما يكون سبباً في حدوث المغص.

غير مستعد

توجد نظرية أخرى تعزو المغص إلى عدم نضج الجهاز العصبي المركزي للطفل، ولذلك فإن هذا الطفل غير مستعد بعد للتحفيز من العالم الخارجي المحيط به، وهو ما ترتب عليه أن الضوء والضجيج يسببان له توتراً.

يشير البعض إلى أن وراء إصابة الرضيع بالمغص تراكم الغازات في القولون، وفي الغالب فإن هذا الأمر يحدث لأن فم الطفل لا يكون محكم الإغلاق حول حلمة الثدي، مسبباً دخول بعض الهواء أثناء الرضاعة، وهو ما يحدث كذلك في الرضاعة الصناعية.

تنصح الأم لتلافي حدوث ذلك بالتربيت الخفيف على ظهر الطفل بعد إرضاعه مما يساعد في خروج الهواء، أو باستخدام أطراف الأصابع تقوم بالربت الخفيف على بطنه.

البيئة المحيطة

تلعب البيئة التي تحيط بالطفل دوراً في إصابته بالمغص، وذلك عندما تتسبب في إثارة الجهاز العصبي بشكل كبير.

يزيد توتر الطفل وتحدث له تقلصات كلما كانت هذه البيئة صاخبة، مثل الأضواء المبهرة والأصوات المركبة والمتداخلة ذات النبرة العالية، وكثرة الأشخاص المحيطين بالطفل.

ترجع بعض الدراسات إصابة الرضيع بالمغص إلى التدخين سواء كانت الأم تدخن أثناء الحمل، أو أن التدخين في مكان تواجد الطفل.

بكاء مستمر وشديد

تتوافر بعض الأعراض التي تشير إلى إصابة الرضيع بالمغص، ويعد أهمها البكاء المستمر والشديد، وذلك على الرغم من أن البكاء والعصبية من الأمور المعتادة عند الرضع خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.

يمكن تحديد البكاء المرتبط بالمغص عندما يستمر لمدة 3 ساعات أو أكثر يومياً، أو 3 أيام أو أكثر أسبوعياً، أو 3 أسابيع أو أكثر، وهو ما يشبه المتلازمة الحسابية.

يبدو الرضيع في هذه الحالة وكأنه يصرخ أو يعبر عن الألم، كما أنه يكون دون سبب واضح، على عكس البكاء للتعبير عن الجوع، أو الحاجة إلى تغيير الحفاضة.

تحدث نوبات البكاء في الغالب في أوقات المساء، وتكون أكثر حدة من البكاء العادي الذي يلازم الرضع تعبيراً عن البلل أو الجوع، ويصاب الرضيع بالعصبية الشديدة حتى بعد الانتهاء من البكاء.

توتر الجسم

يعد أيضاً من علامات المغص الذي يصيب حديثي الولادة توتر الجسم، مثل رفع الساقين أو تصلبهما، أو تصلب الذراعين، أو شد قبضة اليد أو تقوس الظهر أو شد البطن.

يقوم الرضيع بضم رجليه إلى بطنه في محاولة منه لتخفيف حدة الآلام التي يشعر بها، وتصبح بطنه متقلصة، كما يتغير لون وجهه كأن يحمر أو يصبح الجلد شاحباً حول الفم.

يجب الانتباه إلى أن بكاء الرضيع بسبب الغازات فقط يختلف عن بكائه بسبب المغص، فيلاحظ أنه يبكي أثناء مرور الغازات من الأمعاء وخروجها ثم يهدأ بعدها، أما في حالات المغص فإن البكاء يستمر لساعات طويلة مع احتقان وجه الطفل واحمراره، وربما ترافقت الغازات مع المغص في كثير من الحالات.

ليس خطيراً

يأتي السؤال دائماً من الأبوين متى يجب مراجعة الطبيب؟، وبصفة عامة فإن المغص لدى حديثي الولادة لا يعد أمراً خطيراً.

يفضل مراجعة الطبيب إذا كان الطفل لم يعان من المغص سابقاً، وذلك بهدف التأكد من أنه يعاني فعلاً من المغص، وليس مرضاً آخر.

يجب كذلك الحصول على استشارة طبية عاجلة في حال حدوث بعض الأعراض المرافقة للمغص، كارتفاع حرارة الطفل لأكثر من 38 درجة، أو إصابته بإسهال مستمر، أو التقيؤ بكميات كبيرة، أو خروج دم أو مخاط مع البراز، أو نقصان شهية الطفل، فيرفض الرضاعة من شدة المغص، أو أنه لا يكسب وزناً بشكل طبيعي.

ينصح الأبوان بالتحلي بالصبر والهدوء، حتى لا ينتقل توترهما إلى الطفل فيزداد بكاؤه، وفي حالة عدم استطعتهما السيطرة على نفسيهما يجب أن يعطيا الطفل لشخص آخر حتى يهدأ.

تجنبي هذه الأطعمة

يمكن علاج المغص عند حديثي الولادة من خلال بعض الإجراءات، وأول هذه الإجراءات تجنب الأم التي تقوم بإرضاع طفلها طبيعيا لأي أطعمة تؤدي لإصابة الطفل بالغازات وبالتالي تؤثر في جهازه الهضمي.

تشمل قائمة الأطعمة التي على الأم تجنبها، منتجات الألبان والبيض والمكسرات والقمح والكرنب أو البصل أو مشروبات الكافيين.

يمكن أن يوصي الطبيب بمحاولة إجراء تغييرات على النظام الغذائي لمدة قصيرة، إذا كانت ممارسات الإطعام أو التهدئة لا تقلل البكاء أو الهياج، كما يمكن أن يكون البديل تغيير نوع الحليب الصناعي الذي يتناوله الطفل.

توفر أحياناً التغييرات في ممارسات التغذية بعض الراحة، كأن يتم إرضاع الطفل بالزجاجة في وضع رأسي، وتجشئته بشكل متكرر في أثناء الرضاعة وبعدها. يجب أن تحرص الأم على نظافة زجاجات الرضاعة، وتعقيمها بالشكل الجيد، حتى تحافظ على صحة الطفل، وكذلك لكي لا تنتقل البكتيريا والجراثيم إليه.

تجشؤ الطفل

يعد من الإجراءات المهمة الحرص على تجشؤ الطفل بعد الرضاعة لتخليصه من الغازات.

كما ينبغي عندما يبكي الرضيع أن تقوم الأم بتدليك بطنه برفق في اتجاه واحد، مع الضغط عليها ضغطات بسيطة، من أجل أن تساعد على خروج الغازات من بطنه.

يساعد على استرخاء الأمعاء والتخلص من المغص ما يعرف بتمرين الركبة، من خلال تبديل قدمي الطفل مثل العجلة.

ينصح بتهدئة الطفل من خلال إعطائه حماماً دافئاً، وهو ما يساعد على نومه بشكل سريع، وتعد الكمادات الدافئة من أفضل أنواع علاج المغص عند الأطفال، فتوضع منشفة في كمية من الماء الدافئ، ومن ثم توضع على بطن الطفل، وتساعد على راحته والتخلص من الغازات التي توجد في معدته.

الأعشاب مفيدة

يمكن علاج المغص عند حديثي الولادة من خلال بعض الأعشاب، فيتم تحضير مشروب مكون من الكمون واليانسون الدافئ للمساعدة على تهدئته، كما أن ماء غريب له أيضاً الكثير من الفوائد في علاج مغص الأطفال الرضع.

يفيد كل من النعناع والبابونج في تهدئة المغص بصورة سريعة، والنعناع يستخدم كذلك في حالات الإمساك لدى الرضع.

تساعد الكراوية على علاج الانتفاخات والغازات التي تصيب الأطفال، كما أن الكمون يحتوي على زيوت مهمة تساعد على التخلص من الغازات والمغص لدى الرضع، ويساعد على التخلص من حالات ضيق التنفس والسعال والربو.

يعد من الأعشاب المفيدة أيضاً التيليو، فهو يساعد على علاج حالات عسر الهضم والمغص المعوي الذي يصيب الطفل الرضيع، كما يساعد على صحة الجهاز الهضمي.

يتساءل بعض الآباء هل يمكن تجنب الرضيع من إصابته بالمغص؟ ويؤكد الأطباء أنه لا يمكن منع حدوث نوبات المغص، إلا أنه من الممكن التخفيف منها، كما أن بكاء الطفل في حالة المغص ليس نتيجة خطأ من الأهل، ولن يسبب أذى له، وإنما هي مرحلة ستمر وتنتهي.

التدخين خطر
أكدت دراسة حديثة من جامعة هارفارد أن الأمهات اللواتي يدخنّ خلال حملهن، أو في مرحلة الرضاعة، يكون أطفالهن أكثر عرضة للإصابة بأعراض المغص القولوني 6 مرات بالمقارنة بغير المدخنات.

أظهرت الأبحاث العلمية - والتي بلغت 6 دراسات منها شملت متابعة دقيقة لأكثر من 10 ألف رضيع - أن النيكوتين المنتقل إلى الطفل عبر لبن الأم من الممكن أن يزعجه ويسبب له المغص، تماماً مثلما يفعل دخان السجائر والشيشة.

توصل فريق بحثي أمريكي مؤخراً إلى ربط مادة النيكوتين بالانقباضات المعوية المؤلمة التي يعانيها قرابة 20 % من الرضع وحديثي الولادة، ممن ولدوا لأمهات مدخنات.

تزيد هذه المادة من مستوى البروتينات المساعدة للهضم بنسبة كبيرة، وبالتالي فربما أدت إلى غازات وآلام في الأمعاء، يعبر عنها الرضع بالبكاء والصراخ المتواصل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"