عادي

رئيس الأركان: امتلاك أكاديميات عسكرية متقدمة أحد أهم معايير القوة

15:35 مساء
قراءة 3 دقائق
حمد الرميثي

قال الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة إن امتلاك أكاديميات عسكرية متقدمة يمثل أحد أهم معايير القوة الشاملة للدول في العصر الحديث؛ فالعلوم العسكرية والبناء المعرفي للضباط والقادة بات ضرورة للتطور التقني والتكنولوجي للجيوش المعاصرة.

وفيما يأتي نص الكلمة:

«إن امتلاك أكاديميات عسكرية متقدمة أحد أهم معايير القوة الشاملة للدول في العصر الحديث؛ فالعلوم العسكرية والبناء المعرفي للضباط والقادة بات ضرورة للتطور التقني والتكنولوجي للجيوش المعاصرة، سواء في التدريب والتأهيل البشري أو التعامل مع الأسلحة والعتاد الحديث، بما يُسهم بالنهاية في تحقيق طفرات نوعية كبرى في الأداء العملياتي والقتالي للجيوش، فضلاً عمّا تُسهم به العلوم العسكرية المتطورة في تطوير النظريات القتالية والعقائد العسكرية للجيوش الحديثة.

وفي هذا الإطار فإن لكلية زايد الثاني العسكرية منذ إنشائها في الأول من فبراير عام 1972، دوراً وطنياً عظيماً ليس لقواتنا المسلحة فقط، ولكن في تدعيم المسيرة الاتحادية وتقوية البناء وصهر الطاقات الوطنية وتمتين التماسك الاتحادي على المستوى الفردي والمؤسسي.

إن مرور خمسين عاماً على إنشاء الكلية، يعكس عراقة هذا الصرح العسكري الوطني الكبير، وتلازم مسيرته مع مسيرة البناء الاتحادي ذاته، ويؤكد أن هذه الأكاديمية العريقة تنطلق من روح اتحادنا المبارك متمسكة بنهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وماضية بدعم وتوجيهات قيادتنا الرشيدة.

ويشهد الماضي والحاضر على أن الكلية حققت خلال مسيرتها الناجحة الكثير من الإنجازات والإسهامات الوطنية، كما نجحت في تحقيق نقلات نوعية متواصلة لمواكبة العصر في التأهيل العلمي والتدريب العسكري، ووصلت بكوادرنا البشرية من الضباط إلى أرقي درجات الكفاءة القتالية التي يشهد بها جميع نظرائهم أثناء العمليات وفي التدريبات المشتركة مع جيوش الدول الصديقة والشقيقة.

وإذا كان وطننا الغالي يحتاج إلى كليات وأكاديميات عسكرية متطورة في بدايات مرحلة التأسيس، فإننا اليوم نرى لهذه الصروح الوطنية، وفي مقدمتها كلية زايد الثاني العسكرية، أهمية متزايدة في عصر تتزايد فيه التحديات الاستراتيجية والأمنية، وتتلاحق فيه الأحداث وتحتدم فيه الصراعات، ويحتاج فيه الحفاظ على الأمن الوطني للدول إلى المزيد والمزيد من الجهود والعمل الدؤوب، حتى أن مناهج الكليات العسكرية باتت تضم كمّاً كبيراً ومزيجاً عميقاً من العلوم والمعارف العسكرية والمدنية على السواء.

وإذا كانت الكلية تضطلع بدور جوهري ضمن منظومة أكاديمياتنا العسكرية، فذلك بما تمتلك من خصوصية استثنائية اكتسبتها من بصمات وتوجيهات القائد المؤسس في مراحل البدايات الأولى، حتى تشكل لديها موروث تاريخي كبير من القيم والمبادئ الوطنية والعسكرية التي تُضفي عليها هالةً من الاحترام والمكانة الوطنية، وتضع على كاهلها كذلك مسؤوليات كبرى تضطلع بها وتنفذها على خير وجه.

وإذ نعتز بإنجازات الخمسينية الأولى من عمر الكلية، بوصفها جزءاً لا يتجزأ من إنجازات اتحادنا المبارك في خمسينيته الماضية، فإننا نؤكد أن الإنجازات جميعها تتداخل وتتضافر مؤسساتياً وقطاعياً، لتشكل هوية وطننا الغالي الذي يطمح إلى قمم التنافسية العالمية، فكلياتنا وأكاديمياتنا العسكرية، وفي مقدمتها كلية زايد الثاني العسكرية، جزء من سباق التنافسية الذي ترسم قيادتنا الرشيدة له الطريق ويخوضه شعبنا بجهد وإرادة قوية من لدن أبنائه ومؤسساته كافة». (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"