تخلص من الحاجة إلى الثناء والإشادة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

بعض الناس لديهم حاجة نفسية، قد تكون خفية وقلة من يدركها؛ وهي الحاجة إلى التقدير والاحترام والثناء، على أفعالهم وإنجازاتهم التي يقومون بها، بعضهم قد يعد أن المديح يوجه في العادة نحو الأطفال؛ لتشجيعهم، والحقيقة أن حتى الكبار، يحتاجون إلى الثناء ولكلمة «شكراً»، ويحتاجون إلى تقدير ما يقومون به من عمل، وما ينجزونه بمهارة ودقة. وهذا الجانب يجب ألا نختلف عليه، فهي حاجة ماثلة وواضحة، بعض مديري أو رؤساء العمل، يستنكفون ويرفضون التعبير عن مشاعر الثناء، فلا يعبرون عن الشكر والتقدير لموظفيهم وللعاملين معهم، لإنجازاتهم وتميزهم، بحجة أن هذا عملهم، هو جزء من مهامهم اليومية، ومثل هذا الظن خطأ تماماً، لأنه حتى ولو كانت المهمة المنجزة بشكل احترافي ودقيق هي جزء من العمل الذي يؤديه الموظف، فإن الثناء حتى ولو بالكلمات عن الإعجاب بالعمل الذي تم، يعد أمراً حيوياً ومهماً. يجب ألا نغفل عنه. 
هناك من قد يعتقد أن الثناء يتم وفق ما تم فعلاً، ولو أن الابن داخل المنزل، أو التلميذ في مدرسته، أو الموظف في مقر عمله، قدم شيئاً بدهياً، شيئاً طبيعياً، لا يوجد فيه أي جديد، فلماذا يتم تضخيم الموضوع والثناء عليه؟، والحقيقة أن التعبير عن الإعجاب والشكر والتقدير، هي كلمات، لا تنقص قائلها ولن تزيده، لكنها عند المتلقي، قد تكون كلمات دافعة نحو المزيد من الجهد والمثابرة، بمعنى أن كلمة «شكراً ما قصرت»، قد تكون محفزة ودافعة، وتضع المزيد من المسؤولية، ومن هنا يبدأ التميز والإبداع. 
الجانب الآخر في هذا الموضوع، هو تنبيه لكل واحد منا، حاول قدر المستطاع أن تعود نفسك على عدم سماع إشادة، وتوقع عدم الحصول على تقدير لما تقدمه، وبالتالي كلمات التشجيع والثناء، قد لا تحصل عليها؛ لذا عوّد نفسك على التحمل، والاندفاع وبناء مستقبلك دون الالتفات لحاجتك النفسية من الثناء والتشجيع، عوّد نفسك على أن تعمل بجد ومثابرة وحماس، ولا تنتظر من أحد أن يلتفت لعملك، ففي نهاية المطاف ستنجح وستسمع كلمات التقدير والإعجاب، الذي أقصد: هو التخلص من الحاجة الداخلية إلى الثناء والتقدير والعرفان، ولنركز على المهمة وتجويدها، وفي نهاية المطاف سنحصل على ما نريد. بشكل أوضح لنتوقف عن التطلع نحو الآخرين ومحاولة سماع رضاهم، قيمتنا الحقيقية هي من الذات وداخل النفس، وليست من الآخرين.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"