اشتراطات السلامة

في بداية هذا الشهر لقي طفلان حتفهما بسبب سقوطهما من البنايات التي يسكن فيها ذووهم في إمارتي الشارقة والفجيرة، في اليوم نفسه، وهما حادثان مؤلمان للأسرة والمجتمع بشكل عام في الدولة، ولا نجد أي كلام يخفف مصاب الأسرتين الجلل بسبب هذا الحادث الأليم؛ إذ توفي طفل من الجنسية الآسيوية عمره 10 أعوام، نتيجة إصابته بعد سقوطه من شرفة شقة ذويه في الطابق ال32 ببرج سكني في الشارقة، وطفل عربي الجنسية في ربيعه الثامن سقط من نافذة شقة ذويه الكائنة في الطابق ال12 في إحدى البنايات السكنية في الفجيرة.
هاتان الحادثتان تعيدان فتح الاشتراطات التي وضعتها الجهات المختصة في البلديات للشرفات والنوافذ في الأبراج السكنية على مستوى الدولة، والتي تلزم الملاك بمعايير معينة في مبانيهم وأبراجهم السكنية حفاظاً على الأرواح، وبتطبيق اشتراطات الوقاية والسلامة المتعلقة بشرفات ونوافذ الشقق فيها، من حيث مستوى الارتفاع ومساحة الفتحات، وتركيب حواجز تمنع الأطفال من الوصول إليها.
كلنا نأمل أن يتحمل الشخص كل مسؤوليته، لكي لا نشهد حوادث مماثلة مستقبلاً؛ لأن هذا الإهمال بغض النظر عن من تسبب به، يؤدي إلى خسائر فادحة في فلذات الأكباد؛ لذا يجب على الجهات المختصة في بلديات الدولة التحرك العاجل لمواجهة إهمال البعض من ملاك الأبراج والمباني السكنية كي لا تتكرر المأساة.
هذا التحرك يتطلب تعاون القاطنين في المباني والأبراج، وإبلاغ البلديات بوجود مخاطر تتهدد الأبناء بسبب عدم مراعاة المساكن لاشتراطات الأمن والسلامة التي من المفترض أن تطبق فيها، لكي تتدخل وتُلزم الملاك بتطبيق هذه الإجراءات، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم إلا بتعاون مجتمعي كامل، وهو المأمول من الجميع. 
الأطفال في ظل ما يشاهدونه هذه الأيام من رسوم متحركة وأفلام مغامرات والغث والسمين، وممارستهم لألعاب المغامرات والحروب والأبطال الخارقين، كلها مجتمعة قد تدفعهم لتجريب شيء منها؛ كونهم في عمر من يعشق التجديد والتجريب، عندها سيكون الثمن باهظاً، وهم يعتقدون أنهم يلهون ويقلدون ما شاهدوه وأنه لا يعدو لعبة؛ لذا المرجو الانتباه لكي نحافظ على ثروتنا للمستقبل.
إنجازات ومكتسبات دولة الإمارات على المستوى العالمي من ناحية الأمن والأمان ومعايير البنية التحتية، وتطبيق أعلى المعايير للحفاظ على الأرواح والممتلكات، قادتها وزارة الداخلية والجهات المختصة في الدولة، ونجحت مجتمعة في تحقيقها، ولم يأت هذا الإنجاز من فراغ أو محض الصدفة؛ لأن الدولة حافظت على هذا المستوى منذ عدة سنوات.
[email protected]