عادي
إغلاق مدينة يرفع سعر الألمنيوم إلى أعلى مستوى منذ 14 عاماً

نهج «صفر كوفيد» الصيني يسري في شرايين سلاسل التوريد العالمية

21:21 مساء
قراءة 4 دقائق
  • إعداد: خنساء الزبير

حذر باراش جاين، رئيس قسم الشحن في «اتش اس بي سي»، من أن القيود بالصين بهدف تحقيق «صفر كوفيد» سوف تؤثر في تعافي سلسلة التوريد العالمية؛ حيث من المحتمل أن يؤدي أقل اضطراب في تلك الدولة إلى تأثيرات مضاعفة حول العالم؛ وذلك للأهمية المطلقة لها في التجارة العالمية. وقال: إن الصين طالما أنها مستمرة على هذا الموقف الصارم بشأن وقف انتشار الفيروس فلا يمكن استبعاد حدوث اضطراب من وقت لآخر مع تقدم العام.

على الرغم من وجود عدد منخفض نسبياً من الحالات بالصين مقارنة بالعديد من الأماكن الأخرى في آسيا فإن بكين تشبثت بنهجها الخاص بالقضاء عليها تماماً؛ وقد تجددت المخاوف من أن الحالات الزائدة للإصابة بهذه الطفرة الجديدة من فيروس كورونا، والمعروفة باسم أوميكرون، يمكن أن توجه ضربة أخرى لصناعة الشحن؛ ونتيجة لهذا الوباء فإن بعض خطوط شحن الحاويات الكبيرة تحاول السيطرة بشكل أكبر على سلسلة التوريد بأكملها.

يرى جاين بأن الوباء قد كشف عن مدى الضعف الذي أصبح عليه حال سلسلة التوريد، وأضاف: «من وجهة نظر طالب الشحن أو من وجهة نظر العميل، السهولة التي حصلوا عليها على مدى العقود العديدة الماضية من حيث توفير المخزون لهم في الوقت المناسب أعتقد أن هذه الاضطرابات ربما تجعلهم يعيدون التفكير مرة أخرى».

عاصمة الألمنيوم مغلقة

تسبب إغلاق مدينة صينية مجهولة نسبيا في إطار مكافحة كوفيد بارتفاع أسعار الألمنيوم العالمية إلى أعلى مستوى منذ 14 عاما.

لماذا أثار تفشي الإصابات في مدينة بايسه هذه مخاوف عبر العالم حيال المعدن الأساسي؟

تلقّب بايسه الواقعة عند الحدود مع فيتنام «عاصمة الألمنيوم في جنوب الصين». وتعد المدينة حوالى 3,5 مليون نسمة وتعتبر مركزا لتعدين الألمنيوم وإنتاجه. وتنتج حوالى 2,2 مليون طن من المعدن كل عام (80% من ناتج منطقة قوانغشي).

وتعد قوانغشي المنطقة الصينية الأهم لتصدير الألومينا (أكسيد الألمنيوم)، إذ تشحن حوالى 500 ألف طن من هذا المكوّن للألمنيوم كل شهر. والصين أكبر منتج للألمنيوم في العالم، المكون الأساسي المستخدم في صناعات كبرى تشمل المركبات والبناء والسلع الاستهلاكية. وسجّلت بايسه أقل بقليل من 190 إصابة بالفيروس، ما يعني أن تفشي الوباء فيها ضئيل للغاية إذا ما قورن بالأعداد المسجّلة في أجزاء أخرى من العالم.

لكن الصين تتبع استراتيجية قائمة على «صفر إصابات بكوفيد». وفرض إغلاق في بايسه وبالتالي خضع معظم سكانها للعزل المنزلي.

وأفادت رابطة بايسه المحلية المعنية بالقطاع أنه بينما بقي إنتاج الألمنيوم في المجمل عند مستويات طبيعية، تأثّر نقل السبائك والمواد الخام بشكل كبير بقيود السفر التي فرضت خلال الإغلاق.

وأثار ذلك بدوره مخاوف حيال الإمدادات التي تمر عبر الصين ومن ثم إلى العالم.

وقالت الرابطة إن «التفشي المفاجئ في مدينتنا فاقم توقعات السوق بأنه سيعيق المسائل اللوجستية المرتبطة بتدفق (الإمدادات)، إضافة إلى التوقعات بتقليص الإمداد على مراحل جرّاء تراجع الإنتاج».

وأضافت أنه تم إغلاق مجمّع صناعي كبير في بايسه يشمل عدة مصانع، ما أثر على حركة العمال والمواد الخام وسبائك الألمنيوم.

يوم الأربعاء، استأنفت بعض مصاهر الألمنيوم في جنوب غرب الصين الإنتاج، بحسب «سوق شنجهاي للمعادن» المتخصص بمراقبة القطاع.

لكن بعض مصافي المكون «ألومينا» في قوانغشي توقفت عن الإنتاج جرّاء تفشي الوباء، بحسب المصدر ذاته.

وخفض «هوايين ألمنيوم»، وهو معمل مهم للصهر في بايسه، قدرته الإنتاجية بحوالى 1,2 مليون طن نظرا إلى مشاكل النقل، وفق شركة «أنتايكي» الصينية للأبحاث في مجال السلع الأساسية.

عوامل أخرى

ويفيد محللون بأن إغلاق بايسه أدى إلى ارتفاع أسعار الألمنيوم في العالم، لكن عوامل مهمة أخرى لعبت دورا في الأمر. ويعد توقيت الإغلاق من بين تلك العوامل، إذ أن نقص الألمنيوم المحلي في الصين تفاقم في الأساس بفعل عطلة رأس السنة القمرية والتي توقفت خلالها معظم مصانع البلاد عن العمل أو خفضت الإنتاج.

وأعقب إغلاق بايسه العطلة، ما يعني أنه لم يتسن إعادة تعبئة المخازن بشكل طبيعي.

وكان ارتفاع أسعار الألمنيوم متوقعا أساسا بعد العطلة التي انتهت الاثنين، نظرا إلى انخفاض المخزونات المحلية والطلب القوي من المصنّعين، وفق «سوق شنجهاي للمعادن».

كما لفتت «أنتايكي» إلى أن مصنّعي الألومينا في ثلاث مقاطعات أخرى خفضوا الإنتاج.

ويواجه سوق الألمنيوم العالمي في الأساس نقصا كبيرا في الإنتاج هذا العام، إذ يتجاوز الطلب الإمدادات في وقت يتعافى الاقتصاد العالمي من الوباء.

كما أن إنتاج الألمنيوم مرتبط باستقرار إمدادات أخرى.

ويفيد محللون بأن الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى مخاوف واسعة من إمكانية تأثّر إمدادات الغاز الأوروبية من روسيا، البلد الرئيسي المنتج، في حال حدوث تصعيد.

وقالت المحللة من «سيتي إندكس» فيونا كينكوتا لفرانس برس «يتطلب إنتاج الألمنيوم كميات كبيرة من الطاقة والغاز كمصدر وقود أساسي. تؤدي المخاوف من احتمال وقف نورد ستريم 2 إلى ارتفاع الأسعار». وأضافت «ثانيا، روسيا منتج رئيسي للألمنيوم.. التهديدات بفرض عقوبات من الغرب تؤدي أيضا إلى ارتفاع الأسعار». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"