ثلاث قفزات إماراتية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

هل آن الأوان لإطلاق نهضة علميّة متكاملة، في فضائيات الإمارات، لمواكبة التنمية الفائقة في الخمسين الثانية؟ ضرورة تحتاج إلى طرح على نطاق وسيع، لأن التحولات التي ستحدث، ستكون مشهودة. التوعية العمومية لم تعد اختيارية، يجوز للناس تلقيها، أو الاستغناء عنها. الأسباب لا يمكن التغاضي عنها. ستكون التحولات كبيرة وحاسمة في ميادين متوازية عدة.
نبدأ من الأساس: في كواليس التربية والتعليم، توضع خطط لتطوير المناهج، طال انتظارها. لكن القفزات العملاقة التي حققتها العلوم التربوية، بفضل دخول العلوم العصبية وعلم نفس الطفل في صميم تطوير التعليم، في البلدان الرائدة في هذا الميدان، مثل فنلندا وسنغافورة، تبشر بأن مناهج الإمارات ستضع كل ذلك في الحسبان وتبني عليه، فتنطلق من حيث انتهى الآخرون. بقي أن الآباء يجب ألا يكونوا آخر من يعلمون. عرض المحاور على العموم ضرورة، لأن المشروع التطويري مصير أجيال ومستقبل وطن.
سيكون التطوير بمثابة تغيير النموذج الفكري للتربية والتعليم، ما يوجب طريقة تفكير وأساليب جديدة في مواكبة دراسة البنات والأبناء. انعدام التوعية العامة بتفاصيل التحولات المقبلة سيشكل عقبات تحول دون أداء الأسرة دورها على الوجه الأفضل. المفارقات لا تحصى. خذ مثلاً: تكون المدرسة تدرّس التلاميذ الرياضيات بمنهاج سنغافورة، بينما يظل الأبوان يساعدان طفلهما بالطريقة التقليدية. سيحدث له تمزق ذهني،لاهتزاز الثقة بالأبوين أو بالمدرسة.
القفزة التنموية العملاقة الثانية هي استقطاب مئة ألف مبرمج من الطراز الأول. الرقم قياساً يُعدّ نجومياً، ما يعني أن التوعية في مستوى الفرد والأسرة والمجتمع، ضرورية بلا منازع، فلا شك في أهمية مد الجسور بين نظام التعليم وهذا التحول التنموي الكبير، الذي ستتأثر به سوق العمل ومجالات الوظيفة العامة. سيكون لذلك انعكاس مباشر على توجيه بوصلة الخيارات لدى الدارسين.
هل ثمة حاجة إلى السؤال عن دور الفضائيات في نشر الوعي العام بمعطيات هذا التوجه التنموي الحاسم؟ القفزة التنموية الأخرى هي رفع سقف الطموح إلى مراقي النبوغ لدى النشء الجديد في الإمارات، من خلال مشروع استقطاب ألف من نخبة النابغين العرب. كأنك تقول للجيل الصاعد:«فلا تقنع بما دون النجوم».
لزوم ما يلزم: النتيجة الإعلامية: على الفضائيات أن تعدّ مشروعاً متكاملاً للتوعية العمومية في الميادين الثلاثة بلا هوادة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"