عادي
الكويتيون يحيون يومهم الوطني 25 فبراير بالتفاف حول قيادتهم

الإمارات والكويت أخوة رسخها زايد وكرسها خليفة

00:20 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
خليفة ونواف الأحمد

* يجمعهما إرث واحد ووحدة مصير ورؤى مستنيرة
* بعثة الكويت التعليمية عملت بالإمارات عام 1955
* محطة إرسال تلفزيوني للكويت من دبي عام 1969
* تشكيل لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي
من أقوال:
زايد:

عزة الكويت عزة للجميع وعليكم أن تبذلوا كل جهد لمساندتها
خليفة:
نتطلع بثقة وعزم إلى العمل معاً لما فيه خير شعبينا وأمتنا
محمد بن راشد:
حب الكويت وأهلها محفور في أرضنا وقلوبنا وتاريخنا
محمد بن زايد:
للكويت تاريخها العريق وفضلها المشهود على الخليج

إعداد: جيهان شعيب
العلاقة بين الإمارات ودولة الكويت، أخوة متأصلة، ومتجذرة تاريخياً؛ حيث يجمع البلدين دم وإرث، وتربطهما وشائج مودة، وتفاهم، وتوافق، لا يمكن بحال أن تنفصم عراه، وأيضاً بينهما أهداف واحدة، ورؤى مستنيرة، ووحدة مصير، وتقارب وتكامل، وعمل مشترك على الصعد الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، عبر ستة عقود ونيف من الزمن، بما يؤكد أنها علاقة استثنائية بين أشقاء متوحدين قلباً وقالباً.

وتشارك دولة الإمارات، شقيقتها دولة الكويت احتفالاتها بيومها الوطني التي تصادف 25 فبراير من كل عام، في تأكيد على مستوى العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين الشقيقين اللذين وحدهما الانتماء والتاريخ المشترك، ويحيي الكويتيون احتفالهم بعيدهم الوطني وسط التفاف شعبي حول قيادة البلاد الحكيمة.

والفضل في ترسيخ دعائم هذه العلاقة الأخوية تعود إلى المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراهما، منذ عام 1973، ومع الوقت توطدت العلاقة وازدادت رسوخاً بين البلدين، وتكرست في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتوثقت بشكل مشهود مع نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، وفي ذلك أكد سموه عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع البلدين، والشعبين الشقيقين، وحرص دولة الإمارات على المضي قدماً في كل ما من شأنه تمتين الصلات الوثيقة، وتعزيز التعاون الصادق القائم بين البلدين، ودفعه إلى آفاق أرحب وأوسع، وقال سموه: «نتطلع بثقة، وعزم إلى العمل معاً لما فيه خير شعبينا، وأمتنا العربية».

1

أيضاً تحظى الكويت باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله؛ حيث في احتفاء الكويت بيومها الوطني ال 58، دون سموه على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قوله: «حب الكويت وأهل الكويت محفور في أرضنا، ومحفور في قلوبنا، ومحفور في تاريخنا»، علاوة على تخصيص سموه في كتابه «قصتي»، جانباً مهماً للعلاقات الكويتية الإماراتية، وعن ذلك أكد خالد الجار الله نائب وزير الخارجية الكويتي، في تصريح له عام 2019، أن الإمارات محل اعتزاز وتقدير بالغين من دولة الكويت، مشيداً بموقفها الداعم، والمؤيد، والمشارك في تحرير الكويت، واحتضانها العديد من الكويتيين، وتقديم العديد من التسهيلات لهم، بما كان له دور في إشعارهم بأنهم في وطنهم الثاني، منوهاً بأن امتزاج الدم الإماراتي بالكويتي خلال عملية التحرير، يعد صورة من صور التلاحم، والتكاتف، والمساندة، التي قُدمت من الإمارات للكويت.

وأيضاً لا يألو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جهداً في مواصلة توثيق العلاقات الإماراتية الكويتية، وتعميقها حتى تستمر على النهج، والمضمون، والزخم، والتماسك والرسوخ، والروابط ذاتها، وكان سموه دون على حسابه الرسمي في «تويتر» قوله حين احتفاء الكويت بيومها الوطني ال 58 قوله: «تهانينا لكويت المحبة والسلام، وأمير الحكمة، وشعب الوفاء بأعيادهم الوطنية، تبقى الكويت بتاريخها العريق وفضلها المشهود على الخليج، ومواقفها الإنسانية محل اعتزازنا الدائم».

البعثة التعليمية

وبالعودة لتاريخ العلاقات المختلفة بين البلدين، نجد بداية أن البعثة التعليمية الكويتية بدأت عملها في الإمارات في عام 1955، بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها، وتزويدها بالكتب والأدوات المدرسية للطلبة قبل إعلان الاتحاد، ومع الوقت شهد قطاع التعليم في الإمارات والكويت تطوراً مشهوداً في جميع مراحله؛ حيث استقطبت الجامعات الخاصة في الإمارات الطلبة الكويتيين، الذين تزايدت أعدادهم في الجامعات الخاصة في الإمارات، فضلاً عن التحاق كثير من الطلبة الإماراتيين بالمعاهد والكليات والجامعات الكويتية، علاوة على توقيع الجهات المعنية في البلدين على اتفاقيات ثقافية، وتربوية عدة، وتبادلهما الزيارات في هذا الصدد، للاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.

وأيضاً دشّنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات عام 1962 وأنشأت العديد من المراكز والمستشفيات، وأسهمت دولة الكويت مالياً وإدارياً في تقديم تلك الخدمات، والإشراف عليها، وعملت على إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في إمارة دبي، بدأ العمل بها عام 1969 أطلق عليها «تلفزيون الكويت من دبي».

1
سلطان مع الراحل صباح الأحمد

الاقتصاد والسياحة

أما العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات والكويت، فمن القوة، والترابط، وتمتد جذورها إلى ما قبل ظهور النفط؛ حيث يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في الإمارات نحو 13 مليار درهم، وتنشط الشركات والعلامات التجارية في 11 قطاعاً اقتصادياً تشمل الأنشطة المالية، وأنشطة التأمين، الصناعة التحويلية، الأنشطة العقارية، المعلومات والاتصالات، تجارة الجملة، والتجزئة، وإصلاح المركبات ذات المحركات، والدراجات النارية، والتعدين، واستغلال المحاجر، التشييد والبناء، أنشطة خدمات الإقامة والطعام، النقل والتخزين، الأنشطة المهنية والعلمية والتقنية، أنشطة الخدمات الإدارية وخدمات الدعم.

كما سجل حجم المبادلات التجارية بين الإمارات والكويت زيادة مطردة ونمت التبادلات بينهما بنحو 55% خلال 2018، وارتفعت قيمة التبادل التجاري لتصل لنحو 40 مليار درهم (39.4 مليار درهم) مقابل 24.4 مليار درهم لعام 2017 بزيادة 13.9 مليار درهم بحسب وزارة الاقتصاد، فضلاً عن النمو المتسارع للتبادل التجاري، وبلغت نسبته نحو 424% بإجمالي 251 مليار درهم، خلال السنوات العشر الماضية، بارتفاعه من 7.4 مليار درهم عام 2010، ليصل إلى 39 مليار درهم بنهاية عام 2019.

شركات كويتية

وأيضاً توجد أكثر من 1730 شركة، ووكالة وعلامة تجارية كويتية مسجلة في دولة الإمارات، علاوة على ارتباط البلدين بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية، والتجارية، التي أسهمت في زيادة حجم الاستثمارات، والتبادل التجاري بينهما إلى مستويات متقدمة، إلى جانب إقامة مشاريع تجارية وصناعية واستثمارية مشتركة، في القطاعين الخاص والعام، فيما كانت الإمارات الشريك التجاري الرابع من حيث الصادرات غير النفطية خلال الأشهر العشرة الأولى من 2019 بقيمة 482 مليون دولار، مقابل 470.53 مليون دولار بالفترة المماثلة من 2018، وفقاً لبيانات إدارة الإحصاء المركزية في الكويت.

وبالنسبة لقطاع السياحة والسفر، تشير بيانات شركات الطيران قبل جائحة «كوفيد- 19»، إلى وجود ما يتراوح بين 180 إلى 200 رحلة طيران مباشرة تربط مطارات البلدين أسبوعياً، فضلاً عن إقبال السياح القادمين من دولة الكويت الشقيقة إلى الدولة على مدار العام قبيل جائحة كورونا، وتتراوح أعدادهم ما بين 400 إلى 500 ألف سائح سنوياً، منهم نحو 375 ألف سائح لدبي، كما تشارك الكويت في «إكسبو 2020 دبي» بجناح يحمل شعار «كويت جديدة، فرص جديدة للاستدامة»، وبذلك فالعلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت قائمة على روابط أخوية متينة تجمع البلدين والشعبين، وتسهم في تكامل اقتصادهما.

خلال المشاركة باليوم الوطني الكويتي

برامج واتفاقيات

وعلى الصعيد السياسي، تشهد العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والإمارات تنسيقاً متبادلاً في المحافل الإقليمية، والدولية، تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصلحة الجانبين خصوصاً، والعرب والمسلمين عموماً، خاصة في ضوء توقيع اتفاقية إنشاء لجنة عليا مشتركة للتعاون الثنائي بين البلدين في الكويت عام 2006.

وعقد الاجتماع الأول للجنة بأبوظبي في 2008، وترأسه من الجانب الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومن الجانب الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك، وفي يونيو 2013، عقدت اللجنة العليا المشتركة دورتها الثانية، وخلالها تم التوقيع على برامج واتفاقيات عدة، منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعامي 2014-2015، والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي، والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015، وبرنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث، إلى جانب توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت، واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات.

اللجنة العليا

وفي 14 و15 ديسمبر 2014، وبمقر وزارة الخارجية في دولة الإمارات، عقدت الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة، وتم خلالها التوقيع على مذكرة تعاون بين هيئة الأوراق المالية والسلع في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط، والغاز، والبتروكيماويات، ومصادر الطاقات الجديدة، والمتجددة، وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال المكتبات، والثقافة، والفنون بين هيئة أبوظبي للثقافة، والمجلس الوطني للثقافة، والفنون، والآداب في دولة الكويت خلال الأعوام 2014 -2017.

وأيضاً استضافت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في أبوظبي، أعمال اللجنة القنصلية الثالثة الإماراتية - الكويتية في 2019، واستضافت دولة الكويت في 2020 أعمال الدورة الرابعة للجنة المشتركة بين الإمارات والكويت، عبر تقنية الاتصال المرئي، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ الدكتور أحمد الناصر الصباح وزير الخارجية دولة الكويت.

1
برج خليفة مزين بعلم الكويت

طريق عرفاناً وتكريماً للشيخ زايد في الكويت

في موقف وفاء، وتقدير، وعرفان من دولة الكويت، للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجّه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في عام 2013، بتغيير مسمى أحد طرق الكويت، إلى طريق «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» لما قام به من جهود مشهودة، وإنجازات طيبة، ودور متميز خليجياً، وعربياً، وإسلامياً، وللتعبير عن مكانته في قلوب أبناء الكويت، عرفاناً وتكريماً لمواقفه المتعددة مع دولتهم خاصة، والوطن العربي والعالم الإسلامي عامة.

ويعد الطريق من أهم وأكبر الطرق في الكويت؛ حيث يبدأ من شارع الخليج العربي المجاور لمنطقة السالمية، وينتهي عند تقاطعه مع طريق الجهراء، ويبلغ طوله أكثر من 30.3 كيلومتر، وركّبت وزارة الأشغال العامة الكويتية حينها لوحات باسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد الطريق الدائري الخامس.

مشاركة فاعلة وقوية في التحرير

دائماً تقف القيادة الإماراتية موقفاً عادلاً وملتزماً تجاه القضايا المصيرية التي تمر بها أي دولة، ومن هنا كان موقفها المشهود والراسخ في ذاكرة أبناء الكويت، في محنة الغزو العراقي لدولتهم عام 1990؛ حيث شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحريرها، بجدارة وفاعلية، وقامت بدور بطولي فيها؛ حيث دعمتهم، وساندتهم في استعادة أرضهم من العراق، وكانت ضمن قوات درع الجزيرة لتحرير الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي، وضمن التحالف الدولي، بعد المحاولات السلمية التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع زعماء دول الخليج العربي والدول العربية، عاكسة بذلك التزامها الأصيل بعهودها، ومواقفها المؤيدة لقضايا الحق والعدالة.

وقال الشيخ زايد، حينها لجنود وضباط دولة الإمارات المرابطين أثناء زيارته مواقعهم: «عزة الكويت هي عزة للجميع، وعليكم أن تبذلوا كل جهد لمساندتها والوقوف إلى جانبها»، بما يؤكد عمق العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين على الصعد والمستويات كافة، وإيماناً من الإمارات بوحدة المصير الذي يربط دول مجلس التعاون، وتعبيراً عن تمسّكها بالقانون، والشرعية الدولية، ومبادئ حسن الجوار.

الصورة

 

الصورة

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"