عادي
تقديراً لدورهم الداعم للحوار بين الأديان والدفاع عن حقوق اللاجئين

جائزة زايد للأخوّة الإنسانية تُكرِّم الملك عبدالله والملكة رانيا و"فوكال"

18:03 مساء
قراءة 4 دقائق
الملك عبد الله


-محمد عبدالسلام: العاهل الأردني يحمل رسالة سلام وقرينته نموذج رائد 
-د.ليا بيسار: المكرمون أبطال في ترسيخ التسامح والتعاطف بين الناس 


أبوظبي: عبدالرحمن سعيد 


أعلنت اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية الجمعة عن اختيار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله إلى جانب مؤسسة المعرفة والحرية (فوكال)، المنظمة الإنسانية في جمهورية هايتي، لتكريمهم بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية في نسختها لعام 2022، تقديراً لجهودهم المبذولة في تعزيز الأخوّة الإنسانية واحترام التنوع والتعايش السلمي ودعماً للمحافظة على استمرارية هذه الجهود من أجل الكرامة الإنسانية والتسامح. 
وكانت الجائزة قد أُطلقت استلهاماً من وثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتُمثل الوثيقة حجر الأساس الذي تقوم عليه الجائزة باعتبارها مرجعية أخلاقية عالمية لتعزيز الروابط الإنسانية والقيم الدينية، ودستوراً يُعمل به من أجل تحقيق السلام والحوار والتعددية وكرامة الإنسان، فضلاً عن كونها دليلاً مُلهماً للأجيال القادمة يرشدهم نحو سبل تعزيز التعايش وتقبل الآخر. 
وقد أوكلت مهمة اختيار الحائزين على الجائزة في دورة هذا العام إلى لجنة تحكيم مستقلة ضمّت شخصيات مرموقة من أنحاء مختلفة من العالم، ومنهم رؤساء دول سابقون وقادة مجتمعات وشخصياتٍ بارزة حائزة جائزة نوبل للسلام، وغيرهم من الخبراء الدوليين في مجال تعزيز التعايش السلمي وتفعيل الحوار بين الثقافات.
ويأتي تكريم الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، تقديراً لدوره البارز في تعزيز الحوار بين الأديان في أرجاء المنطقة كافةً، ومبادراته في الحد من الانقسامات ودعم القضايا الإنسانية، والعمل على تعزيز العلاقات بين الشرق والغرب.
كما تُكرم الملكة رانيا تقديراً لدفاعها المتواصل عن حقوق اللاجئين حول العالم وحقوق النساء والأطفال، وجهودها الدؤوبة في تشجيع التسامح وقبول الآخر من خلال إطلاق عددٍ من المبادرات الخيرية.
ووقع اختيار لجنة التحكيم أيضاً على مؤسسة المعرفة والحرية (فوكال)، وهي منظمةٌ إنسانيةٌ في هايتي تأسست عام 1995، واستحقت المؤسسة جائزة زايد للأخوّة الإنسانية؛ تقديراً لدورها البارز في إعداد الشباب، وتقديم الدعم اللازم للمجتمع الهايتي على المستويات الشعبية كافة، حيث أطلقت المنظمة منظومة واسعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى خدمة الصالح العام وبناء مجتمع أكثر ازدهاراً وانسجاماً في واحدة من أكثر دول العالم معاناة من الفقر.
وتعليقاً على تكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوّة الإنسانية لعام 2022، قال المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوّة الإنسانية: «قامت لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية بالنظر إلى المبادرات الإنسانية التي قدمتها الشخصيات والمؤسسات التي تم ترشيحها والتي تجاوز عددها ٢٠٠ مرشح، وجاءت كل المبادرات متوافقة مع القيم التي تضمنتها وثيقة الأخوّة الإنسانية ومع تلك القيم التي غرسها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات».
وأضاف المستشار محمد عبد السلام، أن اختيار لجنة التحكيم الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا، ومؤسسة المعرفة والحرية (فوكال) بجمهورية هاييتي، يأتي تتويجاً لما بذلوه من جهود حثيثة في تعزيز القيم التي تضمنتها وحثت عليها وثيقة الأخوّة الإنسانية التاريخية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس.
وصرح: «حمل الملك عبدالله الثاني؛ رسالة السلام والمحبة على مدى عقود متتالية، ويبذل جهوداً كبيرة في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واستقبال اللاجئين داخل المملكة الأردنية، ويقدم نموذجاً للتسامح في المنطقة، وكان دوماً داعماً للحوار بين الأديان والثقافات، وهمزة وصل بين الثقافة الشرقية ومثيلتها في الغرب».
وتابع: كما تقدم الملكة رانيا نموذجاً رائداً للمرأة العربية وأسهمت كثيراً في تمكين الفتيات الأردنيات، وضمان حصولهن على كامل حقوقهن، فضلاً عن أنشطتها المميزة في خدمة الطفل واللاجئين والأعمال الخيرية، وتسخّر جزءاً كبيراً من جهودها للارتقاء بالتعليم في المدارس والجامعات، وتحقيق المساواة بين الجميع بغض النظر عن الجنس أو العقيدة. 
وأضاف المستشار محمد عبد السلام: «إن منح جائزة زايد للأخوّة الإنسانية لمؤسسة فوكال؛ يستهدف التعريف بجهود المؤسسات والمنظمات التي تقدم نماذج مشرفة وملهمة للأفراد والمؤسسات حول العالم لبذل أقصى ما لديها من أجل تعزيز قيم الأخوّة والتسامح والعيش المشترك».
من جانبه، صرح الكاردينال ميجيل أنجيل أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي، رئيس اجتماعات اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية «أن اللجنة العليا للأخوّة تقدر جيداً الدور الذي قامت به لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوّة الإنسانية منذ الإعلان عن فتح باب الترشح للجائزة، ومروراً بمراحل دعوة المؤسسات والأفراد للترشح وفرز هذه الترشيحات، وانتهاء بمرحلة اختيار الفائزين ممثلين في العاهل الأردني الملك عبدالله والملكة رانيا ومؤسسة الحرية والعدالة «فوكال»، مؤكداً أن الفائزين بالجائزة يمثلون نموذجاً مميزاً في تعزيز الأخوّة الإنسانية ونشر التعايش والتسامح، معرباً عن سعادته بخروج هذه النسخة من الجائزة بهذه الصورة المشرفة».
وبدورها أفادت الدكتورة ليا بيسار، رئيس مشروع علاء الدين وعضو لجنة التحكيم: «إن المكرمين في نسخة هذا العام أبطالٌ حقيقيون نظراً لدورهم في ترسيخ التسامح والتعاطف بين الناس من جميع الثقافات، وبفضل عملهم الدؤوب في المجالات التي أسهموا بها، سواءً ضمن المجتمعات التي يعيشون فيها أو على المستوى العالمي، فإنهم بلا شك ملهِمون لنا جميعاً للعمل من أجل عالم ينتشر فيه السلام والخير، ويرتكز على قيم الأخوة الإنسانية».
وأُطلقت جائزة زايد للأخوة الإنسانية في فبراير عام 2019، وحملت اسم، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تكريماً له وتجسيداً لقيم التواضع والإنسانية التي عُرف بها عبر تاريخه والتي تسعى الجائزة للاحتفاء بها.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"