المسكوت عنه

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

فجأة ودون سابق مقدمات انتشرت محال السجائر الإلكترونية والأخرى المتخصصة في بيع التبغ ومشتقاته كالنار في الهشيم وتحولت إلى قبلة للشباب والمراهقين على الرغم من قرارات المنع وتنظيم البيع لأعمار محددة، فإن هناك العديد من الحيل التي تلتف على هذا القرار وتفرغه من مضمونه بعد أن نشطت الآلة الدعائية عبر وسائل متنوعة في التقليل من الأضرار المتداولة للسجائر عبر إطلاق الإلكترونية منها والتي يشاع على نطاق واسع أنها قليلة الضرر؛ بل أن كثيراً من أصحاب الضرر يدفع بانتفائه كلياً.
خطورة السجائر الإلكترونية لا تكمن في انتشار منافذ البيع التي تسوقها فقط؛ بل بالأشكال والنكهات والألوان التي تطرح بها والتي توحي لغالبية الناس بأنها مجرد تسلية لا تضر وأنها مناسبة للجميع صغاراً وكباراً ونساء ورجالاً، وأن تلك الرائحة المرتبطة بالتبغ العادي باتت بعيدة عنها؛ بل أن مكوناتها باتت تصنع من زيوت عطرية طبيعية ورائحته تشبه العطر وهو الأمر الخطِر، الذي حولها إلى موضة سريعة الانتشار حتى وصلت إلى أيدي الصغار.
ما يحدث اليوم في منافذ التسويق وكمعلومات مغلوطة متداولة بين الشباب على سبيل الخصوص لا يستقيم وخضوع السجائر والشيشة الإلكترونية لقانون مكافحة التبغ، الذي يحكم أنواع التدخين وأدواته كافة، كما تخضع المخالفات الخاصة بها، للإجراءات والعقوبات نفسها التي ينصّ عليها القانون، سواء من حيث الترويج والدعاية، أو التحذيرات التي يجب أن تكتب عليها حول أضرارها وكذلك الفكرة الرئيسية التي ترتبط بها وتشيع أنها البديل الأفضل عند ترك السجائر العادية، بينما الحقيقة تقول إن الضرر واحد.
المؤسف اليوم أن كثيراً من هؤلاء الشباب يربط مصيره وصحته باستشارة بائع باحث عن الربح يمنحه الثقة في اختيار الأنواع والأشكال والنكهات وكمية المسموح منها كحصة تدخين يومياً في إغفال تام للسلبيات والأضرار.
دراسات ذات نتائج خطِرة عن الأضرار يغفل الكثير من الناس الاطلاع على محتواها بينما يحتكمون إلى حديث متداول لا أساس له عن المزايا، بينما تشير النتائج العلمية إلى أن المراهقين الذين أقبلوا على السجائر الإلكترونية كانوا أكثر احتمالاً لتدخين التبغ بمعدل سبعة أضعاف في العام التالي، وأصبحوا أكثر استعداداً ليكونوا مدخنين شرهين، وهو ما يشكل تحدياً خطِراً للجهود الرامية إلى الحد من التبغ.
ثمة أمور تجري في الخفاء وتطبخ على نار هادئة سنصحو قريباً على مشكلة كبيرة سببتها في ظل انشغالنا عنها وتصديقنا فقط لما يقال والتقليل من خطورة الأمر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"