عادي

هرب من حرب إلى حرب أخرى.. أفغاني ترك بلاده ليواجه القصف الروسي

17:48 مساء
قراءة 3 دقائق

( أ ف ب)

هرب من أجواء الحرب في بلاده، ظناً منه أنه قد نجا، ليجد نفسه في رحم حرب جديدة قد يكون واقعها أكبر من الحرب الأولى، لم يكن ذلك جزءاً من فيلم خيال علمي، لكنها قصة لا تحدث كل يوم، وحدثت في الواقع مع مواطن أفغاني، فما القصة؟

«أجمل رحماني» مواطن أفغاني في الأربعينات من عمره، غادر بلاده، هرباً من رائحة البارود، وبحور الدماء، فر إلى أوكرانيا التي وجد فيها ملاذاً، قبل أن يضطر إلى الفرار من شبح الحرب مجدداً، لكن هذه المرة إلى بولندا برفقة مئات آلاف اللاجئين الآخرين، الذين هربوا من أمام آلة الحرب الروسية.

ونقلت وكالة فرانس برس، عن المواطن الأفغاني، قوله: «لقد هربت من حرب والآن بدأت حرب أخرى. أنا غير محظوظ فعلاً».

وأضاف: لقد وصلت لتو إلى بولندا مع زوجتي مينا وابني عمر البالغ من العمر 11 عاماً وابنتي مروة البالغة من العمر سبع سنوات.

وعند وصولهم الى نقطة «ميديكا»، الحدودية البولندية، كانوا ينتظرون مع لاجئين آخرين وصول حافلات تقلهم إلى مركز استقبال في بلدة «برزيميسل» المجاورة.

وبين اللاجئين الى جانب الأوكرانيين، مئات الأشخاص من جنسيات أخرى من طلبة أو عمال يقيمون في أوكرانيا، من الأفغان والكونغوليين والمغارية أو الهنود والأكوادوريين أو النيباليين.

يروي رحباني المنحدر من «كابول»، قصته فيقول: «عملت عشر سنوات لدى حلف شمال الأطلسي في مطار كابول الدولي»، مضيفاً «قررت مغادرة البلاد بعد أربعة أشهر على رحيل الأمريكيين لأني كنت أشعر بأني مهدد».

وتابع قائلاً: «تلقيت اتصالات مع تهديدات بالقتل لأولادي، تحدثت عن ذلك حيث أعمل، لكن لم يرغب أحد في سماعي أو مساعدتي أو منحي تأشيرة دخول».

ولهذا غادر «رحباني» برفقة أسرته إلى أوكرانيا، الدولة الوحيدة التي قبلت استقباله، واستقر في مدينة أوديسا الساحلية المطلة على البحر الأسود.

وقال: «كانت لدي حياة جميلة في أفغانستان، كنت أملك منزلاً وسيارة وأتقاضى راتباً جيداً، بعت كل شيء، خسرت كل شيء، فضلت الرحيل مع أولادي، من أجل عائلتي، من أجل تعليمهم».

وحين هاجمت روسيا أوكرانيا، اضطر لترك كل شيء مجدداً، وقطع مع عائلته مسافة 1110 كيلومترات تفصل بين أوديسا والحدود البولندية، واضطروا لقطع 30 كيلومتراً منها سيراً على الأقدام، لأن الطريق كان مكتظاً بالسيارات.

وقال: «حين وصلنا، كان الطقس بارداً جداً وأخذت غطاء لابنتي لكنها شعرت بوعكة بعد دقائق وبدأت والدتها بالبكاء»، مضيفاً وصلت سيارة إسعاف وسهلت شرطة الحدود الأوكرانية مرور كل العائلة.

وتابع: كنا محظوظين، كان هناك أكثر من 50 ألف شخص عند الحدود، الجميع كانوا ينتظرون دورهم مع الأطفال والأمتعة، أما نحن فقد مررنا قبلهم.

وبحسب «توماس بيترزاك» وهو محام من منظمة «اوكاليني» البولندية غير الحكومية التي تعنى باللاجئين، فقد بات أمام أجمل رحماني وعائلته مثل أي شخص لا يحمل تأشيرة بولندية فترة 15 يوماً لتقديم طلب رسمي لتسوية وتقنين وضعه.

وأضاف: «توماس بيترزاك»، أن المهلة تعد الآن غير واقعية نظراً للعدد المتزايد من اللاجئين، مشيراً إلى أنه سيتوجب على بولندا تعديل قانونها في هذا المجال سريعاً.

لا يخفي رحماني قلقه إزاء مستقبله، لكن يصف الساعات الأولى في بولندا بالمشجعة، فهل يجد وأسرته الأمن والأمان هذه المرة، أمم أنه سيواجه مستقبلاً ضبابياً غير واضح المعالم؟

هذا ما ستجيب عنه الأيام المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"