لا تخف كلام الناس

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

يقال: إن معظم القلق الذي نتعرض له، سببه الاحتكاك بالآخرين، وأن آراء المقربين ووجهات نظرهم تجاه أفعالنا أو توجهاتنا أو أعمالنا أو قراراتنا، لها الأثر الكبير في حياتنا، خاصة عندما تكون وجهات نظرهم قاسية، ومحملة بنقد لاذع، كما يحدث لنا جميعاً أو كما مر بمعظمنا، عندما يسمع نقداً غير مبرر من إنسان مقرب منه، أو من زميل يشاركه مقاعد الدراسة أو يشاركه مقر العمل، وهؤلاء لا فكاك منهم، قدرك أن تلتقيهم يومياً، وتتعامل معهم يومياً، والتصادم معهم يعني أن تكون البيئة سامة، ومحملة بالتوتر بشكل مستمر، وهذا غير صحي وغير عملي.
البدهية التي يجب علينا فهمها والتعامل معها والتسليم بها، أن الآخرين سيقولون ويتحدثون، ولا توجد لديك أي قدرة لتلزمهم بالصمت أو لتغيير ما سيقولونه، بمعنى قد تسمع كلمات تأتي في قالب الحرص والمصلحة، أو في إطار الرأي ووجهة النظر، لكنها تكون مؤذية لك، وتستهدفك بشكل واضح، ومع هذا لا تملك إلا إرخاء السمع والإنصات لها، وليس بالضرورة تنفيذها أو الاقتناع بها. 
مشكلة حديث الناس، خاصة المقربين الذين يعرفون، كما يقال، مكمن ضعفك، ويعرفون تماماً تطلعاتك وسعيك، أنها قد تجد أرضية خصبة في قلبك وعقلك، وهنا يكون وقعها أكبر، وأثرها أبلغ فيك وفي سلامتك النفسية، لأنها تسبب توتراً وقلقاً، ولن تسلم من كلام الآخرين مهما اعتقدت، ومهما فعلت، هناك دوماً من سيتحدث، ومن يقلل من المنجزات أو من النجاحات، حتى لو توقفت عن العمل وعن الحيوية، وتوقفت عن محاولة أن تحقق طموحاتك وغاياتك وتطلعاتك، هناك من سيتكلم ويتحدث عنك بشكل سلبي. 
وهذا الجانب تحدث عنه علم النفس وقدم نصائح وتوجيهات، لتجنب أثر ووقع كلام الناس، ومن بين تلك البحوث والدراسات دراسة أجرتها عالمة النفس الفرنسية سافوريو توما، من جامعة باريس، التي استنتجت أن التصرف المقترح لتجنب التأثر بكلام الناس هو عدم محاولة اتخاذ ردة فعل مباشرة بعد سماع الكلام؛ حيث نصحت بأنه في حال كان الكلام لا يحتمل وقاسياً، فمن الحكمة أن ينسحب الشخص ويمشي بعيداً، حتى يستعيد ثقته بنفسه، إضافة إلى عدم التفكير الكثير بتفاصيل ذلك الكلام. 
وعلى الرغم من ذلك، يجب التنبه بأن هناك قد يقدم نصيحة ثمينة، محاولاً تحقيق فائدة لك؛ لذا فرّق بين الكلمات القاسية التي تحاول النيل منك، وتلك التي تكون ناصحة وتقدم لك تجارب وخبرات حياتية ثمينة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"