عادي
لبحث أهم التوجهات وبدء عقد حكومي جديد وتستضيف 15 منتدى عالمياً

القرقاوي: توجيهات محمد بن راشد حوّلت قمة الحكومات منصة أولى لصناعة المستقبل

20:46 مساء
قراءة 8 دقائق
محمد بن راشد
  • تصدر 20 تقريراً معرفياً بالشراكة مع أهم المؤسسات البحثية
  • ستكون التجمع الأكبر منذ بداية الجائحة وتكرّم أفضل وزير في العالم
  • حدث استثنائي لتعزيز الشراكات الهادفة وتطوير أطر التعاون البنّاء
  • الدورة الثامنة تبحث أهم التوجهات العالمية في القطاعات الحيوية
  • استشراف تحديات «الجائحة» و«المناخ» و«تكنولوجيا المستقبل»

دبي:«الخليج»
 أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أن القمة تحولت برؤى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بعد نحو عقد على إطلاقها، إلى المنصة الأولى والأكبر عالمياً لصناعة المستقبل، والحاضنة المحفزة لابتكار نموذج الحكومات المستقبلية. مشيراً إلى أن ولادة فكرة القمة جاءت استجابة لواقع محاط بالتحديات الكبرى في مختلف المجالات، في مسعى لتشكيل منصة حوار هادف وعمل مشترك بنّاء، لكتابة فصل جديد في العمل الحكومي المستقبلي، وبناء منظومة فرص جديدة تمكّن الحكومات من استباق تحديات المستقبل.
جاء ذلك خلال حديثه في «حوار القمة العالمية للحكومات» الذي نظّم، الاثنين، في متحف المستقبل بدبي، واستعرض أبرز مستجدات القمة، ومحاور دورتها الثامنة التي تنظم في «إكسبو 2020 دبي»، يومي 29 و30 مارس/ آذار، وتحدث فيه الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وعبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، وعهود الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، نائبة رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، وشما المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، وعمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات.
المبادئ الأساس
وقال القرقاوي: إن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، حدد منذ القمة الأولى المستهدفات الأساسية للعمل الحكومي، ودور الحكومات في خدمة الإنسان، فكانت هذه المبادئ الأساس في استشراف وإلهام وتكمين حكومات المستقبل. مشيراً إلى أن القمة دعمت تطوير أفكار استثنائية، مثل إطلاق متحف المستقبل، الذي يستشرف خدمات المستقبل وحياة الإنسان في عالم الغد. مؤكداً أن تنظيم حوار القمة من المتحف، يمثل رسالة القمة في تحديد أهداف العقد الحالي وطموحات العقد المقبل، واستشراف مستقبل الحكومات للأجيال القادمة.
وأضاف أن القمة التي حملت منذ بداياتها شعار «استشراف حكومات المستقبل»، التي ستكمل قريباً عقدها الأول، أصبحت منصة لتبادل الأفكار والتجارب ومشاركة المعرفة وقصص النجاح الملهمة، ونقلها إلى مرحلة متقدمة من التمكين والتطبيق والانتشار؛ فخلال السنوات الماضية شكّلت القمة حدثاً استثنائياً لتعزيز الشراكات الهادفة وتطوير أطر التعاون البنّاء.

الصورة
1

ست رؤى لتعزيز الجاهزية للمستقبل
وقال القرقاوي: إن القمة قدمت 6 رؤى أسهمت في تعزيز استعدادنا للمستقبل؛ الأولى مستلهمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بأنه لا يوجد مستحيل في قاموس دولة الإمارات، وهذه الرؤية كانت الخطوة الأولى في إطلاق النموذج المستقبلي لوزارات المستقبل، مثل ملفات التكنولوجيا المتقدمة والتسامح والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والمائي.
 والثانية تمثلت في أن اقتصادات العالم ستتغير والمنظومة الاقتصادية للدول لن تعتمد على مورد واحد، وقد استلهمت من رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال 50 عاماً، حين سنحتفي بتصدير آخر برميل نفط، ومنذ ذلك الحين ارتفعت تجارة دولة الإمارات غير النفطية من 1.059 تريليون درهم في 2015 إلى 1.9 تريليون درهم عام 2021.
وأشار إلى أن الرؤية الثالثة، تتمثل في تشكيلها تصوراً جديداً لمدن المستقبل، المدن الإنسانية التي تعزز التواصل بين السكان، وتمكّنهم من الموازنة بين عملهم وحياتهم، واستلهمت من رؤية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لمدينة المستقبل التي شاركها عبر منصة القمة. واليوم تتصدر دبي المدن الإقليمية في قائمة تصنيف أفضل المدن العالمية، وتحتل المرتبة الثالثة عالمياً على القائمة ذاتها، وفقاً لاستطلاع «إكسبات إنسايدر 2021».
وأوضح أن الرؤية الرابعة، بُنيت على حديث الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، عن صورة الإنسان الإماراتي والمواطنة الإيجابية التي تجعل مجتمع دولة الإمارات نموذجاً للمجتمعات المتقدمة وقدوة في المحافل العالمية، وتُرجمت بإطلاق حكومة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للمكافآت السلوكية، لتعزيز العمل الإيجابي في المجتمع والحس بالمسؤولية الجماعية.
وقال إن الرؤية الخامسة، تتلخص في أنه لا حدود لطموح البشر وتمكين الإنسان، واستلهمتها من حديث سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة في القمّة، عن الحلم الإماراتي في الوصول إلى الكوكب الأحمر، ووصول العلوم من الصحراء الإماراتية إلى صحراء المريخ. وقد احتفت دولة الإمارات في عامها الخمسين بإنجاز واحد من أكبر المشروعات، بأن يصل العرب للمرة الأولى إلى المريخ. مشيراً إلى أن سموّه جعل من القمة منصة متكاملة لتمكين الشباب وتعزيز دورهم الإيجابي وتطوير المشروعات العلمية التي ترفع تنافسية المنطقة.
وأضاف القرقاوي، أن الرؤية السادسة ترتكز على أهمية التعايش والأخوة الإنسانية التي رسم معالمها حديث سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، عن منظومة القيم والأخلاقيات الأصيلة لمجتمع دولة الإمارات، التي تعزز الانسجام والتعايش وتتبنّى حسن الجوار والتعايش ومبادرة دولة الإمارات في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية مع كل الشعوب.

1
محمد القرقاوي خلال حديثه في حوار القمة

تعزيز الخطط
واستعرض القرقاوي المنتديات العالمية الخمسة عشر، التي تستضيفها الدورة الثامنة، لبحث أهم التوجهات العالمية في القطاعات الحيوية التي تسهم في تعزيز الخطط، لبدء عقد حكومي جديد، ووضع سياسات واستراتيجيات وخطط مستقبلية تعزز جاهزية الحكومات ومرونتها للمرحلة التالية من التطور.
وتطلق القمة للمرة الأولى هذا العام، منتديات تناقش أبرز التوجهات العالمية خلال العقد الحالي، إذ تستضيف منتدى الأصول الرقمية العالمي التي شهدت نمواً كبيراً وأحدثت حراكاً جذرياً في التعاملات المالية، وتبحث عالم الإنترنت التالي Web 3.0 في منتدى الميتافيرس العالمي الذي سيصبح واحداً من أهم الأسواق العالمية، ويمزج عناصر الواقع الافتراضي وتقنيات الواقع المعزز التي تمكّن الأفراد من عيش حياة جديدة في عالم رقمي متكامل يتشاركون فيه «كل شيء».
كما ستنظم القمة الاجتماع العربي الأول للقيادات الشابة، منصة تجمع الشباب العربي لاستكشاف آفاق المستقبل، ومنتدى الإدارة الحكومية العربية الذي يبحث سبل النهوض بالعمل الحكومي العربي ونقله إلى آفاق مستقبلية.
وتستضيف منتدى الأمن السيبراني في قطاع الطيران، لاستشراف مستقبل الطيران الآمن والمعزز رقمياً والآمن سيبرانياً، وتبحث مستقبل الاستثمار في قمة «إنفستوبيا» للاستثمار، التي توفّر منصة لإطلاق الأفكار الجديدة.
كما تستضيف بالشراكة مع المنظمات العالمية، منتديات تجمع أبرز نوابغ العالم لبحث القطاعات الحيوية ووضع الأفكار والرؤى لمستقبل جديد، أهمها: التجمع السنوي لأهم 100 شخصية ضمن قائمة «تايم»، ومنتدى فوربس 30 Under 30.
وتواصل القمة استضافة المنتديات الرئيسية التي تشكل محوراً حيوياً للمجتمعات العالمية وضرورة قصوى لمناقشة توجهاتها، وهي: منتدى التغيّر المناخي الذي يركز على استضافة دولة الإمارات الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28».
كما تستضيف منتديات: الطاقة العالمي، والصحة العالمي، وأهداف التنمية المستدامة، والخدمات الحكومية، والمرأة في الحكومة، والتوازن بين الجنسين، وتبحث أهم القطاعات الحيوية، واستشراف أهم توجهات المستقبل.

1

استعداد كامل
وأكد محمد القرقاوي، أن الأثر الإيجابي للقمة لم يكن محصوراً في دولة الإمارات، بل امتد ليشمل الكثير من التحديات التي استشرفتها عبر أكثر من 1100 جلسة نظمتها على مدى 7 دورات، استضافت فيها الخبراء وصنّاع القرار ومسؤولي الحكومات.
وقال إنه في قمة عام 2018، استمعنا إلى وصف استشرافي متكامل ودقيق عن عالم يعاني جائحة كبرى وصلت إلى كل المجتمعات، حين أكد الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أهمية الاستعداد لأي جائحة محتملة، وتعزيز جاهزية النظم الصحية للدول، وقد شكلت جائحة «كوفيد – 19» أحد أهم الدروس التاريخية التي سرّعت تبني الحكومات النظم المستقبلية وبيئات العمل الهجينة، وتعزيز الجاهزية والمرونة والاستعداد لمستقبل أكثر انفتاحاً وترابطاً وتشكيل حكومات رقمية متكاملة.
وأضاف أن دولة الإمارات استعدت للجائحة، بنظامها الصحي وتعزيز الرعاية الطبية والاستراتيجيات الصحية والبنية التحتية التكنولوجية، لتتصدر مؤشر شبكة «بلومبيرج للمرونة»، وتصبح أفضل الدول في تطويق «كورونا» وحماية أفراد المجتمع.
وقال إن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أعلن من منصة القمة، التغيير الوزاري الأكبر من نوعه، بتعيين وزير للتغير المناخي لمواجهة التحدي العالمي الذي يؤثر في جميع المجتمعات، لتكون دولة الإمارات من الدول السباقة في مواجهة هذا التحدي، ووضع استراتيجياتها الاستباقية في تحقيق الحياد الكربوني، وقد شهدنا تبعات هذه التغيرات بعد عام واحد فقط، إذ أطلقت الحكومة «استراتيجية الإمارات للطاقة 2050».
وأشار إلى أن السنوات الماضية شهدت تطورات عدّة في استراتيجيات دولة الإمارات وتوجهاتها نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، ومبادراتها لتعزيز جهود مكافحة التغير المناخي، التي شكلت خطوة في تمكين دولة الإمارات من استضافة الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28».
وقال إن التحدي الثالث الذي استشرفته القمة، تمثل في تعزيز الأمن السيبراني، وحماية الأنظمة الرقمية، وتطوير البنية التحتية الرقمية لحكومات المستقبل، وإن القمة شهدت إعلان استحداث منصب وزاري يُعنى بالتكنولوجيا المتقدمة، وكانت حوارات القمة أساساً في تعيين أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم. كما ناقشت في 2016 مستقبل العملات الرقمية، وأسهمت في تحديد منظومة للفرص العالمية في الأصول الرقمية، باستضافة روّاد تكنولوجيا الـ«بلوك تشين»، واليوم تقدر القيمة السوقية للعملات المشفرة، بـ 2.5 تريليون دولار.
قمة الفرص
وأكد محمد القرقاوي أن الدورة الحالية تمثل قمة الرؤى والتحديات لاستشراف مستقبل أفضل، وهي قمة الفرص، لتعزيز مشاركة الشباب الذين يشكّلون ثلثي سكان المنطقة في صنع القرار، وتوفير منصة خاصة بهم. مشيراً إلى أن القمة تخصص للشباب العربي منصة سنوية للمشاركة بتطلعاتهم ورؤاهم للمستقبل، ومن القمة جاء إعلان تعييّن دولة الإمارات أصغر وزيرة للشباب، وإطلاق مجالس الشباب، واستراتيجيات خاصة، وتصميم سياسات الشباب. وانطلق مركز الشباب العربي من القمة، ليسهم في إعداد نموذج رائد، لتمكين الفئة الأكبر في الوطن العربي.
وقال إنه من القمة استعرض المخترع ورائد الأعمال العالمي إيلون ماسك، الملامح الأولى للميتافيرس، وعالم الإنترنت المقبل، عندما قال إن ألعاب الفيديو ستتطور لتصبح عالماً كاملاً نعيش فيه ونعمل ونبدع أفكاراً جديدة لمستقبلنا، والآن يحمل لنا عالم الإنترنت فرصاً جديدة لا بدّ أن نستكشفها، حيث يكتسب الميتافيرس أهمية كونه يقدم لنا عوالم افتراضية موازية لتبلغ القيمة السوقية بحلول عام 2026 أكثر من 750 مليار دولار.
وأضاف أن القمة بدأت منصة لتبادل الخبرات، وستبقى ملتقى عالمياً للممارسات العالمية المتميزة، استضفنا عبر دوراتها السابقة حكومات تمكّنت من تعزيز مكانتها العالمية وتطوير آليات عملها في مختلف القطاعات الحيوية.
قمة العقد المقبل للحكومات
وقال: إن القمة التي ستدخل عقداً جديداً من مسيرتها، تضع رؤى تصلنا بالمستقبل، وستكون التجمع الأكبر من نوعه منذ بداية جائحة «كورونا»، وستشكل فرصة لدراسة أفضل الممارسات في تطويق الجائحة وتسريع جهود التعافي الشامل في جميع القطاعات.
وأضاف أن رسالة القمة هي أن صناعة الغد تبدأ اليوم، لهذا اختير «إكسبو 2020 دبي» لإطلاق قمة العقد المقبل للحكومات، لتكون ختاماً لأكبر تجمع للعقول البشرية، قمة نستشرف بها متغيرات العقد الجديد، ونضع عبرها رؤى مختلفة، وفرصاً جديدة لتمكين أجيال المستقبل.
شراكات عالمية
وأشار إلى أن القمة وقعت شراكات مع أكثر من 80 شريكاً استراتيجياً ومعرفياً وإعلامياً، وستصدر هذا العام 20 تقريراً معرفياً بالشراكة والتعاون مع أهم المؤسسات البحثية العالمية.
إدارة الأزمات
وقال محمد القرقاوي: في دورة استثنائية، تكرّم القمة هذا العام، الوزير الذي تمكّن من إدارة الأزمات وتحويل جائحة «كورونا» إلى فرصة نوعية لتبنّي الرقمنة وأحدث الوسائل التكنولوجيا وتقديم خدمات حكومية متقدمة.
وأضاف «المستقبل يحمل فرصاً كبيرة لتطوير وتبنّي منظومة حكومية استثنائية قادرة على توظيف نتائج التجارب السابقة في ابتكار حلول لمواجهة التحديات المستقبلية؛ المستقبل يبدأ اليوم، وكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، فإن المستقبل لا ينتظر».
يذكر أن القمة العالمية للحكومات تشكل منصة عالمية رائدة تجمع تحت مظلتها نخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية من مختلف دول العالم، لتبادل الخبرات والمعارف والأفكار التي تسهم في استشراف مستقبل الحكومات.

الصورة

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"