التقنية في الموضع الصحيح

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

نحن نعيش في عصر تهيمن فيه التقنية على كل شيء، التقنية الآن تتداخل مع تفاصيل حياتنا: الغذاء، الترفيه، الصحة، الاقتصاد، التجارة، التنمية... إلخ. تتطور التقنية بشكل سريع جداً، وأقصد تحديداً بالتقنية هنا ثورة الاتصالات وما واكبها من تطورات في مجالات شبكة المعلومات العالمية، ومنتجاتها المتعددة من الأجهزة والبرامج والتطبيقات وغيرها الكثير لدرجة أن البعض منا يتوقف عاجزاً عن ملاحقة هذا التطور. 
ويتضح هذا من خلال عدم الفهم أو القدرة على التعامل مع العديد من التطبيقات أو المنصات أو البرامج وغيرها، لأنها سريعة التغير والتطور، فجهاز الهاتف الذي تحمله بين يديك، يتطور عاماً وراء الآخر، وعندما تقوم بشراء جهاز جديد، تحتاج لبعض الوقت للاعتياد عليه ومعرفة مختلف برمجياته وطريقة استخدامه والاستفادة من تقنياته الجديدة، وفي أحيان نتخلص من الجهاز بسبب صعوبة استخدامه أو لعدم معرفتنا للكثير من وظائفه. هذا فقط في جانب واحد من هذه الصناعة الكبيرة المهولة المتطورة باستمرار.
 أمام هذا الواقع، هناك عدة نقاط مهمة يجب التنبه لها، منها أن مفهوم الأمية تغير من أمية القراءة والكتابة، إلى أمية التقنية وتعني الجهل بالتقنيات الحديثة، وعدم القدرة على استخدامها وتوظيفها لخدمتك، وهو أمر كبير، لأننا وإن كنا نستخدم هذه التقنيات فإن البعض يتوقف عند مرحلة ما، ولا يستطيع مواكبة التطورات المتلاحقة فيها، لذا نلاحظ تزايداً في الورش والدورات المتخصصة لتعليم مهارات وفنون في هذه المجالات.
 الجانب الثاني أن كل منزل ومقر عمل فيه هذه الأجهزة، بل حتى نحملها بين أيدينا، وتضم الكثير من البرامج والتطبيقات المهمة التي يفترض أن تسهل حياتنا وتساهم في نجاحنا وتطورنا، ومع هذا فإن الاستفادة منها تتفاوت من شخص لآخر، البعض يوظف هذا التطور لمصلحته، ويأخذ منها سيلاً من المعلومات المهمة التي تساهم في نجاحه وتطوره وتقدمه، البعض يركز على جوانب الترفيه، للدرجة التي يفقد فيها قيمة الوقت، وهناك من لا يحسن استغلال ما تحتوي عليه من كنوز معلوماتية لا تقدر بثمن، في تطوير مهاراته وزيادة حصيلته العلمية، التي قد تنعكس على العمل الذي يؤديه يومياً. 
الجانب المهم جداً أن هذا التطور التقني، كما هو ملاحظ، ينمو ويستمر، لذا نحن مطالبون بفهمه ومسايرته، وأيضاً بمعرفة الجوانب التي نحتاج إليها منه والاستفادة القصوى لتسهيل حياتنا، وتطوير مهاراتنا. عندما نوظف التقنية وفق هذا المتطلب فإن المسايرة والاتساق معها سيكونان أهون وأفضل ونكون متوجهين نحوها بقابلية وفهم وعلم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"