من الأمور الشائع حدوثها التوقف عن التعليم عند الوصول إلى مرحلة ما، كالاكتفاء بالشهادة الثانوية أو الحصول على البكالوريوس، وغالباً ما تكون تلك هي المرحلة التي تؤهل للحصول على وظيفة، أو بواسطتها يدخل إلى سوق العمل. والخطأ الذي يقع أن الكثيرين يتوقفون فعلياً عن عملية التعلم وزيادة معارفهم ومعلوماتهم، وكأن أية عملية لزيادة المعرفة هي عودة إلى التعليم، والحقيقة أن مثل هذا المفهوم غير صحيح، فالتطور حتمي، ومعه تصبح عملية التعليم المستمر بديهية وطبيعية، وليس بالضرورة أن تكون مشابهة في تفاصيلها للفترة التي قضيناها على مقاعد الدراسة. يمكن النظر لمختلف تفاصيل حياتنا، وسنجد أنها عبارة عن مراحل، كل مرحلة تتطلب خبرات ومعارف جديدة، وأمامنا إما خوضها دون أيّ خلفية معرفية، ونعتمد على التجربة والخطأ، وهي طريقة مرهقة فضلاً عن هذا ستؤخر مسيرتنا، وقد تسبّب لنا الإحباط ونتراجع عن تحقيق أهدافنا، وكما هو واضح فإنها طريقة غير مضمونة، وفعلٌ قد يكون طريقاً نحو الفشل والانهيار، وإما الاعتماد على التعليم وزيادة المعرفة، واكتساب الخبرات من الآخرين من خلال الملاحظة والسؤال. هذه الطريقة أكثر حيوية وتكسب الفرد المهارة التي يحتاج إليها، فضلاً عن هذا تقوده لطريق التفوق والنجاح.
على سبيل المثال في بيئة العمل، عندما تحصل على معارف جديدة، ستنعكس على طريقة أدائك للعمل وأسلوب تنفيذك، ودون شك أنك ستدخل مفاهيم جديدة وحديثة تُسهم في تميزك، الحال نفسه عند الزواج وخطواتك الأولى لتأسيس أسرة، وتريدها أن تكون متماسكة قوية، فهي الطريقة المثلى لإدارة الحياة الزوجية، من حيث التعامل والصرف والتوازن مع باقي المتطلبات الحياتية سواء الاجتماعية أو المالية وغيرها، وهذا يعني إلماماً بمتطلبات متعددة منها مهارة التعامل، ومعرفة ما الذي تركز عليه، وما الذي تؤجله، ومعرفة أخرى بالأساسيات والثانويات. وتزداد حاجتنا للمعرفة والتعليم، عند إنجاب أطفال، حيث لهم متطلبات نفسية وصحية ومعرفية، وللإلمام بمختلف هذه المهام والقيام بالأدوار الأمومية والأبوية على أكمل وجه، يجب أن نكون على معرفة بطرق التربية وفنون التعامل مع الأطفال، وهذا جميعه لن نحصل عليه إلا بالتعليم وزيادة المعرفة، وهو الذي سنجده على شبكة الإنترنت، في العديد من المواقع المتخصصة، من هنا يظهر مفهوم التعليم الذاتي، وهي المبادرة الشخصية لزيادة المعارف والمعلومات. يفترض بنا جميعاً أن تكون هذه المبادرة جزءاً من يومنا وأن تستمر.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com