عادي

تجنبن الألم

23:32 مساء
قراءة دقيقتين
منى-تهلك

د. منى تهلك *

تعتبر الأورام السرطانية واحداً من أخطر الأمراض، التي تصيب الإنسان وتؤدي إلى الوفاة. ومع أن الجهود العلمية والبحثية لإيجاد علاج يوقف هذا المرض مستمرة منذ عقود طويلة، ومع جميع المنجزات الطبية الكبيرة والواعدة، إلا أن السرطان يسجل نفسه كواحد من أكثر الأمراض ألماً للإنسان، فخلال عام 2020، ذهبت ضحيته نحو عشرة ملايين إنسان من مختلف أرجاء العالم.

وكما هو معروف، هناك أنواع كثيرة من الأورام السرطانية، وحددت منظمة الصحة العالمية الأكثر شيوعاً، فتصدرت القائمة سرطان الثدي بنحو 2.26 مليون حالة. ومع أنه يوجد اختلاف في أنواع السرطان الأكثر انتشاراً بين بلد وآخر، إلا أن سرطان عنق الرحم سجل انتشاراً أوسع من غيره؛ إذ يعتبر الأكثر انتشاراً في 23 بلداً على مستوى دول العالم. وعندما نتحدث عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، فنحن نتحدث عن ملايين من النساء اللاتي عانين ودخلن في ويلات الألم النفسي والجسدي، بسبب هذه الأورام التي كان يمكن تجنبها بالوعي الصحي والمزيد من التثقيف وزيادة جرعات المعرفة في المجتمعات على مستوى العالم. فضلاً عن هذا، يوجد جانب آخر له أهمية كبيرة جداً في مسيرة العمل ضد الأورام السرطانية؛ بل يعتبر عاملاً قوياً للتخفيف من وقعه وتجنب الألم والوفاة، وهو الكشف المبكر؛ إذ يسهم الكشف المبكر في القضاء على تلك الأورام وتقديم رعاية صحية تتكلل بالشفاء. تقول منظمة الصحة العالمية: «يمكن الوقاية حالياً من نسبة تتراوح بين 30 % و50 % من حالات السرطان عن طريق تلافي عوامل خطر الإصابة بالمرض وتنفيذ الاستراتيجيات القائمة المسندة بالبينات للوقاية منه. ويمكن أيضاً الحد من عبء السرطان من خلال كشف المرض مبكّراً وتزويد المرضى المصابين به بقدر كاف من العلاج والرعاية، علماً بأن فرص الشفاء من أنواع كثيرة من السرطان تزيد إذا شُخّصت مبكّراً وعُولِجت كما ينبغي».

ولله الحمد، تطورت التقنيات الطبية، وباتت عوامل الكشف والفحص أكثر تقدماً ولا تستغرق وقتاً طويلاً وتتم بسهولة وفي خصوصية تراعي الجانب النفسي للمريضة، ولا يوجد سبب لتأجيل الفحص أو تجنبه. هي دعوة من القلب لكل امرأة أن تكون على وعي ومعرفة بالأثر الإيجابي للفحص المبكر على صحتها وسلامتها، ولجميع النساء، تجنبن الألم بالفحص والوقاية.

* استشاري أمراض نساء وولادة مدير تنفيذي مستشفى لطيفة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"