عادي

بيع أول اصدار لسندات «وحيد القرن» من البنك الدولي

19:24 مساء
قراءة 3 دقائق

ستتلقى حيوانات وحيد القرن السوداء المهددة بالانقراض في جنوب إفريقيا مساعدة غير اعتيادية من بورصة وول ستريت، إذ أعرب المستثمرون عن رغبتهم في شراء نوع جديد من السندات تصدرها البنك الدولي بهدف تمويل جهود الإنقاذ.
وستصدر الجهة المقرضة، ومقرها واشنطن، ضمن هذا المشروع الرائد الذي يقضي بزيادة أعداد حيوانات وحيد القرن داخل منتزهين في البلاد، سندات بقيمة 150 مليون دولار في 31 آذار/مارس.
وبدل دفع فوائد سنوية أو نصف سنوية للمستثمرين، ستعود الأرباح إلى طاقم عمل المتنزهين بهدف توظيفها في مكافحة الصيد غير القانوني وفي تحسين ظروف عيش الحيوانات.
ويشير البنك الدولي إلى أنّ الأموال ستعود إلى متنزه «أدو إليفانت» الوطني ومحمية «غرايت فيش ريفر» الطبيعية.
ويأمل المسؤولون في أن تمثّل هذه السندات التي تُحضَّر منذ عامين وسيلة جديدة لجمع أموال من جهات خاصة بهدف تمويل أعمال مرتبطة بجهود الحفظ أو غيرها من المشاريع البيئية.
وقال رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في بيان «إنّ مشروع رينو بوند يمثّل مقاربة ثورية لإتاحة الاستثمارات من جانب القطاع الخاص في الأصول العامة العالمية المتمثلة في هذا المشروع بالحفاظ على التنوع البيولوجي، وهو تحدٍّ كبير للتنمية العالمية».
وعند استحقاقه بعد خمس سنوات، سيُباع السند الذي حُدد سعره الأربعاء، بنسبة 94,84 في المئة من قيمته الاسمية، ما يمنح المستثمرين حداً أدنى مضموناً من العائدات بمجرد استحقاق السند.
ويمكن للمستثمرين كذلك الحصول على حصة من أموال صناديق الاستثمار المخصصة للبيئة في العالم والبالغة قيمتها 13,8 مليون دولار، في حال ارتفعت أعداد حيوانات وحيد القرن.

توزيع المخاطر

وقال مايكل بينيت، وهو مسؤول عن حلول الأسواق والتمويل المنظم لدى البنك الدولي «نتطلع من خلال هذا المشروع إلى إحداث تغيير في شأن توزيع المخاطر، وإلى ذكر ما إذا كان هنالك طريقة لنقل جزء من أداء المشروع ومخاطره إلى جهة أخرى غير الحكومات والجهات المانحة».
وسيتلقى المنتزه والمحمية نحو عشرة ملايين دولار، إذ سيحصلان خلال السنة الأولى على نصف المبلغ تقريباً، بدل أن تذهب هذه الأموال إلى حاملي السندات.
وأوضح بينيت لوكالة فرانس برس أنّ هذه الأموال يمكن استثمارها في زيادة مراقبة الصيادين غير القانونيين عبر مسيّرات وطائرات، وفي إنشاء فتحات مائية تتيح للحيوانات أن تشرب الماء.
واحتسبت منظمة «كونسرفايشن ألفا» بشكل مستقل معدل ارتفاع أعداد وحيد القرن، فيما دققت بهذه الأرقام جمعية علم الحيوان في لندن.
وأدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية وحيد القرن الأسود ضمن فئة الحيوانات المهددة بشكل حرج بالانقراض، رغم أنّ أعداده ارتفعت في البرية لتصل إلى أكثر من خمسة آلاف، فيما سجلت أعداده أدنى مستوياتها قبل ثلاثة عقود.
ويُصطاد وحيد القرن للاستفادة من قرونه التي تُهرَّب إلى آسيا حيث تسود معتقدات خاطئة تنسب لها فوائد طبية.
وأصدرت حكومة جنوب إفريقيا الشهر الماضي تصاريح صيد سيقضى بموجبها على نحو عشرة من حيوانات وحيد القرن وعلى 150 فيلاً.
ويأتي مشروع إصدار السندات في وقت يتعرض فيه عدد متزايد من صناديق الاستثمار إلى ضغوط لحملها على الاستثمار في مؤسسات صديقة للبيئة أو تتمتع بمسؤولية اجتماعية.
وفيما يمثّل رفع أعداد وحيد القرن الهدف الرئيسي من إصدار السندات، يقدم المشروع كذلك فوائد إيجابية أخرى، بحسب ما يرى مسؤولون في البنك الدولي.
وتقول هايكي رايكلت، وهي مسؤولة عن التمويل المستدام في البنك الدولي إنّ «المشروع أُطلق عليه اسم رينو بوند (سندات وحيد القرن) لكنّه يمثل أكثر من ذلك، إذ يتمتع بفوائد ملموسة تستفيد منها المجتمعات وينطوي على حوافز هدفها حماية البيئة».
وتؤكد أن المشروع يتيح مزيداً من الوظائف، من بينها تلك التي تشغلها نساء. (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"