حققت الأسواق العالمية مكاسب جيدة خلال الأسبوع المنصرم، واختتمت تداولات يوم الجمعة في المنطقة الخضراء، حيث كان المستثمرون يتابعون المفاوضات حول الأزمة الروسية - الأوكرانية عن كثب، وشهد يوما الخميس والجمعة مجموعة من الاجتماعات رفيعة المستوى بين قادة العالم والهيئات الدولية.
والتزم الناتو بقوات إضافية على طول جناحه الشرقي، وفرضت المملكة المتحدة والولايات المتحدة مزيدًا من العقوبات على النخب والمسؤولين الروس، وأعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات بمليارات أخرى لأوكرانيا.
يأتي ذلك في الوقت الذي عانت فيه الأسواق من أسبوع متقلب آخر، مع وجود محور متشدد من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أثار الرهانات على أن السياسة النقدية سيتم تشديدها بقوة في محاولة لكبح جماح التضخم الجامح.
الأسهم الأمريكية
وفي وول ستريت، ارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بشكل طفيف عند الإغلاق، الجمعة مع ارتفاع الأسهم المالية بعد أن قفز عائد سندات الخزانة القياسي إلى أعلى مستوياته منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في الوقت الذي تراجعت فيه أسهم شركات التكنولوجيا وشركات النمو الكبيرة الأخرى.
حققت المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. فارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 0.3%. كما ارتفع ستاندرد اند بورز بنسبة 1.8%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 2%.
ارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الآن بحوالي 3.9% في مارس، ومحا خسائره التي تكبدها بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا أواخر الشهر الماضي.
جاء الانتعاش خلال الأسبوع المنصرم، حتى مع استمرار الحرب في أوكرانيا وارتفعت أسعار الفائدة إلى أعلى، حيث من المقرر أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عدة مرات هذا العام.
ويقيم المستثمرون مدى حزم مجلس الاحتياطي الفيدرالي مع تشديده السياسة بعد أن قال رئيس المجلس جيروم باول هذا الأسبوع إن البنك المركزي بحاجة إلى التحرك «بسرعة» لمكافحة التضخم المرتفع وأثار احتمال رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر مايو أيار. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات فوق 2.5 في المئة.
وعند إغلاق الجمعة، ارتفع ستاندرد اند بورز 0.53% إلى 4543.94 نقطة، فيما هبط مؤشر ناسداك المجمع 0.15% إلى 14173.22 نقطة. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 153.40 نقطة أو 0.44% إلى 34861.34 نقطة.
وفيما هبطت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة بأكثر من توقعات المحللين لتسجل أدنى مستوى منذ 43 عامًا، في إشارة قوية لاستمرار التعافي من جائحة "كورونا" رغم تداعيات غزو أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، قالت كريستالينا جيورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي، خلال الأسبوع، إن التوقعات الجديدة للصندوق والمتوقع صدورها في شهر أبريل/ نيسان المقبل ستظهر تسبُّب الحرب الأوكرانية في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
الأسهم الأوروبية
أغلقت الأسواق الأوروبية على ارتفاع طفيف يوم الجمعة، حيث واصل المستثمرون مراقبة الحرب في أوكرانيا وتقييم آفاق السياسة النقدية العالمية.
أغلق مؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا بنسبة 0.12% فقط، بعد أن عكس خسائره السابقة، ولكنه تكبد خسائر أسبوعية 0.2%. وصعدت أسهم النفط والغاز 1.2% بينما تراجعت أسهم البنوك 0.4%.
فيما يتعلق بحركة أسعار الأسهم الفردية، ارتفعت شركة «تريلبورج» السويدية بأكثر من 23% لقيادة المؤشر الأوروبي الممتاز بعد أن أعلنت شركة «يوكوهاما رابر» أنها ستشتري أعمال الإطارات الخاصة بها مقابل 2.18 مليار دولار.
الأسهم الروسية
وعانت الأسهم الروسية من رحلة قاسية، الخميس حيث عادت إلى التداول المحدود بعد شهر من وقف التداولات بسبب الحرب في أوكرانيا، والعقوبات الغربية. واستمر التقلب يوم الجمعة، وتراجع مؤشر MOEX Russia بشكل حاد ليمحو معظم مكاسب الجلسة السابقة.
أسهم اليابان
ارتفع المؤشر نيكاي الياباني للجلسة التاسعة على التوالي الجمعة في أطول سلسلة من المكاسب المتتالية منذ سبتمبر/ أيلول 2019؛ إذ أعاد المستثمرون شراء الأسهم الرخيصة حتى بعدما دفع الارتفاع الأخير المتعاملين لجني الأرباح.
وغيّر المؤشر نيكاي اتجاهه ليرتفع 0.14% إلى 28149.84 نقطة ليصعد المؤشر 4.93% هذا الأسبوع.
واستقر المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً عند 1981.47 نقطة لكنه سجل مكاسب أسبوعية 3.78%.
وقال ماساهيرو إيتشيكاوا كبير محللي السوق في سوميتومو ميتسوي دي.إس. لإدارة الأصول «استوعب المستثمرون تأثير الحرب الروسية الأوكرانية الجارية في حين أُخذت بالفعل زيادات أسعار الفائدة الأمريكية في الاعتبار».
وزاد سهم شركة طوكيو إلكترون المصنعة لمعدات الشرائح بنسبة 0.63%.
وقفز سهم شركة شيونوجي 4.49% بعد أن وقعت شركة الأدوية اتفاقية مع الحكومة اليابانية لتزويدها بعلاج لكوفيد-19 يؤخذ عن طريق الفم تطوره الشركة حالياً.
وعلى الجانب الآخر تراجع سهم مجموعة سوفت بنك للاستثمار التكنولوجي وشركة الهواتف كيه.دي.دي.آي 0.25% و1.85% على التوالي.
(وكالات)
