عادي
الكرملين: «جازبروم» أمامها 4 أيام للتحويل إلى العملة الوطنية

الغاز الروسي بالروبل.. من يدفع الثمن؟

13:10 مساء
قراءة 3 دقائق
اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة أن مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدفع ثمن شحنات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي بالروبل وليس بالدولار أو اليورو، «غير ممكنة» و«لا تنص عليها العقود».
رداً على سؤال وجه له إثر القمة الأوروبية في بروكسل حول الإعلان الذي أصدرته موسكو الأربعاء، قال ماكرون إن الطلب الروسي «لا يتماشى مع ما تم التوقيع عليه، ولا أرى سبباً لنطبقه».
وأضاف «نواصل عملنا التحليلي»، لكن «جميع النصوص الموقعة واضحة: هذا محظور. لذا يتعين على الفاعلين الأوروبيين الذين يشترون الغاز ويتواجدون على الأراضي الأوروبية أن يدفعوا باليورو».
وشدد إيمانويل ماكرون على أنه «من غير الممكن القيام بما هو مطلوب، وهو أمر لا تنص عليه العقود».
واعتبر الرئيس الفرنسي أن موسكو تسعى بهذا المطلب إلى إنشاء «آلية التفاف» على العقوبات الاقتصادية والمالية التي فرضها الأوروبيون في أعقاب غزو أوكرانيا.
من جانبها، أعربت ألمانيا المعنية بشراء الغاز الروسي، عن استنكارها «خرق العقد» من جانب بوتين الذي أمهل حكومته أسبوعاً لوضع نظام الدفع الجديد بالروبل.
وتعتمد ألمانيا بشكل كبير على الغاز الروسي الذي يمثل حوالي 55 في المئة من إجمالي وارداتها الغازية.
ورغم الحرب الدائرة في أوكرانيا، يستمر الغاز الروسي في التدفق إلى الاتحاد الأوروبي الذي يرفض فرض حظر عليه. لكن الدول الأوروبية تعهدت الإسراع في خفض اعتمادها على الغاز الروسي.
وقال الرئيس الفرنسي «نحن مشتر كبير جداً للغاز الروسي وما نعتبره نقطة ضعف بالنسبة لنا هو أيضاً نقطة ضعف لروسيا التي لا تستطيع تغيير هيكلية خطوط أنابيبها بين ليلة وضحاها».
أوامر بوتين
وقال الكرملين، الجمعة إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر شركة جازبروم، عملاق الطاقة الروسي، بقبول مدفوعات صادراتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا بالروبل وإنه يجب عليها تحديد كيفية تحويل المبيعات التي تقدر بمليارات الدولارات إلى الروبل في غضون الأيام الأربعة المقبلة.
وأعلن بوتين، الأربعاء أول رد فعل ضمن مجموعة من ردود الأفعال على ما وصفه الكرملين بإعلان حرب اقتصادية على أكبر قوة نووية في العالم.
وقال بوتين إن روسيا، التي تمد أوروبا بأربعين في المئة من احتياجاتها من الغاز، تتوقع أن تحصل على مقابل بيعها للغاز الطبيعي بالروبل، في واحد من أقوى التحولات في سياسات الطاقة الروسية منذ قيام السوفييت بمد خطوط أنابيب لنقل الغاز من سيبيريا إلى أوروبا في بداية السبعينات.
وسيمثل ذلك أيضاً مشكلة محتملة لجازبروم، أكبر شركة للغاز الطبيعي في العالم من حيث الاحتياطيات.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين «هناك تعليمات أصدرها رئيس الاتحاد الروسي لجازبروم بقبول المدفوعات بالروبل».
وأضاف بيسكوف أن جازبروم، أمامها أربعة أيام لتدبير نظام للدفع بالروبل. وقال «سيتم إبلاغ مشتري منتجات جازبروم بهذه المعلومات».
وفي الوقت الذي تتنازع فيه دول الاتحاد الأوروبي فيما بينها على فرض مجموعة إضافية من العقوبات على روسيا هذا الأسبوع، قال بوتين إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تخلفا عن الوفاء بالتزاماتهما ونسفا الثقة في الأصول المقومة بالدولار واليورو من خلال قيامهما بتجميد احتياطيات روسيا في الخارج.
وقال: «قطعاً ليس هناك أي معنى لإمداد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالبضائع مقابل الدولار واليورو والعملات الأخرى».
ولا تزال الآلية، التي سيتم بموجبها دفع صادرات الغاز الروسي التي تصل قيمتها إلى 880 مليون دولار في اليوم، غير واضحة. وتمثل المدفوعات باليورو 58 في المئة من صادرات جازبروم بينما تشكل المدفوعات بالدولار 39 في المئة في حين تمثل المدفوعات بالجنيه الاسترليني نحو ثلاثة في المئة.
وتمثل الخطوة التي اتخذها بوتين ثورة في سوق الغاز، ذلك أن الاتحاد السوفييتي الشيوعي نفسه قبل دفع قيمة صادراته من الطاقة بالعملات الأجنبية. ولم يتضح على الفور ما إذا كان التحول إلى الدفع باليورو سيمثل انتهاكاً للتعاقدات. وقالت كثير من الشركات المستوردة إن العقود طويلة الأجل مع جازبروم تنص على أن يتم الدفع باليورو أو بالدولار الأمريكي وليس بالروبل الروسي.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"