كشف الروبوت الجوّال «برسيفرنس» التابع لوكالة «ناسا»، أسرار المشهد الصوتي المذهل للمريخ، وتبيّن مما سجلته العربة الجوالة أن الكوكب الأحمر هادئ، ينتقل فيه الصوت ببطء وبسرعتين مختلفتين.
وما إن هبط روبوت وكالة الفضاء الأمريكية على سطح المريخ قبل أكثر من عام بقليل، حتى أرسل أول تسجيل صوتي بواسطة ميكروفون على المريخ في تاريخ الاستكشاف الفضائي، بترددات يمكن للأذن البشرية سماعها، محققاً ما عجزت عنه البعثات السابقة.
وبيّن هذا التسجيل الصوتي الأول وجود أنظمة اضطراب لم تكن معروفة من قبل على المريخ، بحسب المعدّ الرئيسي للدراسة سيلفستر موريس، وهو المدير العلمي المشارك لأداة «سوبركام» التي يحملها الروبوت، وعليها ثُبّت الميكروفون.
وأمكنَ قياس سرعة الصوت ميدانياً، وتبلغ 240 متراً في الثانية، فيما هي 340 متراً في الثانية على كوكب الأرض. ومن غير المستغرب أن تكون سرعة الصوت أبطأ، نظراً إلى تكوين الغلاف الجوي للمريخ (يشكّل ثاني أكسيد الكربون 96% منه، في مقابل 0.004% على الأرض) وضغطه المنخفض جداً (170 مرة أكثر من الأرض).إلا أن المفاجأة جاءت من صوت الليزر الذي بلغ 250 متراً في الثانية.
وفي الواقع ثمة سرعتا صوت على المريخ: واحدة للأصوات العالية الحدة (الليزر) والأخرى لتلك المنخفضة الحدة (المروحية). وإضافة إلى ذلك «يكون توهين الصوت أقوى على المريخ منه على الأرض، خصوصاً الصوت العالي الحدة الذي يتلاشى بسرعة كبيرة، حتى على مسافة قصيرة»، وفق البحث العلمي.
ومن شأن ذلك أن يجعل «المحادثة صعبة بين شخصين تفصل بينهما 5 أمتار فقط»، بحسب المركز الوطني للبحوث العلمية.
