عادي

الانتخابات الفرنسية.. ماذا تقول الساعات الأخيرة قبل بدء السباق؟

16:08 مساء
قراءة 3 دقائق
باريس - أ ف ب
قبل يومين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية يغتنم المرشحون، الجمعة، الساعات الأخيرة من الحملة لتكثيف التحركات على الأرض والتجمعات والإطلالات الإعلامية، سعياً لتحفيز الناخبين على أمل إقناع المترددين والمقاطعين المحتملين.
وبعد سلسلة أخيرة من التجمعات، مساء الخميس، تنتهي الحملة عند منتصف ليل الجمعة.
وسيحظر بعد ذلك على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة، أو استطلاع للرأي، أو تقديرات قبل صدور النتائج، الأحد.
ووزعت حتى بعد ظهر الخميس 69% من الظروف الانتخابية الـ47,9 مليون، التي تحتوي على برامج المرشحين الـ12 على الناخبين، بحسب وزارة الداخلية.
أما في مقاطعات ومناطق ما وراء البحار، أي غوادلوب وغويانا ومارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان وسان بيار وميكلون وبولينيزيا الفرنسية، حيث تنظم الانتخابات، السبت، فقد انتهت الحملة في منتصف ليل الخميس.
وكانت حملة الدورة الأولى من الانتخابات خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، إذ شلّتها أزمة وباء كوفيد-19 وهيمنت عليها الحرب في أوكرانيا.
وبتسببه بارتفاع حاد في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، أبرز الغزو الروسي لأوكرانيا الحاجة الملحّة لمعالجة الموضوع الذي يتصدر هواجس الفرنسيين وهو القدرة الشرائية.
وفي هذا السياق، تشير نوايا الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى سيناريو مماثل لعام 2017، حين انتقل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (الجمهورية إلى الأمام)، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.
لكن هل سيناريو كهذا مؤكد هذه المرة؟ في حال تكرار المواجهة الأخيرة بين ماكرون ولوبن، قد تتفكك «الجبهة الجمهورية» التي قطعت الطريق أمام مرشحة التجمع الوطني، في ظل تيار «مضاد للماكرونية» نشأ في صفوف الرأي العام خلال الولاية الرئاسية من خمس سنوات.
وحققت لوبن التي عملت على إظهار نفسها في موقع أكثر اعتدالاً ولو أن برنامجها يبقى «راديكالياً» في موضوعَي الهجرة ومؤسسات الدولة، تقدماً بمقدار نقطتين خلال أسبوع لتصل إلى 22% من نوايا الأصوات.
أما ماكرون الذي اقتصرت حملته على الحدّ الأدنى، فسجل انحساراً بالمقدار ذاته إلى 26% من نوايا الأصوات، بحسب آخر استطلاع للرأي أجراه معهدا «أوبينيون واي» و«كيا بارتنرز» ونشرت نتائجه، الخميس.
ويتقلص الفارق أكثر في الدورة الثانية، حيث تشير التوقعات إلى فوز ماكرون على لوبن بنسبة 53% في مقابل 47%، بالمقارنة مع 55 مقابل في 45% قبل أسبوع.
وأوضح ماكرون في صحيفة «لو باريزيان»، الجمعة، أن «المبادئ الجوهرية» لمرشحة التجمع الوطني «لم تتغير: إنه برنامج عنصري يهدف إلى إحداث شرخ داخل المجتمع وهو كثير التشدد»، مضيفاً أن «مارين لوبن لديها برنامج اجتماعي كاذب لأنها لا تموّله».
أما مرشّح «فرنسا المتمردة» جان لوك ميلانشون، الذي يأتي في المرتبة الثالثة بحصوله على نحو 16% من نوايا الأصوات، فيأمل في بلبلة اللعبة، مناديا بضرورة اعتماد «التصويت المفيد» الذي سيسمح لليسار بالوصول إلى الدورة الثانية.
وسيكون مستوى المقاطعة أحد المفاتيح لتفسير نتائج الانتخابات، في وقت يتوقع أن يبلغ، أو حتى يتخطى النسبة القياسية المسجلة عام 2002 وقدرها 28,4% (22,2% عام 2017).
وسعياً للحفاظ على حضور إعلامي حتى اللحظة الأخيرة، أعطى ماكرون مقابلة لإذاعة «إر تي إل» باكراً، صباح الجمعة، ويتوقع أن يقوم بمقابلة ثانية للوسيلة الإعلامية الإلكترونية «بروت» التي يتابعها جمهور من الشباب.
كذلك حضرت مارين لوبن من بيربينيان في برنامج صباحي على إذاعة فرانس إنفو، قبل أن تزور في المدينة نصب الفرنسيين المفقودين في الجزائر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"