عادي

تعرف إلى أشهر ملحمة شعرية إيطالية

16:59 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة:عثمان حسن
رصدت أعمال أدبية رصينة، وصفت بالملاحم الشعرية الكبرى في تاريخ العالم، حكايات وأساطير الشعوب، فصارت تتردد على الألسنة، وتتناقلها الأجيال المتعاقبة، بما تضمنته من أبعاد تاريخية وإنسانية، وما فيها من رقي أدبي ساحر وخلاب.
من بين هذه الملاحم «الكوميديا الإلهية» للإيطالي دانتي أليجيري، التي تعتبر من أبرز أعماله، وأليجيري عاش بين 1308 و 1321 ميلادية، وينظر كثير من المختصين إلى هذه الملحمة باعتبارها من أفضل الأعمال الأدبية على المستوى العالمي، وهي تلخص فلسفة القرون الوسطى، وتقسم إلى ثلاثة أجزاء: (الجحيم، المطهر، والجنة)، وهي في الحقيقة رحلة تخيلية عبر ثلاثة عوالم في الحياة الآخرة.
وبطل هذه الملحمة هو دانتي نفسه التائه عند مفترق الطرق وسط غابة مظلمة تغصّ بالذنوب، ويرى دانتي أن مصدر الشر هو الإنسان ذاته، فهو بالتالي يحتاج إلى مطهر حيث يعبر عن ذلك في القصيدة رقم 16: «إذا كان العالم الحالي منحرفاً وضالاً فابحثوا عن السبب في أنفسكم»، ذلك لأن الإنسان كما يرى دانتي يبحث دائماً عن مصدر الشر في ما حوله منزهاً نفسه وملقياً المسؤولية على الآخرين. وتكمن المأساة، في رأي دانتي، في العقول النائمة، فالمدانون في الجحيم هم أولئك الذين فقدوا القدرة على التفكير والإدراك والفهم. وهو عندما ينظر إلى أعماق الإنسان يرى أن قلبه يتآكله الحسد والبخل والطمع.
الخير عند دانتي هو كناية عن النور، وكلما كان الإنسان صالحاً فهو أقرب إلى الله، أما المطهر الذي يحتاجه الإنسان، فهو يقع في جزيرة صغيرة وسطها غابة تنبض بالحياة وترمز إلى فردوس الإيمان على الأرض.. الخ.
كتب دانتي هذه الملحمة أثناء وجوده في المنفى في فلورنسا بين 1302 وموته 1321. هي أول عمل مهم يكتب بالعامية الإيطالية وكتب على طريقة «التيرزا ريما» وهي أبيات ثلاثية النغم اخترعها المؤلف. جعل دانتي بداية قصته في الخميس المقدس 1300 حين كان يبلغ 35 عاماً من العمر. وأشار إلى بلوغه منتصف العمر في الأبيات الافتتاحية من القصيدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"