عادي
المشاركون في مجلس الخليج الرمضاني بأبوظبي:

تصدي الإمارات لجائحة «كورونا» نموذج عالمي في مواجهة الأزمات

01:05 صباحا
قراءة 5 دقائق
جانب من المجلس تصوير محمد السماني

أبوظبي: عماد الدين خليل
أكد المشاركون في مجلس «الخليج» الرمضاني، الذي استضافه عيضة مبخوت بن سنية المنهالي في منزله بمنطقة بني ياس بأبوظبي، أن تصدّر الإمارات دول العالم في التعامل مع جائحة كوفيد19، نموذج عالمي متفرد يرتكز على التوازن الاستراتيجي بين جميع الأجهزة الوطنية والقطاعات المعنية والتكامل بينها لإدارة الأزمة في ظل الأوقات الحرجة والوصول إلى طريق التعافي التام من تداعيات انتشار الفيروس.

وأشادوا بجهود الدولة في التعامل مع جائحة كوفيد19 منذ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس والإجراءات الوقائية المشددة التي تم اتخاذها للحفاظ على صحة المجتمع، مثمنين مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلون هم»، والتي كانت بارقة أمل وطمأنينة للمجتمع في الوقت التي كانت فيه أزمة كورونا تروع العالم، وحتى مقولة سموه «أبشركم الأمور طيبة، والوضع الصحي في دولة الإمارات طيب، خرجنا من أزمة كورونا بخير، وتعلمنا منها دروساً، وتجارب عديدة، ونحمد الله على بداية عودة الحياة إلى طبيعتها في دولة الإمارات».

1
عيضة مبخوت المنهالي

أكد المشاركون أن صحة الإنسان وعافية المجتمع، أولوية قصوى لدى القيادة الرشيدة والجهات الصحية المختصة النابعة من المبادئ التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في تأسيس دولة الإمارات للحفاظ على صحة الموطنين وكل من يقيم على أرض دولة الإمارات.

ورحب عيضة مبخوت بن سنية المنهالي بالحضور في المجلس الذي أقيم وسط إجراءات من التباعد الجسدي والاقتصار على حضور أعداد بسيطة للحفاظ على صحة الجميع وتأكيداً على الاستمرارية في الإجراءات الوقائية، كما لوحظ مشاركة عدد من الأطفال في إطار الحرص تعريف الأطفال بأهمية المجالس والالتزام بالعادات والتقاليد.

النظام الصحي

وقال إن الإمارات أظهرت كفاءة كبيرة في اتخاذ إجراءات وقائية ضد تفشي فيروس كوفيد 19، وساهمت في إجلاء الطلاب العرب من مدينة ووهان الصينية (بؤرة تفشي الوباء)، وأثبتت المنظومة الإماراتية من خلال تعاملها السريع مع الوضع المستجد قدرتها على تحصين المجتمع وضمان سلامة جميع أفراده، مواطنين ومقيمين.

وأضاف أن الدولة تراهن على مستوى الوعي المجتمعي في التزام الأفراد بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية، وتحمل الجميع لمسؤولياته، لضمان أكبر قدر من السيطرة والتحكم والمضي قدماً إلى مرحلة التعافي التام من الأزمة والعودة للحياة الطبيعية كما كانت، لافتاً إلى أن فترة جائحة كوفيد19 على الرغم من تأثيراتها الاقتصادية فترة الإغلاقات نبعت منها إيجابيات أهمها تعزيز الوعي الصحي لأفراد المجتمع من خلال اتباع نظام غذائي صحي لرفع المناعة وممارسة الرياضة.

وأكد المنهالي أن الفترة المقبلة وخاصة خلال شهر رمضان واحتفالات عيد الفطر وعودة الحياة إلى طبيعتها، تتطلب تشديد الالتزام بالإجراءات الوقائية للحفاظ على مكتسبات الدولة ونجاحاتها وتعزيز مرحلة التعافي من الأزمة.

الإجراءات الوقائية

وقال حمدان عيضة المنهالي، إن سرعة الإمارات في التعامل مع الأزمة بدعم القيادة الرشيدة عززت قدرات القطاع الصحي على مواجهة أي أوبئة أو أمراض مستقبلاً، لافتاً إلى أن تلك الإجراءات لم يشاهدها في أي من دول العالم خلال عدة سفريات قام بها أثناء الجائحة لطبيعة عمله، حيث كانت الإمارات وقتها وما زالت الأكثر أماناً في العالم في مواجهة كوفيد19 وتعد من أوائل الدول التي وصلت لمرحلة التعافي من الجائحة بسبب إجراء الفحوص والالتزام المجتمعي وارتفاع نسب التطعيم ضد الفيروس والتي لا تزال عدد من الدول تعاني عدم توفر اللقاحات.

وأشار إلى أن الأزمة غيرت طبيعة وحياة المجتمع من خلال ممارسة العادات الصحية بسبب زيادة الوعي بالإضافة إلى الالتزام الكبير بالإجراءات الوقائية التي أصبحت نهجاً مجتمعياً مستمراً حتى بعد مرحلة التعافي، مطالباً كافة أفراد المجتمع بالاستمرار في تشديد الإجراءات الوقائية خلال الفترة المقبلة حتى لا تضيع إنجازات الدولة بسبب التهاون في بعض الإجراءات.

الشفافية والوضوح

وقال بخيت محمد مسلم المنهالي، إن دولة الإمارات حرصت ومنذ تفشي الفيروس على إطلاع المجتمع بكل شفافية ووضوح على تطورات الأزمة وطبيعة الحالات المصابة من خلال الإحاطة الإعلامية للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث التي كانت له دور كبير جداً لم نره في أي دولة في العالم في تعزيز وعي المجتمع بما يحدث والإعلان عن الإجراءات الخاصة المختلفة التي يتم إقرارها لمواجهة الأزمة والتي حدت من الشائعات وطمأنت مجتمع الدولة خلال الأزمة وكيف يتم التعامل معها.

وأضاف أن الدولة تكفلت بأعباء مالية كبيرة على الحالات المصابة خلال الأزمة من خلال تكاليف العلاج للحالات الحرجة المصابة بفيروس كوفيد19، حيث كان يتم علاج أي مصاب في الدولة مجاناً وبرعاية لم يتخيلها الجميع في وقت الأزمة، كما تكفلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برعاية كافة أسر المتوفين بسبب كوفيد19 من جميع الجنسيات في الدولة، بالإضافة إلى تأسيس «صندوق الإمارات - وطن الإنسانية» لتوحيد الجهود الوطنية للتصدي لوباء كوفيد-19، ووفرت الدولة أيضاً مساعدات طبية وإنسانية للدول الأخرى للتخفيف من معاناة شعوبها في مواجهة هذه الجائحة لتسطر بذلك مبادئ وقيماً إنسانية أُسست عليها دولة الإمارات.

زيادة الإنتاجية

وقال بخيت عيضة المنهالي، إن جهود الدولة بدعم القيادة الرشيدة في مواجهة الأزمة وحتى مرحلة التعافي التي وصلنا لها تعد نموذجاً يحتذى به في التعامل مع أي أزمات قد تحدث في المستقبل، وشكلت الأزمة دروساً استفادت منها كافة مؤسسات الدولة وأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين والتي من أبرزها تغيير ثقافة المجتمع في زيادة الإنتاجية في العمل من خلال العمل «عن بعد» وتبني عادات صحية من كافة النواحي الصحية والجسدية والنفسية.

وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز ذلك التغير في الثقافة من خلال زيادة الالتزام بالإجراءات الوقائية وخاصة خلال الشهر الفضيل وإجازة عيد الفطر التي بطبيعتها يتجمع الأفراد فيها وغيرها من عادات مجتمع دولة الإمارات، لافتاً إلى أن هناك فئة كبيرة من الشباب أصبحت الآن تحافظ على ممارسة الرياضة بطرق مختلفة لزيادة التوعية خلال الأزمة بضرورة رفع المناعة لمواجهة أي أمراض.

وطالب كافة الأفراد بضرورة زيادة الإنتاجية في العمل لخدمة المجتمع، وعدم الإسراف في الطعام والشراب خلال شهر رمضان وخاصة في ظل ارتفاع الأسعار وتأثر سلاسل الإمداد العالمية.

البيئة المدرسية

وقال مبارك عيضة المنهالي، إن الإمارات اتخذت عدداً من الإجراءات الوقائية لضمان سلامة طلاب المدارس خلال الأزمة وأن تكون البيئة المدرسية صحية وخالية تماماً من أية مسببات لانتشار الفيروس مثل تقديم إجازة الربيع لجميع المدارس ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، وتطبيق التعليم عن بعد، وتنظيم برنامج لتعقيم المدارس والجامعات ووسائل نقل الطلاب، إلى جانب الإجراءات والتدابير الداخلية في المنظومة التعليمية، وغيرها والتي ساهم بشكل كبير في استمرار نجاح المنظومة التعليمية في الدولة بفضل البنية التحتية لدولة الإمارات.

المقيمون في الخارج

وأضاف عيضة مبخوت المنهالي، إن الإمارات قدمت درساً كبيراً في الاهتمام ودعم كافة المقيمين على أرض الدولة أثناء تعليق السفر وتصادف وجودهم خارج الدولة من خلال منحهم مدة كبيرة للبقاء في الخارج وعدم إلغاء إقامتهم وغيرها من الإجراءات التي سهلت العودة إلى الدولة للعالقين في دول مختلفة ولديهم أسرهم في الإمارات، ما ساهم في زيادة وتعزيز ولاء وحب المقيمين لدولة الإمارات في أوقات تخلت الكثير من دول العالم عن المقيمين خارج أراضيها أثناء الأزمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"