عمرو سعد أم مصطفى شعبان؟

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

شريكا النجاح في رمضان 2021 قررا الانفصال في 2022 ليختار كل منهما العمل الذي سيطل من خلاله على نفس الجمهور الذي أحبهما معاً وصفق لهما، فمن أحسن الاختيار ومن فشل؟ 
نلوم على المنتجين والمؤلفين استغلال نجاح مسلسل لخلق جزء ثان وربما أجزاء متتالية منه حتى ولو لم يكن يحتمل الإطالة، فقط من باب استغلال النجاح وارتباط الجمهور بالعمل وفريقه، في حين أن الجمهور نفسه ينجرف أحياناً خلف عاطفته ويطالب بأجزاء جديدة أو يتمنى على أي نجمين نجحا في العمل معاً تكرار التجربة وعدم فك الارتباط الفني وكأنه الضمان المؤكد لاستمرار حالة النجاح تلك. 
النجاح الذي حققه العام الماضي مصطفى شعبان وعمرو سعد كثنائي في مسلسل «ملوك الجدعنة»، جعل المنتج صادق الصباح يجدد التعاقد مع عمرو سعد ومصطفى شعبان لتقديم مسلسل يشاركان به للعام الثاني على التوالي في رمضان 2022، وقال وقتها إنهم يدرسون فكرة تقديم جزء ثان من المسلسل، لكن رمضان جاء و«ملوك الجدعنة» لم يأت، فإذا بالشريكين ينفصلان، عمرو سعد يقدم «توبة» ومصطفى شعبان يأخذ اتجاهاً مختلفاً تماماً ليقدم «دايماً عامر».
من يستحق التصفيق هذه المرة، ومن نجح في اختيار العمل والصورة التي يطل بها على الجمهور كي يحافظ على نفس مستوى النجاح؟ بدون أي شك، الدفة تميل لصالح مصطفى شعبان، أولاً لأنه غيّر جلده وانتقل إلى دراما اجتماعية كوميدية، وشخصية عامر بعيدة كل البعد عن «سفينة» الشخصية التي قدمها في «ملوك الجدعنة»، في حين أن عمرو سعد أصر على استغلال المسلسل الذي ذاق طعم نجاحه العام الماضي وشخصية «سريّة» ليقدم نسخة منهما في المسلسل الذي يحمل اسم الشخصية «توبة»، إخراج أحمد صالح وتأليف ورشة من المؤلفين الشباب، تماماً مثل «دايماً عامر» من تأليف ورشة من الشباب تحت إشراف المؤلف أحمد عبدالفتاح وإخراج مجدي الهواري. 
عمرو سعد يخطئ في تعمده التكرار، ويخطئ في سلوكه مسلك محمد رمضان، معتمداً على تعرية الصدر في المسلسل واللعب على فكرة الفتوة والعضلات والمكافح المظلوم ابن العشوائيات الذي يخطئ ولكنه ينتصر للحق ويدافع عن المظلومين، ومثل مسلسلات محمد رمضان ومثل «ملوك الجدعنة» اعتمد عمرو سعد على جرعة مكثفة من الإفيهات يغري بها الجمهور فتصير ويصير معها على كل لسان؛ لكن الحسبة لم تكن دقيقة هذه المرة، والإفيهات لم تعط سعد النجاح الذي تمناه، بل أغضب أهل بور سعيد لما في المسلسل من عشوائيات وبلطجة غير موجودة في الواقع هناك. 
مصطفى شعبان نجح في قراره الانتقال إلى دفة مختلفة، فيظهر لجمهوره بشكل جديد ويستطيع التنويع وتقديم طاقات متنوعة مما يملك من موهبة، وهذا لا يمنع من أن يعود مرة أخرى لمسلسل من نوعية «ملوك الجدعنة».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"