عادي
مجلس «الخليج» الرمضاني بضيافة مجلس أولياء الأمور بدبا الحصن

التعليم في «الخمسين المقبلة».. قفزات في الابتكار والقدرات الفردية

22:19 مساء
قراءة 4 دقائق
جانب من حضور المجلس

الشارقة: محمد الماحي

أوصى مجلس «الخليج» الرمضاني الذي استضافه مجلس أولياء الأمور بدبا الحصن وأداره محمد راشد رشود رئيس المجلس، بالتواصل الفعال بين المدرسة وأولياء الأمور لأنه بمثابة معادلة تحقق أعلى درجات التفوق، حيث إن المدرسة والبيت يسهمان في سير العملية التربوية بشكل صحيح، بما يحقق وصول الطلبة إلى أعلى درجات النجاح، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين الطرفين، كما أوصى المجلس بأن تكون ملامح المرحلة المقبلة للتعليم خلال الخمسين عاماً المقبلة قائمة على الابتكار المستمر والاستباقية والمرونة والتقنية، والتركيز على القدرات الفردية والتخصصية للطلبة واستقطاب المواهب.

وأجمع الحضور على أن مسيرة التعليم انطلقت في الدولة بخطى حثيثة طوال العقود الأربعة الماضية منذ قيام الاتحاد، وحتى الآن، مسجلة مراحل مهمة شهدت جهوداً كبيرة بذلتها الدولة وتبذلها من أجل تطوير التعليم، كماً ونوعاً، على الصعد كافة، حيث تحول التعليم من الكتاتيب إلى التعليم بكبسة زر بالألواح الذكية وخواص منصات التعلم عن بُعد.

حضارات قديمة

ويقول الباحث محمد عبدالرحمن صالح الطنيجي: «يرجع تاريخ التعليم في الإمارات إلى حضارات قديمة تم العثور على آثارها في عدة مواقع تاريخية، وفي تلك الفترة الأولى كان الإنسان يطور نفسه عن طريق التعليم الذاتي، واكتساب المعرفة بالمحاكاة والاحتكاك، وفي فترة لاحقة ظهر التعليم الذي مارسه معلمون توفرت لديهم معرفة في علم من العلوم، وهكذا تطور التعليم في الإمارات من النمط التقليدي البسيط إلى شكل آخر من التعليم القائم على الدروس والمقررات والأنظمة، لذا نستطيع أن نحدد من خلال حديثنا عن التطور التاريخي للتعليم أربعة أنواع من النظم التعليمية التي ظهرت في الإمارات عبر التاريخ هي تعليم الكتاتيب أو المطوع، تعليم الحلقات العلمية، تعليم تطوري أو شبه نظامي، التعليم النظامي الحديث».

وأضاف: «أما الانطلاقة الكبرى للتعليم فقد حدثت منذ الثاني من ديسمبر/ كانون الأول عام 1971م، وهو اليوم الذي أعلن فيه عن قيام دولة الإمارات، فتأسست الوزارات الاتحادية ومنها وزارة التربية والتعليم، التي تولت مسؤولية الإشراف على التعليم في مراحله المختلفة، وانتشرت خلال تلك الفترة المدارس الحكومية المجهزة بأحدث الأجهزة والوسائل، وذات الطراز المعماري الراقي، واستقدمت الدولة البعثات التعليمية من مختلف البلدان العربية لتساهم في تطور التعليم الحديث، وهكذا شهدت دولة الإمارات خلال تلك الفترة قفزة كبيرة في مجال التعليم أدى إلى زيادة نسبة المتعلمين من بين أفراد الشعب والقضاء على الأمية، ثم حدث تطور كبير في مجالات وأنواع التعليم ومراحله».

مرتكزات المستقبل

اما التربوي أحمد عبد الله القصيب النقبي رئيس لجنة التميز والتطوير في مجلس أولياء أمور دبا الحصن، فتناول محور التعليم المعاصر والنظرة المستقبلية للتعليم تحدث فيه عن تطور التعليم في دبا الحصن وما وصلت له الدولة من تطور تعليمي على جميع الصعد، وتطرق إلى مرتكزات مستقبل التعليم الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي والصف المقلوب والتعليم عن بعد والتعلم الذكي وتطوير المعلم لمواكبة المستجدات التكنولوجية.

وأضاف: «إن الحاضر والمستقبل يتطلبان تعزيز الابتكار وتوفير مستوى تعليمي متقدم، يعززه الذكاء الاصطناعي، ويتماشى مع سوق العمل، وهذه التحديات تدور في فلك الاتجاهات الرئيسة لعصر التعليم الرقمي والذي يقود المؤسسات التعليمية إلى تغيير سياستها والاعتماد على مناهج هجينة بعيدة عن التعليم التقليدي، وتنمية المهارات وتحفيز الابتكار لدى الطلاب».

وتابع: «إن هناك فجوة بين مخرجات التعليم والتخصصات المطلوبة في سوق العمل، ولذلك يجب على الطالب في المقام الأول اختيار تخصص يجيد فيه ويتقنه بشكل كبير، على أن يكون هذا التخصص بؤرة جذب للقطاع الخاص وكبرى الشركات العالمية، ولا شك في أن المستقبل يفتح أبوابه للتخصصات التقنية المستخدمة في القطاع الصحي والمواصلات، إضافة إلى علوم الفضاء، والجيل السادس من الاتصالات الحديثة، والمدن الذكية وكفاءتها من حيث البنية التحتية ووسائل النقل والكهرباء، إضافة إلى الطاقة المتجددة والاعتماد على الطاقة الشمسية، وأيضاً تكنولوجيا «النانو» المستخدمة في الكشف المبكر عن الأمراض».

وسرد الحكايات

وتحدث عبيد خلفان الغول السلامي عضو المجلس الوطني الاتحادي، عن أهمية توثيق مسيرة التعليم في الإمارات.. من «الكتاتيب» إلى الدراسة عن بُعد والذكاء الاصطناعي، وسرد الحكايات عن التعليم من خلال الجهات المختصة في التراث.

وقال إن الإمارات في استشرافها لمستقبل أفضل لأبنائها، تسعى وبرؤية قيادتها الرشيدة نحو إحداث خطوة فارقة في مسيرة التعليم، تكفل لها تخريج أجيال متعاقبة تتمكن بما تكتسبه من معارف وعلوم، من الحفاظ على مكتسبات وإنجازات الدولة من جهة، ومن جهة أخرى تكون قادرة على مواصلة مسيرة التنمية والازدهار التي تشهدها الإمارات حالياً.

وتابع: «يحتل النظام التعليمي لدولة الإمارات مكانة متقدمة في أجندة التنمية البشرية، كما تحظى جهود تطوير التعليم برعاية خاصة من قبل قيادة الدولة الحكيمة، التي لا تدخر وسعاً في تعزيز الجهود الرامية إلى الارتقاء بمستوى المدرسة الإماراتية».

أجيال واعدة

واكد سليمان محمد بن جمعوه اليحيائي، أهمية تطوير وسائل التعليم المعاصر والذي يجب أن تتظافر جميع الجهود من مؤسسات تعليمية ومعلمين وأولياء الأمور للنهوض بالتعليم لمواكبة الخمسين المقبلة للوصول لمئوية دولة الإمارات.

كما أثنى على الجهود التي يقدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لدعم التعليم، وحرص سموه على بناء أجيال واعدة واعية ومثقفة لديها شغف بالعلم والتعلم، وتنشئتهم التنشئة السليمة القائمة على النهل من العلوم والمعارف المختلفة لتوثيق صلتهم بعصر المعرفة وجعلهم عالميين وعصريين في تفكيرهم، وقد حرص سموه على تمهيد الطريق لإحراز الشارقة مكتسبات ثقافية وحضارية متتالية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"