عادي

هجمات متبادلة بين ماكرون ولوبن قبيل جولة «الحسم»

02:11 صباحا
قراءة 3 دقائق

باريس - أ ف ب
احتدت اللهجة الجمعة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن المرشحان في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية مع تبادلهما الاتهام ب«الوحشية»، والاستبداد وفي تجمّع مساء الخميس في أفينيون جنوب فرنسا، دعت لوبن إلى «قطع الطريق» على الرئيس المنتهية ولايته، ما يعد هجوماً مضاداً لأن «قطع الطريق» في فرنسا عبارة تستعمل تاريخياً ضد اليمين المتطرف.
وقالت لوبن في تصريح لوسائل إعلام، الجمعة «أنتم لا تصدقون أن هناك عشرات الملايين من الفرنسيين يعتبرون حكومة إيمانويل ماكرون استبدادية للغاية، وأنه حكم بمفرده، بوحشية، وأنه قمع تظاهرات؟».
وعلى أثير إذاعة «فرانس إنفو»، رد ماكرون الذي سبق أن اتهم منافسته بـ«الانحراف الاستبدادي»، بأن برنامجها اليميني المتطرف ليس «تجسيدا للطيبة».
وقبل تسعة أيام من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية يحافظ ماكرون على تقدمه في استطلاعات الرأي بحصوله على نسبة تراوح بين 53 و55% أي بهامش أقل بكثير مما حققه قبل خمس سنوات بفوزه على لوبن بنسبة 64 % في مقابل 36%.
ويواصل المرشحان النهائيان إرسال إشارات إلى الناخبين من اليسار الذين ينتظر أن تكون أصواتهم حاسمة في الانتخابات.
وردا على سؤال حول إمكانية تعيين رئيس وزراء من اليسار، أجاب ماكرون قائلاً: «لا أستبعد أي شيء أبداً».
ماكرون الذي يقدم نفسه على أنه «ليس من اليمين ولا من اليسار» اعتبر أن مبلغ المكافآت التي يتلقاها قادة مجموعة السيارات ستيلانتيس «صادمة ومفرطة»، معرباً عن دعمه مقترح «تحديد سقف» لهذه المنح.
واعتبرت لوبن التي تفتخر بتمثيلها «فرنسا المنسية» وركّزت خلال حملتها حول موضوع القوة الشرائية، أن سياسات ماكرون تخدم «قلّة» من الشعب.
وبالنسبة لماكرون، فإن الحملة بين الدورتين ليست مثل حملة الجولة الأولى التي جرت في ظل الحرب في أوكرانيا، وشارك خلالها في تجمّع واحد فقط، وكانت تنقلاته محدودة.وضاعف منذ الإثنين تنقلاته في البلاد وأجرى حوارات مع الحشود. وسيعقد تجمعاً السبت في مرسيليا.
وغيّرت لوبن اللهجة والوتيرة أيضاً، بعدما كانت تقود حملة هادئة، وفضّلت التنقل في مدن صغيرة، فكثّفت حضورها في الإعلام وتناول الموضوعات الحكومية، مثل إصلاح المؤسسات.
وقال برنار سانانس رئيس معهد استطلاعات الرأي «إيلاب»: «انقلبت الجبهة: فماكرون يسعى خلال هذه الحملة إلى فرض صورة الشخص القريب من الناس التي لا يتمتع بها فيما تسعى لوبن إلى إرساء صورة الصدقية التي تتخلف فيها عن ماكرون».
وفي زيارة مفاجئة لسوق في بيرتوي (جنوب شرق) الجمعة، واجهت عدة نساء محجبات لوبن التي ينص برنامجها على حظر الحجاب في الأماكن العامة تحت طائلة غرامة مالية.وشددت المرشحة على أن «حظر الحجاب ضروري»، واعتبرته «زياً» متطرفاً.
من جانبه، يعلن ماكرون أنه مدافع عن العلمانية والحريات الدينية. وقال مؤخراً، إنه إذا «حظرت لوبن الحجاب، بموجب دستورنا، فسيتعين عليها حظر الكيباه والصليب والرموز الدينية الأخرى».
دعا جامع باريس الكبير وتجمع مسلمي فرنسا الجمعة للتصويت لماكرون. وسبق أن فعلت مؤسسات يهودية الشيء نفسه.
وفي يوم «الجمعة العظيمة» للمسيحيين، ذهبت لوبن إلى كنيسة في لوريس، فيما زار ماكرون موقع ترميم كاتدرائية نوتردام في باريس.
وعلى غرار حوالي 50 رياضياً في بداية الأسبوع، دعا حوالي 500 فنان وكاتب فرنسي إلى التصويت لصالح ماكرون مستنكرين برنامج لوبن الذين يقوم على «كراهية الأجانب، والانغلاق على الذات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"