عادي

60 نصاً تأسيسياً في «معالم الحداثة»

23:27 مساء
قراءة دقيقتين
5

الشارقة: «الخليج»

يطوف كتاب «معالم الحداثة» للدكتور سعد البازعي، والصادر عن دار «روايات»، التابعة لمجموعة «كلمات»، على 60 نصاً من نصوص أبرز المفكرين والكتاب والنقاد والفنانين الغربيين، الذين أسهموا في تأسيس وصياغة الحداثة الغربية على مدى الثلاثمئة عام الممتدة من منتصف القرن السابع عشر حتى منتصف القرن العشرين، والكتاب ترشحه «روايات»، لقرائها بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، ليتعرفوا من خلاله إلى أدبيات الفكر الغربي الحديث ورواده.

وتمتد تلك النصوص على مساحة معرفية تغطي حقولاً من الفلسفة إلى الفنون التشكيلية والموسيقية، ومن الأدب إلى علوم الاجتماع والنفس والتاريخ والسياسة وغيرها، لترسم ما يصفه الكتاب بمعالم الحداثة الغربية، وذلك في مسعى لتعريف القارئ العربي بتلك المعالم وبالنصوص ومؤلفيها ابتداءً بعصر ديكارت وسبينوزا، إلى عصر كارل بوبر وبيكاسو وغيرهم من مفكري الحداثة وكتّابها وفنانيها.

يتهيأ الكاتب منذ البداية لمواجهة سيل من الاختلافات، فإلى جانب السؤال الأول الذي لم يجد إجماعاً على ماهيته، وهو معنى الحداثة، يأتي سؤال آخر: عن أي حداثة نتحدث؟ ثم متى كان من الممكن تحديد معالم أو نصوص تأسيسية لظاهرة أو شيء يصعب الاتفاق على تحديد ماهيته ابتداء؟، ومع ذلك فإن هذه الأسئلة لا تحول دون الاجتهاد في طرح تصور يتألف من خطوط عامة هي أقرب لما يمكن الاتفاق عليه؛ لتقديم كتاب يجمع شخصيات أنتجت أفكاراً ورؤى وأعمالاً في شتى مجالات الفكر والثقافة والعلم والإبداع الأدبي والفني، والتي شكَّلت بمجموعها حراكاً ضخماً غيَّر الإنسان على النحو الذي أدى إلى تغيير العالم المحيط به.

الوجودية والواقعية والماركسية والرمزية والرومانسية والتكعيبية وغيرها، كلها ممثلة هنا في كتاب يجمع من خلال الترجمة بعضاً من أبرز ممثلي «الحداثة الغربية» ليكون مرجعاً لمن يود التعرف إلى معالمها بتنوعها وضخامتها وعمق تأثيرها؛ ليس في الغرب وحده وإنما في العالم. إنه كتاب يسعى لتمكين القارئ من الوقوف على النصوص نفسها والتعرف اليها ضمن سياقاتها الأوسع ومن خلال صلة بعضها ببعض، وذلك في مقدمات تعرّف بها وبالحداثة. وقد حرص الكاتب على تزويد النصوص بهوامش توضيحية توفر على القارئ الجهد في التعرف إلى بعض ما يرد في النصوص من إشارات، وتفك بعض الغموض الذي يكتنف بعضها.

يلفت البازعي إلى أنه لا يمكن القول إن النصوص المنتخبة في الكتاب هي أهم النصوص أو أكثرها تمثيلاً للحداثة، لكن يمكن القول وبثقة إنها من أهمها بالنظر إلى مضمونها وإلى الأعمال التي اجتزئت منها، والتي تشكل متناً معروفاً، بل وبارزاً، في مكتبة اللغات الأوروبية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"