عادي
ماسك يثير الغضب مجدداً لانتقاده علناً وبسخرية موظفين كباراً

قلق بين المسؤولين في «تويتر» من المالك الجديد

17:38 مساء
قراءة 3 دقائق
لم يتردد إيلون ماسك، الذي أبرم أخيراً اتفاقاً لشراء تويتر، في توجيه انتقادات علنية لمسؤولين في الشركة، وفي التحدث عنهم بطريقة ساخرة، مثيراً غضباً ترافق مع قلق بدأ يشعر به موظفون كثر من أن يعملوا تحت إدارة رئيس «تيسلا».
وبعدما كتب تغريدة مسيئة في حق فيدجيا غاديه، وهي محامية الشبكة الاجتماعية المسؤولة عن القوانين والسلامة، نشر الملياردير الأربعاء صورة «ميم» ساخرة تستهزئ بقوانين المنصة المتعلقة بالإشراف على المحتوى وبالمسؤولة نفسها.
وعلّق ديك كوستولو، الذي تولى إدارة تويتر بين عامي 2010 و2015 بأن «التنمّر ليس طريقة للإدارة».
وقرر إيلون ماسك الاستحواذ على تويتر لأنه تحديداً يعتقد بأن الشبكة لا تحترم بشكل كافٍ حرية التعبير. لكن رؤيته بشأن الحرية المطلقة على المنصة تقلق المدافعين عن حريات جميع مستخدمي الإنترنت الذين يدعون إلى نشر محتوى خالٍ من الكراهية أو التضليل.
وذكر موقع «بوليتيكو» الإخباري، أن فيدجيا انفجرت بالبكاء خلال اجتماع إلكتروني مع فريق عملها عُقد لمناقشة التغيير الحاصل على مستوى ملكية تويتر.
وأشار مقال نشره «بوليتيكو» إلى أن المحامية تحدثت بالتفاصيل عن فخرها بعمل زملائها وشجّعت الموظفين على مواصلة عملهم الجيد.
تنمّر
وذكّرت التغريدة الأساسية التي علّق عليها ماسك بقرار تويتر منع نشر مقالة من صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية المحافظة خلال فترة الانتخابات الرئاسية لأنها تنتهك قواعد المنصة، الأمر الذي أثار غضب النواب الجمهوريين ما دفع تويتر إلى التراجع عن العقوبة.
ورأى ماسك في تعقيب على هذه التغريدة أن تعليق حساب تابع لمؤسسة إعلامية كبرى لنشرها مقالاً ينطوي على حقائق كان طبعاً إجراء غير لائق.
وأكد المسؤول السابق عن السلامة لدى فيسبوك والأستاذ في جامعة ستانفورد المرموقة أليكس ستاموس أن إنشاء رسوم (ميم) ساخرة تستهدف مسؤولين كفيدجيا غاديه التي سعت خلال مسيرتها المهنية إلى تحقيق التوازن بين السلامة وحرية التعبير، خطوة غير مقبولة على الإطلاق.
وأضاف أن على المسؤولين في شركات ماسك الأخرى أن يقولوا له إنه يتجاوز حدوده.
ودعت منظمة «ألترافايوليت» غير الحكومية والمدافعة عن حقوق المرأة، مجلس إدارة تويتر إلى التراجع عن الاتفاق المُبرم مع الرجل الأغنى في العالم.
وقالت مديرة التواصل في المنظمة بريدجيت تود في بيان: «إن التنمر الذي مارسه إيلون ماسك تجاه فيدجيا غاديه دليل واضح على أن إدارته المنصة ستتيح المجال بشكل كبير أمام التنمر والتجاوزات تحديداً تجاه النساء وأصحاب البشرة الملونة».
ويتيح اتفاق الشراء لماسك بوضوح التغريد عن عملية الاستحواذ، لكن شرط ألّا تحمل التغريدات تشهيراً بالشركة أو ممثليها.
وخلال الأيام الفائتة، انضم ملايين المتابعين الجدد إلى حساب رئيس «تيسلا» (لتصنيع السيارات الكهربائية) و«سبايس إكس» (للرحلات الفضائية) و«نيورالينك» (للغرسات الدماغية) ليصل إجمالي متابعيه إلى أكثر من 86 مليون مستخدم.
«أجسام مضادة»
وقبل الإعلان عن استحواذه تويتر، أكد ماسك أنه يأمل في بقاء حتى أشد منتقديه في المنصة، لأن هذا ما تعنيه حرية التعبير.
وفي مواجهة سيل من ردود الفعل المقلقة، لاحظ ماسك، الثلاثاء، أن ثمة رد فعل شبيهاً بالأجسام المضادة من أولئك الذين يخشون حرية التعبير، ورأى أنه معبّـر جداً.
وأعرب الرئيس التنفيذي الحالي لتويتر باراغ أغراوال عن دعمه موظفي الشركة الواقعة في سان فرانسيسكو.
وغرّد عبر تويتر: «أنا فخور بأشخاص يواصلون إنجاز عملهم بتركيز وتصميم على الرغم من الضجيج المحيط بهم».
ونقلت صحف أمريكية عدة مخاوف يعبّـر عنها عدد كبير من الموظفين داخل الشركة في شأن فكرة تولي إدارة تويتر من شخص معروف بتصاريحه الاستفزازية وصاحب شركات لا تحبّذ التجمعات النقابية.
وأشارت وكالة «بلومبيرج» إلى أن تويتر تمنع منذ الإثنين موظفيها من إجراء تغييرات على الشيفرة الإلكترونية الخاصة بالمنصة من دون الحصول على موافقة نائب الرئيس، وذلك لتجنب أي عمل تخريبي.
ويخشى البعض أن ينسف ماسك عملهم المتعلق بالإشراف على المحتوى لحماية المستخدمين من التجاوزات والعنف.
ووجه رئيس «تيسلا» أكثر من مرة في الماضي، إهانات لأشخاص لم يوافقوه الرأي، فيما لا يتردد معجبوه الكثر في نشر مزيد من التعليقات المهينة.
ولا يبدو أن مسؤولياته الجديدة ستمنعه من إهانة الآخرين.
وتعليقاً على منشور اتُهم فيه محامي تويتر جيم بايكر بتسهيل عملية احتيال، غرّد ماسك الثلاثاء: إن «الأمر ليس مؤشراً جيداً».
من جهة أخرى، أصدر القاضي لويس ليمان، الأربعاء، قراراً يلزم ماسك بالاستمرار في الحصول على موافقة مسبقة قبل نشر أي تغريدة تتعلق بنشاط «تيسلا» وذلك على النحو المنصوص عليه في اتفاق كان الملياردير توصل إليه مع السلطات.
(أ.ف.ب)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"