عادي

الاجتماعات الافتراضية والإبداع

21:17 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

بين عشية وضحاها، تغير العالم، حلّ وباء «كورونا» المستجد، وتبدلت الأحوال، وتفرقت الجموع، وأصبح العمل عن بعد سيد الموقف. ويفترض أن التغييرات الرئيسية في طريقة عملنا مثل الاتصالات والتفاعلات التلقائية وجهاً لوجه تؤثر بشكل كبير في الإبداع في العمل، والحقيقة أن ذلك الافتراض صحيح وفق دراسة نشرتها دورية «نيتشر». وتقول الدراسة إن مكالمات الفيديو تقلل من إنتاج الأفكار الإبداعية، مقارنة بالاجتماعات الشخصية، وإن التفاعلات الافتراضية قد تكون لها تكلفة معرفية عند إنشاء الأفكار بشكل تعاوني.

وخلال جائحة «كورونا»، طُلب من ملايين الموظفين العمل من المنزل إلى أجل غير مسمى، والتعاون افتراضياً باستخدام تقنيات مؤتمرات الفيديو.

ولاستكشاف كيفية تأثير استخدام مكالمات الفيديو على توليد الأفكار التعاونية، وظف الباحثون 1490 مهندساً عبر خمسة مواقع لشركة بنية تحتية للاتصالات (في أوروبا والشرق الأوسط وجنوب آسيا)، وتم إقران المشاركين بشكل عشوائي، إما وجهاً لوجه أو عبر مكالمة فيديو، وطلب منهم إنشاء أفكار للمنتج واختيار واحدة لعرضها.

ووجد المؤلفون أن الموظفين الذين يلتقون وجهاً لوجه أنتجوا مزيداً من الأفكار الإبداعية، مقارنة بالذين يعقدون اجتماعاتهم بشكل افتراضي، لكن عند اختيار الفكرة المطلوب العمل عليها، لم يكن الموظفون الذي يلتقون افتراضياً أقل فاعلية، وتؤكد هذه النتائج الدراسات المختبرية باستخدام بيانات تتبع العين؛ إذ وجد المؤلفون أن الشركاء الافتراضيين يقضون وقتاً أطول في النظر مباشرة إلى شريكهم، بدلاً من التحديق في جميع أنحاء الغرفة.

ويرى المؤلفون أن مكالمات الفيديو تركز الأنظار والتواصل على الشاشة، مما يضيق التركيز المعرفي ويقلل من توليد الأفكار الإبداعية.

وتشير النتائج إلى أن العمل الإبداعي سيكون أفضل خلال الاجتماعات الشخصية، في حين أن الأنواع الأخرى من التعاون قد لا تتأثر.

من جهته، يرى نيكولاس بلوم، الباحث في الاقتصاد بجامعة ستانفورد، وغير المشارك في الدراسة، أن الدمج بين العملين من المنزل وداخل المؤسسة «هو أفضل خيار من جميع النواحي»، مضيفاً أنه «بعد عودة الناس نوعاً ما إلى الحياة الطبيعية، خاصة مع ارتفاع معدلات التطعيم، لا يمكن بكل تأكيد أن يعمل الشخص بشكل كامل من داخل بيته».

وللعمل عن بعد العديد من الفوائد، فالبشر ينفقون ثروة على المحروقات من جراء الانتقال إلى أماكن عملهم، كما يأكلون نصف وجباتهم خارج المنزل، ويلوثون البيئة ويزاحم بعضهم بعضاً في وسائل المواصلات.

وتؤكد الدراسة أن التواصل عبر مكالمات الفيديو يغير طريقة التفكير، مما يضر بتوليد الأفكار.

«سيانتفيك أمريكان»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"