سلوك خطر

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

خلال قيادة سيارتك أو عندما تكون مترجلاً منها للوصول إلى مكان ما، أو لممارسة الرياضة مثلاً، عليك الانتباه أكثر من أي وقت مضى إلى المركبات ومن يقودها، فنحن اليوم أمام معضلة جديدة تنتشر كالنار في الهشيم، وتتسبب في كثير من الحوادث، وهي انشغال الجميع بهواتفهم بعد أن لعبت وسائل التواصل بهم وجعلتهم أسرى لرسائلها لا يطيقون الصبر عن فتحها ريثما تتاح لهم الفرصة، في انعدام تام للتركيز قد يعرّض الآخرين لموت محقّق.
تحذيرات الشرطة لم تتوقف يوماً، لكننا أمام تحدٍ جديد من نوعه وسلوك خطر بدأنا نرى نتائجه وتبعاته مؤخراً، حيث أظهرت الدراسات المرورية أن استخدام الهاتف المتحرك، وكتابة الرسائل النصية أثناء قيادة المركبات، يقلّلان من سرعة استجابة السائق لتجنب الخطر بمعدل 19%، ويؤديان إلى زيادة احتمال انحراف المركبة عن مسارها بنسبة 280% في حال كتابة رسالة نصية؛ لذلك لا تستغرب عندما ترى سيارات البعض تسير على غير هدى، لأن هناك انجرافاً لا إرادياً وراء هذا الجهاز السحري يواكبه شعور بالثقة لدى السائق، وأن الأمور ما تزال تحت السيطرة على الرغم من أن ذلك غير حقيقي.
الانشغال بالهاتف بات اليوم من المخالفات الخطرة التي يتم التشدد مع مقترفيها، خاصة أنها تقود إلى مخالفات ترتبط بها وتتسبب فيها كمخالفة السرعة وتجاوز الحد المسموح به، وعدم الوقوف عند معابر المشاة، وكذلك تجاوز الإشارة الحمراء والانحراف، وعدم الالتزام بالمسار، مما يؤثر في تفادي الحوادث والاستعداد لمواجهة مفاجآت الطريق؛ لذلك فمن المهم التركيز على بث الوعي في هذا الجانب ومحاربة مقولة أن الأمور تحت السيطرة، بينما الدماغ منشغل بمضمون الرسائل ومحتواها.
خطر الهاتف اليوم لم يعد متوقفاً فقط على الرّد على المكالمات الهاتفية، أو مشاهدة الفيديوهات، وتصفُّح مواقع الإنترنت؛ بل أصبح مرتكزاً كذلك، على كتابة الرسائل النصية، ومتابعة مواقع الدردشة، وهذا يُشكل خطراً كبيراً على حياة السائق أو المارّة في الطريق وهو ما يدعونا إلى إيجاد حلول جادة لمحاربة هذا الهوس المتنامي في الانشغال بالهاتف، ليس خلال القيادة فقط، وإنما خلال ساعات اليوم التي تستنزف وقتاً طويلاً أكثر من الطبيعي، وتطال فئات متنوعة من المجتمع باتت لا تستطيع تركه ولو لدقائق.
المشكلة الأكبر هي أن الجميع يعلم خطورة هذا السلوك، لكنه مع ذلك يداوم على ممارسته على الرغم من التحذيرات من تجاهل الدعوات والتوصيات التي تطلقها مراكز الأبحاث المرورية الداعية إلى تجنّب مشتّتات القيادة، والتركيز على الطريق، خصوصاً أن مخرجات بعض الدراسات المرورية أشارت إلى أن ردة فعل السائقين المشغولين بالاتصال عبر الهاتف المتحرك أثناء القيادة، تساوي الوقوع تحت تأثير الكحول بنسبة 80%، فأي خطر هذا الذي نصرّ عليه على الرغم من كل تلك المعطيات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"