عادي

مذنبات خارج المجموعة الشمسية

22:02 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

برايلي لويس *

منذ وقت قريب، نشر فلكيون من المرصد الفلكي الرئيس التابع لأكاديمية العلوم الوطنية الأوكرانية في كييف، دراسة حول اكتشاف خمسة مذنبات خارجية جديدة، وهي مذنبات تدور حول نجم آخر غير الشمس، وذلك باستخدام بيانات مستقاة من القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية ذات العبور الزوالي، وأكدوا بشكل مستقل أيضاً وجود بضعة مذنبات خارجية سبق أن اكتشفها باحثون آخرون.

وتخضع المذنبات الموجودة في نظامنا الشمسي للدراسة باعتبارها آثاراً عتيقة من الماضي، إذ تقدم لنا أدلة على الكيفية التي تشكلت بها الأرض والكواكب المجاورة لها من منظور كيميائي، والمذنبات تمثل فصلاً ذا أهمية بالغة في قصة الأرض أيضاً، إذ يعتقد أنها جلبت الماء إلى الأرض، ما هيأ الظروف لنشأة الحياة على ظهر كوكبنا.

ويقول أندرو فاندربيرج، اختصاصي علم الفيزياء في معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا: «أعتقد أن المذنبات الخارجية مثيرة ومهمة للسبب نفسه الذي يمنحها الأهمية في نظامنا الشمسي، فمن الواضح أنها أدت دوراً مهماً في تطور نظامنا الشمسي».

وتدور المذنبات الخارجية المكتشفة حديثاً حول نجم يدعى «بيتا بيكتوريس»، وهو النجم المفضل لدى الفلكيين، وقد نال حظاً وافراً من الدراسة.

ويقع «بيتا بيكتوريس» على بعد نحو 65 سنة ضوئية فقط من الأرض، ما يجعله قريباً نسبياً بالنظر إلى المسافات الكونية الشاسعة، ونجم «بيتا بيكتوريس» هو أصغر عمراً من الشمس بكثير، إذ يتراوح عمره بين 10 إلى 40 مليون سنة فقط مقارنة بعمر النظام الشمسي البالغ 4.5 مليار سنة، ولهذا السبب فإن هذا النجم يقدم لمحة عظيمة الفائدة عما يحدث خلال مرحلة شباب النظم الكوكبية.

ولم يكن هذا الاكتشاف المرة الأولى التي شوهدت فيها مذنبات خارجية حول نجم «بيتا بيك»، فقد اكتشفت لأول مرة باستخدام القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية ذات العبور الزوالي عام 2019، وخلصت دراسات إلى أن نجم «بيتا بيك» لديه في حقيقة الأمر مجموعتان مختلفتان من مذنبات خارجية ذات خصائص مختلفة، تضاف هذه المذنبات الخارجية الجديدة إلى الكم المتزايد من كشوف المذنبات الخارجية حول نجوم متعددة باستخدام القمر الصناعي لمسح الكواكب الخارجية ذات العبور الزوالي.

ويوضح جوناثان مارشال، باحث ما بعد مرحلة الدكتوراه في معهد أكاديميا سينيكا للفلك والفيزياء الفلكية في تايوان، أنه إضافة إلى النظام الشمسي، فإن استخدام نظام «بيتا بيك» كنموذج يوفر لنا مثالاً آخر. وهذا النظام يمكن تطبيقه على النجوم الخافتة لاستنباط الآلية الداخلية لأنظمة المذنبات الخارجية الأكثر تطرفاً.

* (سيانتفيك أمريكان)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"