على مدار خمس سنوات كاملة، ظل المترجم أمين سلامة يعمل على ترجمة ملحمة «الإلياذة» لهوميروس، والتي تدور في ساحة القتال بين جيشين، وتجسد خيالاً أشد واقعية من الواقع، وأقسى إيلاماً من الألم، وكل من يقرأ شيئاً عن أبطال هذه الملحمة يزداد إعجاباً بقدرة هوميروس ذلك الكاتب الكفيف، الذي راحت البلاد تتنافس فيما بينها، كل يريد أن يكون له شرف انتسابه إليه، كان قادراً على ابتكار تلك الأفكار العميقة، وتصويرها من خلال إبداع خلاق، يفوق الإبداع نفسه، وبجدارة حسدته عليها البشرية، وجعلته يستحق أن يكنى بأبي الشعراء والأدباء.
أبطال «الإلياذة» من البشر العاديين، ومن أنصاف الآلهة، وآلهة الأوليمب اليونانيين، وهذه الحرب رغم أنها استمرت تسع سنوات، إلا أن هوميروس لا يسجل منها في إلياذته إلا أحداث العام التاسع وحده، واستعرض هذه الأحداث في خمسة وعشرين ألفاً من أبيات الشعر.
