مهرجان الدهشة

00:06 صباحا
الصورة
صحيفة الخليج

إذا كانت الشارقة هي عاصمة الثقافة، فهي في عيون الأطفال الأرض الخصبة التي يزرعون فيها أحلامهم فتنمو وتزهر وتطرح ثماراً، هي الحاضنة لمواهبهم ومشاريعهم الصغيرة، تمدهم بالوعي وتفتح أمامهم الفرص الكثيرة لتحرير أفكارهم وتنمية مواهبهم وتوسيع مداركهم كي يتمكنوا من رسم طريق مستقبلهم بشكل صحيح وسليم وبرؤية واضحة. 
كثيرةٌ هي الأبواب التي تفتحها الشارقة ليطل من خلالها الأطفال واليافعون على العالم الأوسع، تحمل إليهم الماضي والحاضر والمستقبل لتزيدهم وعياً وثقافة، تخلق الفرص لتحثهم على اكتشاف جمال وأهمية الكلمة والموهبة وكيفية استثمارهما بالشكل الصحيح لتكوين النفس والمستقبل بوعي وثقة. 
أمس كان افتتاح الدورة ال 13 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل تحت شعار «كوِّن كونك»، ويستمر 11 يوماً في مركز إكسبو الشارقة، احتفال مبهج ليس يوم الافتتاح فقط، بل المهرجان بحد ذاته هو احتفال يُبهج قلوب الصغار، يستقطبهم بذكاء ليحببهم إلى القراءة والكتاب والكتابة، ويجذبهم للثقافة من بوابة الفنون والألوان والفرح، يحترم عقولهم ويصدق خيالهم ويؤمن بقدراتهم فيزدادون إبداعاً وتفاعلاً.
139 دار نشر من 15 دولة عربية وأجنبية، أكثر من 1900 نشاط بين عروض مسرحية وموسيقية وورش عمل متنوعة وجلسات حوارية ولقاءات مع فنانين عرب وعالميين ومؤثرين من مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الركن الخاص بالطهي وفعالياته.. و43 ضيفاً من المبدعين والكُتّاب والفنانين الإماراتيين والعرب والأجانب، يشاركون في تقديم 120 فعالية ثقافية.
إنه مهرجان الدهشة، والأرقام هي دليل لمن يقرأ المهرجان من بعيد ويصعب عليه الحضور إلى الشارقة، تعرّفه على مدى اتساع صدر هذه الدار لاحتضان كل الفعاليات والشخصيات مع تخصيصها منصات لجهات رسمية وثقافية وتربوية وتعليمية، والحضور القوي للمدارس والطلاب خلال أيام المهرجان؛ أرقام تحكي عن الاحتفاء بالأطفال لكنها تعجز عن نقل روح المكان وبهجة الأطفال ومشاعرهم وتفاعلهم مع كل حدث ومنصة ونشاط، ومدى تفاعل الأهل أيضاً مع هذا الحدث الذي يدفعهم بدورهم إلى اكتشاف ما يضمه عالم الأطفال وما يمكن تقديمه لهم، وكيفية مساعدتهم على القراءة أكثر والتمسك بالثقافة والعلم وتوسيع المدارك بأساليب حديثة وسهلة وسلسة. 
«كوّن كونك» فرصة لإتاحة المجال أمام الصغار ليشكل كل منهم عالمه وفق قواعد وأسس صحيحة، وفرصة لاكتشاف كون الصغار والكون الأوسع منه، حيث التواصل مع الآخر ومع الخارج، والانتقال من الحاضر إلى المستقبل؛ وحين نقول مستقبل فلا بد للكبار أيضاً أن يكونوا على اطّلاع بعالم أطفالهم وشكل مستقبلهم، فيشاركون معهم في فعاليات المهرجان وأنشطته.
noorlmahmoud17@gmail.com

عن الكاتب: