وداعاً خليفة

02:34 صباحا
قراءة دقيقتين

راشد محمد النعيمي

ودعت الإمارات أمس، والعالم أجمع، شخصية صنعت بصمة مؤثرة، ليس في بلادها وإنما في العالم أجمع الذي شارك أبناء الإمارات أحزانهم في وفاة قائدهم الشيخ خليفة بن زايد، طيب الله ثراه، الذي صنع نموذجه الخاص وواصل مسيرة الإمارات التي انطلقت في عهد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وفق سلاسة تواصلت عبرها عملية البناء والتنمية ودخلت آفاقاً جديدة تميزت بمرحلة التمكين وصنع الرفاهية للمواطن في مختلف الإمارات، عبر مشاريع نوعية غطت مختلف الاهتمامات.

عهد خليفة، رحمه الله، ركز على بناء الوطن والمواطن وتسخير الجزء الأكبر من دخل البلاد لتعويض ما فاتنا، واللحاق بركب الأمم المتقدمة التي سبقتنا في محاولة منا لبناء بلدنا وأن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده. كما أن مصلحة الوطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار وأن بناء الإنسان يختلف تماماً عن كل عمليات البناء العادية الأخرى، لأنه الركيزة الأساسية لعملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، وعليه مسؤولية دفع مسيرة الأمة.

العالم اليوم يودع واحداً من أبرز القادة الحكماء في العالم، أرسى دعائم التنمية بدولة الإمارات الحديثة، وأسهم في بروزها بمحيطها العربي والإسلامي والدولي، وامتدت أياديه البيضاء لتشمل جميع بقاع العالم عبر مشاريع تنمية خيرية ومبادرات إنسانية لا تنسى، أسهمت في مستقبل أفضل للبشرية، في امتداد جميل لسمعة الإمارات كصانع للخير والسلام، ونهل من مدرسة زايد الخيرية التي امتدت أياديها لقارات العالم تغيث وتساعد وتطعم وتجبر وتعمل من أجل الخير بكل الصور والأشكال.

في عهد الشيخ خليفة كانت مبادراته تصنع حراكاً إيجابياً على مختلف الصعد وتطمح لمستقبل أفضل للجميع وفي مختلف المجالات والاهتمامات، فكانت تشجع القطاع التربوي بجائزة مجزية محفزة، وتنتقل تارة أخرى لمعالجة ديون المواطنين المتعثرة وتخليصهم من هم يكبلهم ليل نهار، ثم تعرج الى إحلال المساكن القديمة وتشجيع المواطنين لدخول سوق العمل في القطاع الخاص، إضافة إلى مبادرات لم تتوقف في مجالات الخير والتسامح والعطاء.

نودع اليوم قائداً مخلصاً معطاء من مدرسة زايد قاد سفينة الوطن بإخلاص وكان عنواناً للبذل والعطاء رسخ نهضة الإمارات التي تصدرت في عهده معظم المؤشرات وانطلقت الى المستقبل في تنمية غير مسبوقة لفتت إليها أنظار العالم وتربعت على القمة كأنموذج أوحد في النجاح.

إلى جنات الخلد يا فقيد الوطن والأمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"